يا إسماعيل .. ويا أسماء !
كتب - عبدالله العميره
طَرقتُ البابَ حتى كَلَّ مَتني * * * فَلَما كَلَّ مَتني كلَّمتني
فَقالت يااسماعيلُ صبراً * * * فَقلتُ ياأسماعِيلَّ صَبري
هذان البيتان كانا لغزا بالنسبة لي؛ قبل 40 عاماً ، حينما كنت مبتدئاً في الصحافة (1983).
يغيبان عن ذاكرتي؛ ثم يعودان ؛ حاضران.
عودة - أحياناَ - ضعيفة ، يأتيان ومعهما ابتسامة، وأحايين بقوة، ومعهما حسرة.
بعد الـ 40 ؛ أدركت أن العالم حينذاك وخلالها/ أعني الناس، يطرقون بابي ، ولست بأسماء ذات النطاق أو النطاقين.
كان لدي ما أقدمه - هم يأخذون، وأكثر ما آخذه - مقابل العطاء - ثلاثة أحرف ( شكراً ) ويردفونها بجملة ( بيض الله وجهك يا (اسماعيل ) أعني ياعبدالله.
والعبدلله كغيري من كثير الصحفيين، كنت قنوعاً بالشكر - ولم أدرك أن كلمة شكرا شيك لايقبله أي مصرف . مجرد كلمات لاتسمن وتفقر مع جوع.
حتى الشكر؛ كثيرا ما يبخلون به ، وكأنني وأمثالي العاملين في الصحافة مجرد خدام، وأن عملنا هو مفروض علينا .
طبعاً هذا غير صحيح .
حتى بعد ماصرت رئيساً لتحرير وكالة أنباء خاصة (بث) ليس لها أي إعانة ، إلا من قليل اشتراكات وبعض مساعي للإعلانات .. (شكراً ) باقية ، والأمر بالنشر عند البعض باق، بدون أي حياء من عدم الدفع أو الدعم باشتراك واجب !!
نحن لا نتسول، بل نطالب بحقوق ، نطالب أن يكون للصحفي المتمرس الذي أفنى ، أو يفني حياته من أجل خبر يعز البلاد والعباد، نطالب بإعطاءه حقوقه المادية والمعنوية.
وعدم مساوته بالمطهبلين الذين يقال عليهم مشاهير ، تأثيرهم لايتعدى عمقه وعرضه وطوله مترx متر.
لقد كل العقل بعد أن كل المتن من كثرة الكتابة وملاحقة رصد الأخبار . ولا سميع ولا عليم .
بيني وبينكم ، الصحفي الحق يموت ، كما (الدجاجة ) تموت وعينها لاترى إلا التبن على وجهها ويغطي النظر عن عيونها.