الدواوينية .. ونكران الصداقة والوفاء

news image

 

كتب - عبدالله العميره
أحاول  عدم تصديق ما يحدث في الولايات المتحدة - أعني سياساتها الخارجية.
حالياً يقودها نوع عجيب من الحثالة إلى الهاوية.
مع علمي بأمرين:
الأول، أنني مجرد صحفي، ولست سياسياً بيده حل المشاكل، وتعديل الإتجاهات في العلاقات بين الدول الصديقة، وحتى غير الصديقة.
صحفي، مثل  بقية الصحفيين. أحب أن أكون في المشهد.وأحاول أن أكون مؤثراً .
الثاني، أنني لست مسؤولا أو سياسياً مؤلاً؛ يُظهر القليل من المعلومات، ويبطن الكثير .
نعرف أن السياسة هي "فن الممكن والمستحيل".
ولمعرفة الفرق بين السياسي والصحفي (شعرة) ..
السياسة لايمكن التنبؤ بما سينتج عنها.
وبيني وبينكم، أرى السياسة في بعض الدول العربية، مثل كرة القدم والركض وراء جلد أو قطعة من مادة ( منفوخة )، ويركض خلفها مجموعة ، وكأنهم "مهابيل"، وكما قال معلق - رحمه الله - " إذا فاتتك الكورة لايفوتك الرجال". وجمهور (الكورة) متحمس. والمتعصبون يخرجون عن أطوارهم، وتزيدهم برامج الفتنة الرياضية اشتعالا وفرقة؛ كما سياسة اليهودي المتطرف "ابن غفير"" .. والحقيقة أن اللاعبين المتخاصمون في الملعب ، تجدهم بعد المباراة يحتسون القهوة والشاي وغيرهما مع بعض في أجواء من الفكاهة والتفكه !
_____
في هذه اللحظة ، أتذكر رجل كبير في السن، أمي لايقرأ ولا يكتب ولكنه حكيم.. كل يوم يجلس معه ابنه (يصب له القهوة ) ويتحدث الإبن مع ابيه عن مصائب العالم والسياسات، ومشاكل الدول مع بعضها - بحسب ما يظهر في الإعلام .
في يوم طفش الأب من ابنه، بعد أصابه الصداع من الكلام الفاضي في السياسة.
قال الأب الحكيم : ياولدي انت تشتغل في الخارجية؟
قال : لا.
قال، تأخذ فلوس على ها الحكي؟
قال: لا
قال الرجل لإبنه: يا ولدي خل عنك ها الكلام ، وصب قهوة بس، خل السياسة والمشاكل يحلها اللي يأخذون فلوس.. الله يرزقهم بكثرة المشاكل لهم!
_____

البيرُقراطية أو الدواوينية لاترتبط  ببلد عربي. مازال يزحف ويُنهب بسبب تطبيق المفهوم الخاطئ للإدارة الهرمية.
تحولت في بلاد كثيرة إلى الإدارة بالعلاقات الشخصية والإتكال على مدير مكتب او سكرتير في ادارة البلد.
سلام على الصدق في الوفاء وتقديرالأوفياء
طابت أيامكم بعيداً عن دوائر لاوفاء.
_____
همسة:
خلال عملي الصحفي في أحد المواقع الثلاثة التي مررت بها.. قال لي مسؤول في موقع من تلك المواقع : " خل عنك الحكي والمثاليات، لايوجد شئ اسمه وفاء، إعمل، واقتنص الفرص ، وإلا أخذها غيرك.. وغداً سأذكرك أنه لن ينفعك أحد أبداً ، إلا صديق نادر وجوده .. لن ينفعك إلا ما حصلت عليه.. والله لن تنفعك مثالياتك .. ما أحد يمك .
صدق وربي صدق.
بقي الأصدقاء الحقيقيين.. وخيب ظني كبار كنت أعتقد أن الوفاء له معنى عندهم . ومع ذلك لا ألومهم .. كثرة الإنشغالات وغشاوة الأموال والمناصب؛ تفعل أفاعيلها.
وما زلت أعتقد أن دنياهم ستهدأ، ويعود اليهم ما كنت أعتتقده فيهم.
_____
الرابط بين الفكرتين في أول المقال وآخره..
احذر من صديقك أو بشكل أدق ( ممن تعتقد أنه صديقك)؛ قبل عدوك.