بالتزامن مع التقدم الروسي.. مؤتمر غربي لإعادة إعمار أوكرانيا - و الحرب ستطول

news image

تقرير- مروة شاهين - بث:
اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالسعي لاستخدام أراضي بلاده قاعدة للسيطرة على دول أوروبية أخرى، وذلك في الوقت الذي تتخذ فيه القوات الأوكرانية خطوطا دفاعية جديدة في الجبهة الشرقية مع تقدم القوات الروسية.
وقال زيلينسكي اليوم الثلاثاء إنه يجب حث روسيا على حلول سلمية لإنهاء الحرب، كما أشار إلى أن كييف بحاجة إلى ضمانات أمنية حتى لو لم تكن ضمن حلف شمال الأطلسي "ناتو".

تقدم روسي بطيئ في شرق أوكرانيا


تمركزت القوات الأوكرانية في خطوط دفاعية جديدة شرقي البلاد استعدادا لمرحلة جديدة من القتال بعد استيلاء القوات الروسية على مدينة ليسيتشانسك، لتكمل بذلك سيطرتها على مقاطعة لوغانسك التي تشكل مع مقاطعة دونيتسك إقليم دونباس الذي تسعى موسكو لبسط نفوذها عليه، مطالبة كييف بالتنازل عنه لصالح الانفصاليين.
وأقر سيرغي غايداي حاكم لوغانسك بأن المقاطعة بأكملها باتت في أيدي الروس فعليا، لكنه قال في تصريح لوكالة رويترز "نحتاج للانتصار في الحرب لا معركة ليسيتشانسك، الأمر مؤلم جدا، لكنه لا يعني خسارة الحرب".
وذكر غايداي أن القوات الأوكرانية التي تقهقرت من ليسيتشانسك ترابط الآن على الخط الواصل بين باخموت وسلافيانسك وتستعد لصد أي تقدم روسي جديد.
وخلال معارك الأسابيع الأخيرة حاولت القوات الروسية مرارا محاصرة الأوكرانيين الذين تحصنوا في منشآت عديدة للصناعات الثقيلة لكنها لم تنجح، فلجأت إلى القصف المكثف الذي حول تلك المدن إلى أرض محروقة. 
وقال نيل ملفين مدير دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة "آر يو إس آي" (RUSI) في بريطانيا "أعتقد أنه انتصار تكتيكي لروسيا لكن بتكلفة باهظة"، مقارنا المعارك الأخيرة بما اتسمت به الحرب العالمية الأولى من معارك طاحنة على مكاسب ميدانية هزيلة.
وأضاف "استغرق الأمر 60 يوما لتحقيق تقدم بطيء للغاية، أعتقد أن الروس قد يعلنون نوعا من النصر، لكن المعركة الحربية الرئيسية لم تأت بعد". 
وقد هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته على انتصاراتها في لوغانسك، وذلك في لقاء متلفز مع وزير الدفاع سيرغي شويغو أمس الاثنين. 
وقال بوتين إن من شاركوا في القتال عليهم أن "يرتاحوا تماما وأن يستعيدوا جاهزيتهم العسكرية"، فيما تواصل الوحدات الأخرى القتال في مناطق أخرى.
 

 

قبل انتهاء الحرب.. تحركات أوروبية تهدف لإعادة إعمار أوكرانيا


عقدت اليوم الثلاثاء في مدينة لوغانو السويسرية الجلسات الختامية لمؤتمر "تعافي أوكرانيا" بمشاركة رئيس الاتحاد الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية، فضلا عن ممثلي 40 دولة.
وكان رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال قال في كلمته بالمؤتمر أمس الاثنين إن تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا قد تصل إلى 750 مليار دولار، وإن على الأثرياء الروس المساعدة في دفع هذه الفاتورة.

وأضاف شميهال "أطلقت السلطات الروسية العنان لهذه الحرب الدموية، تسببت في هذا الدمار الهائل ويجب محاسبتها على ذلك".
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -الذي خاطب المؤتمر عبر الفيديو- فقد شدد على أن إعادة بناء أوكرانيا هي "المهمة المشتركة للعالم الديمقراطي بأسره"، مؤكدا أن تعافي بلاده يخدم السلام العالمي.
ويهدف المؤتمر إلى وضع معالم خطة إعادة إعمار أوكرانيا على غرار "خطة مارشال" التي وضعت لانتشال أوروبا من ركام الحرب العالمية الثانية عبر برنامج اقتصادي أميركي.
 

 

خبراء: هرب بوتين من الخسارة الحتمية في أوكرانيا سوف يُطيل أمد الحرب 


و قد قال  الكاتب الأميركي توماس فريدمان في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) إنه لا توجد خيارات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا غير الخسارة، وأمامه إما أن يخسر مبكرا ويتعرض لقليل من المهانة، أو أن يخسر متأخرا ويتعرض لكثير من المهانة.
ويضيف أن بوتين لا يمكن أن ينتصر في أوكرانيا لأنها ببساطة ليست البلد الذي كان يعتقد أنها كانت بانتظار قطع رأس قيادتها "النازية" بسرعة حتى تسقط بلطف وتعود إلى حضن الأم، روسيا.
وقال إن بوتين استخف تماما برغبة أوكرانيا في الاستقلال والانضمام إلى الغرب، وقلل تماما من إرادة العديد من الأوكرانيين للقتال، حتى لو كان ذلك يعني الموت، من أجل هذين الهدفين، وبالغ في تقدير قواته المسلحة، وقلل تماما من قدرة الرئيس الأميركي جو بايدن على إقامة تحالف اقتصادي وعسكري عالمي لتمكين الأوكرانيين من الوقوف والقتال وتدمير روسيا من الداخل، كما استخف تماما بقدرة الشركات والأفراد في جميع أنحاء العالم على المشاركة في العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا وتضخيمها، بعيدا عن أي شيء تبدأه الحكومات أو تفرضه عليها.
وأعرب فريدمان عن خوفه لأنه يرجح أن بوتين سيختار الخسارة المتأخرة التي ستؤدي إلى روسيا ضعيفة ومهانة ومخلة بالنظام، والتي يمكن أن تنقسم أو تتعرض لاضطراب قيادة داخلي طويل الأمد، مع فصائل مختلفة تتصارع على السلطة وبوجود كل تلك الرؤوس الحربية النووية، ومجرمي الإنترنت وآبار النفط والغاز. 
كما أشار إلى الصدمات المالية والسياسية التي ستنطلق من روسيا، البلد الذي يعد ثالث أكبر منتج للنفط في العالم ويمتلك حوالي 6 آلاف رأس حربي نووي، عندما يخسر حربا من اختيار الرجل الواحد الذي كان يقودها ولا يستطيع الاعتراف بالهزيمة، لأنه يعرف بالتأكيد أن "التقاليد الوطنية الروسية لا ترحم النكسات العسكرية. 
 

 أكد الكاتب الأمريكى ماكس بوت، في مقال كتبه في جريدة واشنطن بوست الأميركية، أهمية مساندة الغرب لأوكرانيا فى حربها الحالية ضد القوات الروسية، مشيرًا إلى أن الغرب لا يمكن أن يسمح لموسكو بالانتصار فى هذه الحرب.
وأوضح بوت أن المقاومة الأوكرانية على الرغم من بسالتها في مواجهة القوات الروسية إلا أنها تتكبد خسائر فادحة في الأرواح وتفقد المزيد من الأراضي لحساب الجانب الروسي، مضيفاً أن المقاومة الأوكرانية تقصف أهدافًا روسية بحوالي 5 آلاف إلى 6 آلاف قذيفة يوميًا في مقابل حوالي 50 ألف طلقة روسية في اليوم.

وأشار إلى أن القوات الأوكرانية بدأت تعاني من نقص حاد في الذخيرة ولا تكفي الإمدادات الغربية لتعويض فارق الإمكانيات مقارنة بالجانب الروسي، معربًا عن مخاوفه بسبب تدهور الاقتصاد الأوكراني على نحو غير مسبوق، مضيفاً أن التوقعات تشير إلى انكماش الاقتصاد الأوكراني بنسبة قد تصل إلى 45% خلال العام الحالي، وهو ما سوف يساعد فلاديمير بوتين على تشديد قبضته على أوكرانيا وممارسة المزيد من الضغوط العسكرية من أجل إنهاء الحرب لصالحه.
وحذر الكاتب الأمريكي من أن أي انتصار لروسيا في أوكرانيا -مهما كان محدودًا- سوف يبعث برسالة خطيرة مؤداها أن الغرب أضعف من أن يواجه روسيا، مؤكدًا في نفس الوقت أهمية إرسال المزيد من المساعدات لأوكرانيا، ولاسيما المساعدات العسكرية؛ للحيلولة دون سقوط إقليم دونباس في أيدي القوات الروسية.
وأكد الكاتب أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهدت مؤخرًا بتوفير 220 ألف طلقة مدفعية لأوكرانيا إلى جانب معدات حربية أخرى منها أنظمة صاروخية متطورة، مشيرًا إلى ضرورة إرسال الغرب للمزيد من الأسلحة والذخيرة لكييف شاملة مئات الآلاف من طلقات المدفعية وآلاف الصواريخ ذات المدى البعيد لتمكينها من استهداف مواقع روسية.
وتابع أن أوكرانيا في أشد الحاجة كذلك لطائرات حربية لصد الغارات الجوية الروسية وشن غارات جوية على التشكيلات الأرضية الروسية، معربا عن اعتقاده أن الرئيس الأمريكي جو بايدن جانبه الصواب حين رفض -في مارس الماضي- تسهيل عمليات نقل طائرات حربية بولندية لأوكرانيا خوفاً من رد فعل الرئيس الروسي بوتين، مشيراً في نفس الوقت إلى أن الوقت ليس متأخر لتصحيح هذا الخطأ من جانب الإدارة الأمريكية.
واختتم الكاتب مقاله : "لا يجب المبالغة في الخوف من القيام بأي خطوة قد تثير استفزاز الرئيس بوتين؛ لأنه ليس هناك استفزاز أكبر من انتصار روسيا في حرب أوكرانيا"، مشيرًا إلى أن الغرب لديه التزام استراتيجي وأخلاقي بمساندة أوكرانيا حتي تخرج من الحرب منتصرة.