قُبيل لقائه بوتين.. أردوغان يهدد بتجميد انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.. و تحضير لعملية جديدة في الشمال السوري

news image

مروة شاهين - بث: 
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بـ"تجميد" انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في حال عدم امتثالهما لشروط أنقرة.
وقال أردوغان "اتخذنا موقفا واضحا جدا بشأن استمرار توسيع الناتو. وأود أن أُذكر مرة أخرى بأننا سنجمد العملية إذا لم تتخذ هذه الدول الإجراءات اللازمة للإيفاء بشروطنا".
وأضاف "لا نرى مؤشرات جيدة من السويد على وجه الخصوص حول تعهداتها لتركيا في هذا الشأن".
وجاء ذلك في خطاب وجهه إلى الشعب التركي عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
و تأتي هذه التصريحات قبل لقاء أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة ثلاثية في طهران. 
وتقدمت السويد وفنلندا يوم 18 مايو/أيار الماضي بطلب رسمي للانضمام إلى الناتو.
ووقعت الدول الثلاث مذكرة تفاهم تمهد لانضمام هلسنكي وستوكهولم إلى الناتو، وذلك بعد تعهدهما بالاستجابة لمطالب أنقرة وتبديد مخاوفها الأمنية.
وعارضت تركيا -العضوة في الحلف منذ 1952- انضمام كل من فنلندا والسويد إلى الناتو، متهمة البلدين بإيواء ناشطين من حزب العمال الكردستاني.
وفي وقت سابق، كشف وزير العدل التركي بكر بوزداغ عن أن أنقرة ستطالب فنلندا والسويد بتسليمها 33 شخصا ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله غولن اللذين تعدهما إرهابيين.

روسيا تُندّد بتوسع الناتو:

وفي موسكو، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن التوسع الإضافي للناتو سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار، ولن يحقق الأمن لأعضائه، وإن ما وصفه بتوجه الحلف العدواني لاحتواء روسيا لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على إمكانياتها.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن محاولات الغرب العدوانية لفرض نظام عالمي يناسبه يثبت صحة هدف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، على حد قولها.
وأضافت أن تزويد أوكرانيا بالسلاح يؤدي لإطالة أمد العملية العسكرية، ويزيد عدد الضحايا، كما أن الأسلحة التي يقدمها الناتو لأوكرانيا قد تصل إلى السوق السوداء؛ مما يزيد معدل الجريمة في أوروبا.


لقاء أردوغان و بوتين في طهران.. و مباحثات بشأن الملف السوري:


تستضيف طهران اليوم الثلاثاء قمة ثلاثية بين إيران وتركيا وروسيا، من المقرر أن تركز على بحث الملف السوري وتتطرق لملفات أخرى على رأسها الحرب الأوكرانية وإحياء الاتفاق النووي.
ويرى الخبير الروسي بمنطقة الشرق الأوسط فلاديمير سوتنيكوف أن "توقيت عقد هذه القمة لم يُحدّد بالصدفة"، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي "تنفّذ روسيا عمليتها الخاصة في أوكرانيا، تريد تركيا أيضا أن تشنّ عملية خاصة في سوريا"، معتبرا أن تلك هي "المسألة الأساسية في القمة"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية .
وكانت تركيا قد أعلنت نيتها منذ شهرين شن عملية عسكرية في شمال سوريا في المناطق التي تسيطر عليها ما تسمى بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يعد المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، ومن المفترض أن تمتد العملية التركية إلى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا.
وتؤكد أنقرة أن وجودا قويا للمقاتلين الأكراد على حدودها مع سوريا، سيعزز موقع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية، وبحسب الباحث في الشؤون التركية في معهد كارنيغي-أوروبا سنان أولغن، "لا تريد السلطات التركية أن تخوض العملية من دون ضوء أخضر من روسيا، لأن المنطقتين المستهدفتين تقعان تحت إشرافها، كما تريد تركيا التمكن من استخدام المجال الجوي".
ويشير أولغن أن إيران حاضرة بدورها في منطقة العملية المزمعة "من خلال مجموعات شيعية مسلّحة"، ما يدفع تركيا للسعي إلى "نيل الضوء الأخضر" منها أيضا، وفق تعبيره.
و يشار إلى أن موسكو كانت قد أعربت عن أملها في أن "تُحجِم" أنقرة عن شن الهجوم، بينما حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من أن عملية مماثلة قد تؤدي إلى "زعزعة أمن المنطقة".
ويرى الباحث في معهد "نيولاينز" نيكولاس هيراس أن "إيران وروسيا تريدان الحؤول دون عملية عسكرية تركية أخرى في شمال سوريا"، مشيرا إلى أن إيران "تؤسس لحضور في حلب ومحيطها ما يثير قلق تركيا، وروسيا. 
وتعتبر قمة طهران أول مناسبة تجمع بين أردوغان وبوتين منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، حيث تلعب تركيا دور الوسيط بين موسكو وكييف واستضافت عدة جولات للتفاوض في إسطنبول.