يريدون توريط ترمب بأي ثمن !

كتب - عبدالله العميره
لم يثر تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي منزل الرئيس السابق دونالد ترمب بفلوريدا؛ الشعب ألأمريكي، وصحافة البحث عن الفضائح في الغرب، وبخاصة في أمريكا؛ فحسب ؛ بل أثارت تساؤلات كثيرة، عند المتابعين، بعضها نبشت في تاريخ التحقيقات مع رؤساء أمريكيين سابقين أو على رأس عملهم وسط فضائح مدوية أحيانا.
وتكاد تتشابه عناوين الصحافة في العالم على :
" ترامب ليس أولهم ".
ومن بين الرؤساء الأمريكيين الذين واجهوا تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي، خلال فترة وجودهم في مناصبهم، وليس بصفتهم مواطنين عاديين:
ريتشارد نيكسون .. في 8 أغسطس 1974، استقال نيكسون، الرئيس الأمريكي الـ37، لتجنب عزله بسبب فضيحة عرفت باسم ووترغيت.
وواجهت إدارة رونالد ريغان، الرئيس الـ40 للولايات المتحدة، الذي خدم بين عامي 1981-1989، تحقيقا في فضيحة "إيران-كونترا" المتعلقة بمبيعات أسلحة أمريكية سرية لإيران.
وتم التحقيق مع بيل كلينتون، الرئيس الأمريكي الـ42، وزوجته هيلاري كلينتون (وزيرة الخارجية والمرشحة الرئاسية في ما بعد)، بشأن فضيحة "وايت ووتر" بشأن استثماراتهما العقارية في ولاية أركنساس جنوبي الولايات المتحدة قبل أن يصل أي منهما إلى المكتب البيضاوي عام 1993.
ويعود الفضل في الكشف عن هذه الفضيحة لمقال نشر بصحيفة "نيويورك تايمز" خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 1992، ذكر فيه أن بيل كلينتون وزوجته هيلاري قد استثمرا وخسرا أموالا في مشروع تنمية "وايت ووتر".
ولم تكن تلك المرة الوحيدة التي يخضع فيها كلينتون للتحقيق، فعام 1994 كان على موعد مع قضية تحرش جنسي رفعتها الموظفة السابقة بولاية أركنساس بولا جونز، تتعلق بالمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي.
وجورج دبليو بوش، الرئيس الـ43 للولايات المتحدة، تولى المنصب في الفترة الممتدة بين عامي 2001 و2009، وواجه بعض أعضاء إدارته مزاعم بتسريب هوية عميلة سرية في وكالة المخابرات المركزية فاليري بليم للصحفي روبرت نوفا.
وفي إطار القضية ذاتها، أدين لويس سكوتر ليبي، رئيس الأركان السابق لنائب الرئيس ديك تشيني، بالكذب على عملاء فيدراليين.
ولم يتم العثور على دليل على تورط بوش في قضية بليم.

وهذا الشهر أغسطس 2022م؛ تمت عملية دهم منزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في فلوريدا.
وكانت هذه العملية؛ ضمن سلسلة اتهامات للرئيس السابق بالتهور وانتهاك - ما سمي - بمعلومات سرية.
ماهي تلك المعلومات السرية ؟
مالذي يخيف الولايات المتحدة؟
لكل دولة أسرارها.. وأن ما يُعلن عما يجري في أروقة السياسة يختلف تماماً عن نوايا تخبئها ..
هل تخاف الإدارة الأمريكية من كشف النوايا (الأسرار) المخبأة؟
أم أنها تتجاهل قدرة دول أخرى على معرفة ما تخبئه الولايات المتحدة ؟!
هل تعتقد الولايات المتحدة، أو أي دولة أنها دولة خارقة تمتلك قوة خارقة لايمكن إختراقها، أو معرفتها، إلا بواسطة رئيس مثل ترمب، قالوا عنه أنه متهور!
أم أن كل العملية تأتي في سلسلة لمواجهة ترمب وكيل التهم إليه، لإبعاده عن طريق الإنتخابات المقبلة.
إذا؛ العملية تدخل في إطار المنافسة على البيت الأبيض، وليس خوفاً على أسرار؛ كل دول العالم التي تمتلك قدرات خاصة؛ تعلم بها.
وما لم يظهر ويتم تخزينه ، يمكن الوصول إلى النوايا بتحليل المواقف الظاهرة عبر التاريخ.
فلا تستطيع أي دولة إخفاء أسرار، إلا الجديدة في الأدمغة، ولم تظهر، وليس لها شبيه.
وعلى أية حال - حتى هذه - ستظهر..
لم يعد هناك أسرار في هذا الزمن.
ما يجري في الولايات المتحدة بخصوص كرسي الرئاسة في البيت الأبيض، عبر الرؤساء السابقين، وحتى ما يجري ضد الرئيس ترمب؛ يوحي مدى شراسة الخلاف والتناحر في الداخل السياسي الأمريكي.
ويعني مدى تدهور الديمقراطية في بلد تدعي أنها ديمقراطية.
ولا أعتقد أن الشعب الأمريكي غبي؛ لايعرف ما يحدث له ولبلاده ..
وبرأيي الذي قلته قبل سنوات، عندما دخل الرئيس دونالد ترمب الإنتخابات الرئاسية لأول مرة في 2017م؛ قلت؛ أنه أشجع رئيس أمريكي، وأكثرهم وضوحاً - وهذا الوضوح دليل على ثقة بقوته وبلاده - وأكثر الرؤساء حرصاً على أسرار أمريكا، وأكثر هم حرصاً على العلاقة مع حلفاء الولايات المتحدة.
وكان يدرك أن قوة أمريكا هي من قوة حلفائها الأقوياء الصادقين المفيدين على المدى الطويل، المؤثرين.

_____
كمواطن سعودي عربي.. وكإعلامي - أزعم - أنني متابع .. وكأحد المحبين لأمريكا المحبة لبلادي؛ لايهمني من سيأتي.. المهم أن يكون حريصاً على تاريخ العلاقة مع الأصدقاء، وأن يعي دور الحليف القوي، ويحفظ لسانه عن الزلل. ولا يدخل نفسه في سياسات عبثية، وأن يجعل من أمريكا القوية لخير العالم، ولا يسمح أن تكون لعبة في يد العابثين والمجرمين، ومحبي الخراب.
وإلا؛ ستكون أمريكا منسية، كدولة وحضارة سادت ثم أفسدت، فبادت ، وصارت منسية ، وأصبحت عبرة لمن لايعتبر.