بأبأة .. وبعبعة - في وسائل الإعلام

news image


كتب - عبدالله العميره


( ببببببببببببببببببوب )
في أي لغة هذه؟!
مُبأبِئ .. بأبأ؛ هو المثرثر الفارغ من الفائدة.
عندما يبتدر بها مذيع أو متكلم؛ فإنها  تعبير عن إنفعال يخاطب المشاعر، لا العقل.
الثرثرة؛ تعني في اللغة؛ "كَثْرَةُ الكَلاَمِ فِي مُبالَغَةٍ مِنْ دُونِ جَدْوَى".
وتعني "صوت كثير الكلام المختلط".
وتعني "تخليط وترديد بسرعة، وبلا فائدة".
( ببببببببببببببببببوب )
لمن تقال؟ ومالفائدة منها؟
الإجابة؛ تجدونها فيما ذكرته سابقاً، ولاحقاً.
#إعلام_الثرثرة
رسائل تصدر من (الإعلام السفلي / أو العالم السفلي).
ومعروف في تعريفات الإعلام، ضمنها؛ أخبار العالم السفلي، وهي التي تعتمد على تغذية المشاعر بالأخبار الإنفعالية ( حوادث مصائب كوارث..الخ) وهذه الرسائل؛ عادة موجهة  للنوع الأول من المتلقين ( المتردد )، وهذا المتلقي هو من يفكر من نخاعه الشوكي / من مشاعره، وليس من عقله.
 

أنواع المتلقين - أربعة:

الأول : المتردد؛ ويمثلهم غالبية الشعوب العربية والشعوب التي تحكم على الأخبار من مشاعرها. أو من تصورها الذهني الذي يرسخّه الإعلام.

الثاني: القائد؛ هو من يفهم في عمق الرسائل وأهدافها. وهذا النوع هو المفيد للبلاد والعباد، ولكنه لم  ينل القسط المطلوب من الرسائل - الرسالة حاضرة، ولكن الناقل / الإعلامي؛ لايعرف كيف يتعامل معها.. يختار ما يثير المشاعر، ولايبقى في العقل منها شئ!

الثالث: المحايد، وغالباً ؛ المحايد؛ يئس من تطور الرسالة القائمة على "البأبأة"، والمحايد يقرأ حقيقتها المدمرة، ولكنه لا يستطيع فعل شئ، والمحايد عادة مثقف واعي، يفضل أن يريح رأسه من سماجه وسطحية "المبأبئين والمبعبعين".

الرابع: المسرنم - كمن يمشي وهو نائم - وهم أصحاب الأدمغة الممسوحة.. قطيع، لو قيل لهم (صلوا شرق) لفعلوا دون تفكير. وأمثّلهم بجمهور "حزب الله"، وعلى من شاكلتهم في أنحاء بلاد، تم غسيل أدمغتهم وتنظيفها من أية مفاهيم صحيحة، أو قدرة على التقييم، ثم؛ تم تغذية تلك الأدمغة بمفاهيم عقدية تقوم على خرافة.
عندما يكون الشخص جاهل، ومغذى دماغة بالخرافة، فإن التعامل معه صعب.
هذا يحتاج هندسة فكر - غسيل مخ وإعادة تدوير.
_____
غالبية البرامج الرياضية موجهة إلى الجمهور العام، والجمهور المتردد؛ يمثل النسبة الأكبرفيه!
وليست تلك البرامج موجهة إلى الجمهور النوعي، ولا تهدف إلى الإرتقاء بالذائقة، بل إلى زيادة تكلس العقلية المتكلسة.. تقلبه ذات اليمين ليفرح ويضحك، ثم - فجأة -  ينقلب يساراً ليحزن ويبكي.
وهذه النوعية ( المتردد ) عندما تصل إلى درجة معينة؛ فإنه من السهل  إنجذابها نحو أفكار / أيدولوجيات، مضادة للمجتمع والدولة.
طبعاً؛ المبأبئون الظاهرون لنا في وسائل الإعلام لايدركون هذا، ولا خطورته.. 
يدركها من وضعهم على الخطة! 
_____
هذا النوع من الأخبار أو التقارير في برامج ( التوك شو) العربية؛ هو السائد، تتوافق مع أساليب التعليم القائمة على التلقين، وليس التحليل.
( نتائج التعليم التلقيني، والتعليم التحليلي.. وأسباب تنوع المتلقين / العوامل المؤثرة.. هذا موضوع يحتاج لتفصيل، ربما أطرحه لاحقاً ).
_____

نتائج هذه الرسائل مدمرة، لأنها تغوض - في النهاية - بإلانسان إلى أدنى درجات الجهل .. والجهل هو المدمر الأول للدول.
تمعنوا جيداً في الرسائل المعادية للمملكة، ستجدونها خليط من البأبأة والمعمعة، تعكس واقع الحال عندهم، ويتم تصدير واقع حالهم للتفريغ، وفي النهاية تنقلب عليهم، لأن رسائلهم تحتوي على كم كبير من الجهل والتخلف.
يمكن استخدام رسائلهم ضدهم، إذا تم التعامل معها بطريقة علمية.
_____
نرى كيف كانت نتائج الإستثمارفي الجهل - ونتيجة ترسيخ رسائل الـ"بأبأة والبعبعة".. مثال، مانراه في العراق، وسوريا، واليمن، ومصر.. الخ من دول أخرى تتبع سياسة "ترسيخ الجهل؛ لتتمكن الحكومات من قيادة القطيع!
( مع ملاحظة أن مصر لها وضعية مخنلفة، فيها من يحاول تحريك الرأي العام ضد الدولة المصرية، وضد من يساند الدولة المضرية.. أولئك معروفون، ومعروفة أهدافهم).
أما الدول التي تغلغلت فيها عقيدة الخرافة، فنلاحظ أن المجتمعات فيها إنقسمت على بعضها، قسم ينفذ سياسة فارسية - عن طريق أيدلوجيا مبتكرة!
ونلاحظ أن القادة الواعين في تلك البلاد / أعني النوع الثاني من الجمهو؛ ينأون بأنفسهم عن انحطاط المبأبئين والمبعبعين .. لماذا(؟!)
الإجابة موجودة في المقال.
_____
رسائل تعتمد على العواطف والخيال والصور الذهنية.. تخاطب المشاعر المترددة، ولا تخاطب العقول.
( طبعاً ؛ أعلم علم اليقين أن " المبأبئين"، لايفهمون في علم الإعلام ، ولا علم النفس الإعلامي، ولا أنواع الرسائل، ولا التأثير، ولا خطورة الإعلام.
هي بأبأة بغبغانية / مكررة، بدون علم.. مسيرون.
ودائماً " البأبأة " تنطلق نتيجة إنفعال وحماسة، ضمن أساليبها " الهياط الفارغ"،  وتنتهي إلى  "بعبعة"- ذلك هو أقصى حد لثقافتهم .
ومن يسيرهم؛ لايريد من ينفذ سياستهم أن يكون واعياً.
_____
في ختام المقال؛ أعيد التذكير بأن" البعبعة" هي صوت الانسان غير المفهوم بسبب السرعة. ونتيجة غياب الثقافة اللغوية والحس الراقي، فيتم  استجداء عبارات تندرج ضمن ثقافة "السوقة".
البأبأة؛ تعبير عن حالة إندهاش.
والبعبعة؛ تعتبير عن حالة إنكسار وحسرة.
الإعلام المتوازن، لاتتضمن رسائلة "بأبأة" ولا "بعبعة"!.
تابعوا الأصوات العالية - حالياً - في البرامج / خاصة الرياضية.
تبدأ بـ"بأبأة" وتنتهي  بـ "بعبعة".