الواشي.. البرمكي

news image

 

كتب - عبدالله العميره
سأبدأ بقول  سبقني به أحد من درس الحياة:
" يظن بعض الناس أن السعادة أن يعيش الإنسان حياة صافية من كلّ كَدَر .. والمنغصات لا بُـدّ منها فهي كالملْح في الطّعام ".
ولكن ؛ هناك أساليب تجلب المنغصات الأبدية، إذا كانت الحلول ليست بيدك .

الوشاية؛ الخطر المحدق بمجتمعات العمل، الهادمة للإبداع، القاتلة للمبدعين.
لابد أن - أي منكم - قد شهد وواجه كثيراً من الواشين المسيئين لبعض الموظفين، بهدف إقصاء أولئك الرائعين، والتحكم في القرارات التي يتم إصدارها. ويستغل الواشي الباب المفتوح، حتى يتمكن.
هناك أربعة أسباب تجعلني أصف مستقبل الوشاه؛ بأنهم جهلة وأغبياء:
الأول: الإنصات للواشين وتصديقهم دون التبين والتحقق.
الثاني:عدم معرفة أولئك الواشين ونفسياتهم الدنيئة.
الثالث: عدم القدرة في المحافظة على الرائعين وإبعادهم عن الفاسدين والمفسدين.
الرابع: عدم القدرة / الضعف الشديد أمام الواشي وعدم القدرة على اتخاذ قرار يحاسب الواشي ويضعه عند حده. وابعاده.
ماهي أبرز صفات الواشئ.. أو من يستخدم الوشاية للوصل إلى غايته؟

أولاً: لا أصدقاء ولا محبين له، إنما يعيش في دائرة يحيط بها مجموعة من المنافقين والدجالين، ومن يستغلون الواشي.
ثانياً : تشعر أنه صاحب قرار، وأنه من يدير العمل ، وأنه الكل في الكل، بهدف بث الرعب في الموظفين، وليكونوا موالين له، وإلا الطرد بكرت(الوشاية) جاهز.
_____
يمكننا وصف حالة الواشي  ونهايته ، كما البرامكة في العهد العباسي - هيمنتهم، ونهايتهم السوداء.
معلومة بعضكم يعرفها:
البرامكة أسرة يعود أصلُها إلى مدينة بلخ الفارسية، وهم من المجوس؛ ودخل بعضهم الإسلام، وهُم ينتسبون إلى جدهم الأكبر برمك، الذي كَانَ سادنًا في أحد معابد المجوس.
تسللو إلى القصر الحاكم في العهد العباسي بأساليب المجوس الخبيثة. وتسيدوا الدولة، بحيث أن الخليفة العباسي، ليس له من الحكم إلا الإسم، أما إدارة البلاد فقد كانت تحت جبرون البرامكة. حتى تمكنوا من خلع خليفة ووضع بديلاً عنه موافقاً لأهوائهم.
استمرَّ البرامكة في وجودهم في مركز صناعة القرار حتَّى كانت نهايتهم في عهد الخليفة هارون الرشيد الذي قضى عليهم في حدث تاريخي يُسمى نكبة البرامكة. 
اللهم إكفنا وإياكم شر الواشين وكل فكر برمكي.