الصين و أميركا على صفيح ملتهب

news image


 

 

بعد اتّهامها بالسعي لإعادة تشكيل النظام العالمي.. الصين تتوعد بإجراءات حازمة لحماية سيادتها مع ازدياد النشاط الأميركي في بحر الصين الجنوبي

مروة شاهين - بث: 
قال رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي إن الجيش الصيني أصبح أكثر عدوانية وخطورة في منطقة المحيط الهادي، في حين أفادت تسريبات جديدة لوسائل إعلام بأن بكين وجهت تحذيرا قويا لواشنطن بشأن علاقتها بتايوان.


في زيارة لجاكرتا أمس الأحد، قال ميلي إن عمليات الاحتكاك غير الآمنة بين السفن الحربية والمقاتلات الصينية من جهة، والسفن والمقاتلات التابعة للولايات المتحدة ولدول منطقة المحيط الهادي تزايدت تزايدا ملحوظا في المدة الماضية.
ووصف الجيش الصيني بأنه أصبح أكثر عدائية وخطورة في المحيط الهادي في الأعوام الماضية، واتهم الصين بمحاولة توسيع نفوذها في المنطقة على نحو يسفر عن تداعيات لا يريدها حلفاء بلاده.
ودعت هيئة الأركان الأميركية إندونيسيا إلى العمل مع الجيش الأميركي من أجل الحفاظ على حرية الملاحة وأمنها في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

منطقة بحر الصين.. ساحةٌ للمناورات و سباقات التسلّح:

تأتي زيارة الجنرال ميلي، قبل 10 أيام من بدء مناورات بحرية تستضيفها إندونيسيا، وتشارك فيها دول عدة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا واليابان.
وقد أعلنت الصين في 2021 زيادة ميزانيتها العسكرية السنوية بنسبة 6.8%، لتحافظ بذلك على وضعها بوصفها ثاني أكبر منفق عسكري في العالم.
واستنادا إلى الأرقام الرسمية، فإن الصين تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث عدد الرؤوس النووية الحربية التي تراوح بين 200 و350 رأسا حربيا.
بيد أن تقريرا لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) رجح أن يبلغ عدد الرؤوس النووية ألفا على الأقل بحلول 2030.
ويكشف التقرير نفسه عن توجه صيني لإنشاء مزيد من القواعد الخارجية، فإضافة إلى قاعدة جيبوتي تفكر بكين في الوجود العسكري في كمبوديا وميانمار وتايلند وسنغافورة وإندونيسيا وباكستان وسريلانكا وكينيا وسيشيل وتنزانيا وأنغولا وطاجيكستان. 

الصين تحذر واشنطن من التمادي في العلاقات مع تايوان:

في هذا الإطار ، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) البريطانية أن الصين وجهت تحذيرات قوية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن زيارة محتملة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس/آب المقبل.
ونقل التقرير عن 6 مصادر مطلعة قولها إن التحذيرات كانت أقوى بكثير من تهديدات سبق أن وجّهتها بكين عندما كانت غير راضية عن الإجراءات أو السياسة الأميركية المتعلقة بتايوان التي تعدّها الصين جزءا من أراضيها.
ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن هذا الخطاب الخاص يشير إلى رد عسكري محتمل.
و في وقت سابق من هذا الشهر، قالت البحرية الأميركية إن إحدى مدمراتها أبحرت، بالقرب من جزر سبراتلي المتنازع عليها، في ثاني عملية من "حرية الملاحة" في غضون أسبوع في بحر جنوب الصين.
وقال الجيش الصيني يوم  إنه "أبعد" السفينة ذاتها وهي المدمرة بينفولد عندما أبحرت بالقرب من جزر باراسيل المتنازع عليها.

احتكاكٌ مستمر قد يؤدي إلى المواجهة:

إذ الولايات المتحدة بانتظام ما تسميه "عمليات ضمان حرية الملاحة" في بحر جنوب الصين، متحدية ما تقول إنه قيود على المرور تفرضها الصين وآخرون.
وأضافت البحرية الأميركية أنه "في 16 يوليو/تموز، أكدت المدمرة بينفولد على الحقوق والحريات الملاحية في بحر جنوب الصين بالقرب من جزر سبراتلي بما يتفق مع القانون الدولي".
وتقول الصين إنها لا تعرقل حرية الملاحة أو الطيران، وتتهم الولايات المتحدة بتعمد إثارة التوتر.
و قالت هيئة الملاحة البحرية الصينية إن الصين ستجري تدريبات بحرية في بحر جنوب الصين غدا السبت، بعد أن انتقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها طموحاتها العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وستنفَّذ المناورات في المنطقة المجاورة للساحل الصيني مباشرة، في مساحة بحرية صغيرة بعيدة عن المناطق المتنازع عليها مع فيتنام والفلبين، بحسب المعلومات التي جائت من الجانب الصيني و تناقلتها وسائل الإعلام العالمية. 
و في وقت سابق، قالت إدارة الأمن البحري  إن "التدريبات العسكرية ستنفَّذ والمنطقة محظورة"، ونشرت إحداثيات المنطقة المعنية التي تقع على بعد نحو 25 كلم في جنوب جزيرة هاينان (جنوبًا) وتبلغ مساحتها نحو 100 كلم مربع.

أكبر من مسألة تايوان.. الولايات المتحدة الأمريكية تتهم الصين بمحاولة إعادة تشكيل النظام العالمي:

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "بكين تشارك على نحو متزايد في خطاب وفي أنشطة استفزازية، مثل تحليق الطائرات بالقرب من تايوان"، داعيا إلى مواجهة مساعي "الصين لإعادة تشكيل النظام الدولي".
 

واتهمت وزارة الخارجية الصينية وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "بتشويه سمعة" بكين بعدما ألقى خطابًا دعا فيه إلى اتخاذ إجراءات لموازنة نفوذ الصين على الساحة الدولية.
وقالت الخارجية الصينية إن الوزير بلينكن نشر معلومات وصفتها بالكاذبة بهدف تشويه صورة سياسة الصين الخارجية، والتدخل في الشؤون الداخلية.
وأضافت أن واشنطن ستفشل في استغلال ما تسميه تهديد الصين في حل مشاكلها وستقود العالم إلى الهاوية، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تقول شيئا وتفعل شيئا آخر بشأن قضية تايوان.
وقالت "في ما يتعلق بالقضايا المتعلقة بسيادة الصين ووحدة أراضيها فليس لديها مجال للتسوية".
وشددت بكين على أنها "تستبعد أي حل وسط" بشأن تايوان، وتعهدت باتخاذ "إجراءات حازمة لحماية سيادتها ومصالحها الأمنية".
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة "ستتدخل عسكريا" إذا أقدمت الصين على مهاجمة تايوان. 
وكان وزير الخارجية الأميركي قال إن الصين هي الدولة الوحيدة في العالم التي لديها النية والقوة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية لإعادة تشكيل النظام العالمي
وفي خطاب بشأن الصين ألقاه بلينكن  في جامعة جورج واشنطن، رأى أن بكين تشكل "أخطر تهديد طويل الأمد على النظام الدولي".
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تحاول تغيير النظام السياسي في الصين، بل إنها مستعدة للتعاون مع الحكومة الصينية من دون تفريط في المبادئ، حسب تعبيره.
وندد بلينكن في خطابه "بالإكراه المتزايد" الذي تمارسه الصين على تايوان، مشددا على أن سياسة واشنطن إزاء هذه القضية لم تتغير. 
وتابع أن "رؤية بكين ستبعدنا عن القيم الكونية التي حافظت على قدر كبير من التقدم العالمي خلال 75 عاما الماضية".