السعودية العظمى .. والمخربشون
كتب - عبدالله العميره
عندما تنتهج المملكة العربية السعودية سياسة " الدبلوماسية الشعبية "؛ فإنها تمتلك طرق الجاذبية.
المملكة اليوم: قدوة في الإبداع والتخطيط.
ونموذج في القدرة على اتخاذ القرار.
أن تكون دولة قوية، وفيها إنجازات ضخمة، ولها موقعها الإستراتيجي، وتأثيرها على الإقتصاد وعلى القرارات في العالم.. ولها موثوقيتها في كلمتها واستدامة الرأي والقرار. والتميز بالإستقرار السياسي؛ كلها عوامل تدفع بالقوة الناعمة إلى الأمام ، وإيصالها إلى شعوب العالم.
فإن تنطلق من قوة للتاثير؛ أقوى بكثير من أن تطلب تأثير بدون قوة ..
لايمكن أن تقاس المملكة بدولة صغيرة تمتلك أموالاً تبعثرها في كل اتجاه بحثاً عن تأثير (هذا يحتاج تقريراً يوضح الأسباب والمسببات).
أوبدولة كبيرة في المساحة والسكان؛ تبحث عن التأثير بدون مقومات ( وهذا يحتاج إلى تقرير يكشف الأسباب والمسببات ).
وبالمناسبة ، لايمكن أن يقال عن المثالين السابقين، أن لهما أهداف.. فلا يرسم الأهداف إلا القادر على التخطيط، المرتكز على مقومات مادية وعقلية.
المملكة ليست فقط مصدر تأثير، وقوى متعددة مؤثرة في العالم.
بل أصبحت قدوة واضحة، يتتبع خطواتها كثير من الدول.
مع التأكيد على أن :
"الأفكار لايمكن أن ينفذها كما يجب، وبإبداع؛ إلا من ابتكرها".
ثمة؛ أن الفكرة الأصل، قائمة على مقاسات ومترتبات، ومرتبطة بقدرات، وبمقومات عقلية، ومادية .
إنه من الجيد؛ تبادل الخبرات بين الدول العربية، والدول في العالم.
ولكن من السوء الإكتفاء بنقل فكرة دون الإشتراك مع مصممها الأصلي لتطويرها أكثر!
_____
قُبيل رمضان ظهر وزير رياضة عربي في أكشن مع وليد، يشيد بالمذيع، عندما كان البرنامج في ذروة عروضه العصبوية..
صحيح؛ هذا البرنامج لايشيد به إلا "المرتاح أو المستفيد" من منهجه، وما ينتهي له !
_____
القوة الناعمة لايمكن أن تتحقق بالدبلوماسية الشعبية؛ إلا بتوفير عنصرين متلازمين :
1- ماذكرته سابقاً.. أسباب قوى التأثير وعلى رأسها الإنجازات الضخمة المبهرة، وعقول تتحرك - تبتكر وتنجز.. وهذا متوفر.
2- وسائل متميزة لتنفيذ الدبلوماسية الشعبية.
فمهما كان حجم الإنجازات، وتعدد الوسائل. لايمكن أن يتحقق الهدف إلا بإعلام متميز تتوافق الإبداعات فيه مع الإنجازات الضخمة..
والعبرة ليست في كثرة وسائل الإعلام، أو وسائط الدبلوماسية الشعبية.
بل في:
التكامل بين الأعمال، وفي الرسائل.
إن بعثرة المهام ، وكثرة الوسائل، والتضارب في المحتوى، أوتأرجح المضامين؛ وتعدد الإدارات؛ ضرره أكبر.
الإبداع والتكامل من أجل تحقيق الهدف؛ يحتاج إلى:
تخطيط لعمل مؤسسي، وأدوات تنفيذ عالية الجودة؛ لا عمل أفراد جامحين ، ينقلون للعالم صورة غير طيبة، بالتركيز على كل ما يسبب الإختلاف والتناحر، وإثارة المشاعر العدائية بين أفراد المجتمع .. وإهمال أدوات القوة المتمثلة في الخطط الجبارة، وتنفيذ تلك الخطط بإبداع، ونقلها للعالم بأساليب مشوقة.
علينا التركيز على :
- الصورة .. مع قليل من الشرح - ونقل مشاهد إنسانية، ومعرفية القصيرة. ونقل صور من واقع الملاعب مع العالميين، ومن السواح - باحترافية وذكاء.
وبصراحة؛ أشاهد في منصات التواصل، عروض رائعة ، لايخربشها إلا بعض مشاركات من جاهل متعصب متخلف، أو منفك عن الترابط الوطني.
- التحليل العلمي والتقديم البسيط السهل.. مثل برنامج (حكاية وعد)
العرض الإبداعي .. مثل برنامج (سين) وأداء أحمد الشقيري.
تلك أمثلة، والمحطات مليئة ببرامج فيها إبداع، وننتظر إبداعات جديدة - والسعوديون ( شياب وشابات ، وعلماء وخبراء) يمكنهم تقديم المزيد من الإبداعات...
ما يهمني، كأحد المشاهدين، أن يحقق لي البرنامج (أي برنامج) الفائدة والمتعة.
ويهمني - كصحفي - أن تكون رسالة البرنامج ( أي برنامج) ترسم أكبر دائرة إنتشار في العالم. وأن يكون البرنامج ( أي برنامج ) يحقق التكامل والتناغم مع الآخر / طبعاً لا أعني التطابق في الفكرة.
وبالمناسبة؛ أتمنى أن يتم تنسيق بين محطات التلفزيون المحلية، وكذلك العربية ، في عروض البرامج (الممتازة) بحيث لا تكون متزامنة.
أعلم أن هذا صعب، فالكل يحرص على التوقيت مع الذروة - خاصة في شهر رمضان.
ولكن المهم المشاهد، لايكون مبعثر الإختيار بسبب شدة التنافس بين القنوات.
المشاهد؛ سيختار بعد أن يحتار.
وبذلك حرمتوه من فائدة في برنامج آخر في قناة أخرى متزامن مع برنامجه المفضل.
فلا تجعلوه في حيرة، وإلا ترككم وركز على قناة واحدة يراها شاملة التميز - وهذا حاصل الآن - وتعرفون قصدي.
_____
لايمكنني أن أستوعب كيف نعيش الحالة النهضوية والإختراق الحضاري غير المسبوق، وفي ذات الوقت يتم السكوت على برامج سيئة ومسيئة.
أخطر مكونات الدبلوماسية الشعبية الرياضية، السكوت على برامج العبث، وعلى أندية تمارس الشعوذة في ملاعبنا. تخطط للوصول إلى البطولات؛ إما بالفأر والحكم الفاسد، أو بالسحر والشعوذة !
أو من خلال "إدارات عميقة" تمارس الخبث والخبائث بين أندية الوطن.
يريدون - بعلم أو بجهالة وجهل - إعادة صاغة المجتمع وتشكيله إلى عصبيات، جماعات مبعثرة، كل جماعة تتحزب لنفسها.. يريدونها علاقة " طائفية " من نوع آخر.
من يتعرضون للأندية، والمجتمع ورموز المجتمع الطيب ، هم أدوات فاسدة، منبتهم فاسد..
الملاحظ؛ أن عقلياتهم فاسدة يغلفها الجهل - مثل أولئك - صالحون للتسيير، والإستخدام.
__________
مع كل ذلك النزغ الشيطاني، الوطن قوى. ومكانته ترتفع أكثر وأكثر كل يوم .
لايمكن التأثير على القمة.. البناء شامخ، ويزداد شموخاً. لكن يجب التخلص من الحشرات البذيئة التي تحاول أن تخربش في قواعد البناء الشامخ.
( اللهم اكفني شر من في حجري، ومن أهل بيتي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم)