ترامب يُغازل طهران… ويُهددها!

news image

✍️ متابعة وتحليل وقراءة استشرافية - إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:

 

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه منفتح على لقاء المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أو الرئيس مسعود بزشكيان، معبّرًا عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة وإيران ستتوصلان إلى اتفاق نووي جديد.

وفي مقابلة مع مجلة Time نُشرت يوم الجمعة، عقب محادثات غير مباشرة بين الطرفين الأسبوع الماضي، قال ترامب:

"أعتقد أننا سنبرم اتفاقًا مع إيران."

لكنه في الوقت ذاته حذّر من أن واشنطن قد تلجأ إلى عمل عسكري إذا لم يتم التوصل سريعًا إلى اتفاق يمنع طهران من إنتاج أسلحة نووية.

وأضاف:

"قد أشارك طواعية إذا لم نتوصل إلى اتفاق... سأكون في الطليعة."

ويُنتظر استئناف المحادثات على مستوى الخبراء يوم السبت 26 ابريل في سلطنة عُمان، التي تلعب دور الوسيط، بالتوازي مع جولة ثالثة من المفاوضات النووية رفيعة المستوى.

من جهتها، وصفت إسرائيل برنامج إيران النووي بأنه “تهديد وجودي”، داعية إلى تفكيكه بالكامل، فيما استبعد ترامب أن يدفعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مواجهة عسكرية مع إيران.

 

(1) خطاب ترامب: ليونة تكتيكية أم ثبات استراتيجي؟

تصريحات ترامب الأخيرة تتبع نمطًا معتادًا في نهجه التفاوضي: ليونة في الشكل… وتهديد في الجوهر. فهو يفتح باب اللقاء، ويعرض احتمالية التوصل إلى صفقة، لكنه في الوقت ذاته يضع سقفًا ناريًا:

"إما اتفاق... أو سأكون في الطليعة عسكريًا."

هذا النوع من الخطاب ليس جديدًا، لكنه هذه المرة يأتي في سياق تعزيز الهيبة واستعادة السيطرة على الملفات الكبرى، خصوصًا الملف الإيراني. ترامب لا يخاطب طهران فقط، بل يُعيد تثبيت موقعه كرئيس يتقن فن التهديد والصفقة معًا.

(2) لماذا الآن؟ وما خلفية الرسائل المتبادلة؟

• الزمن السياسي حساس للغاية:

إيران تمرّ بمرحلة داخلية دقيقة اقتصاديا ومشاكل داخلية.

الولايات المتحدة تُعيد ضبط توازنها الدولي وسط توترات عالمية.

إسرائيل تصعّد في الخطاب، وتضغط على واشنطن لاتخاذ مواقف أكثر تشددًا.

• الرسائل غير المباشرة، ثم اللقاءات المباشرة: بدأت بلقاءات غير مباشرة، ثم تبادل ليونة لفظية، ثم تصريح ترامب بالانفتاح على اللقاء — وهو سيناريو مشابه لما حدث مع كوريا الشمالية.

(3) لقاء خامنئي أو بزشكيان؟ مناورة أم نية حقيقية؟

إعلان ترامب استعداده للقاء المرشد الأعلى أو الرئيس الإيراني هو تصريح رمزي ثقيل:

لقاء خامنئي غير مرجّح، لكنه يُستخدم إعلاميًا لإظهار نية "فتح الباب حتى مع أقسى الخصوم".

لقاء بزشكيان يبدو منطقيًا، لكنه رهن بقرار داخلي إيراني غير مضمون.

الرسالة: الكرة في ملعب طهران.

(4) دور سلطنة عُمان: الوسيط الهادئ يعود بثقل

عُمان تواصل لعب دور الوسيط المثالي في النزاعات التي  تكون إيران أحد أطرافها. وقد تكون الجولة المقبلة في مسقط حاسمة: إما باتجاه الاتفاق، أو بتثبيت الجمود السياسي.

ورغم تصعيد ترامب اللفظي، إلا أن استمرار المسار التفاوضي يعني وجود نية أميركية لإبقاء جميع الخيارات مطروحة.

(5) إسرائيل: قنبلة الحذر في الغرفة

تصريحات نتنياهو تصنَّف ضمن ثلاث سيناريوهات في واشنطن:

ورقة ضغط على صانع القرار الأميركي.

تمهيد لعمل عسكري أحادي.

تصعيد مدروس لتسريع التفاوض الأميركي-الإيراني.

أما رد ترامب:

"لا أخشى أن يجرني نتنياهو إلى حرب."

فهو فك ارتباط نفسي مبكر، دون إغلاق الباب على المشاركة "الطوعية".

 

🔭 استشراف: إلى أين يمكن أن تتجه الأمور؟

▪︎ السيناريو الأقرب (قصير المدى):

استمرار اللقاءات غير المباشرة.

اختراق محدود أو إعلان عن تقدم.

بيان دون اتفاق نهائي.

▪︎ السيناريو الأخطر (طويل المدى):

تعثر المفاوضات.

تصعيد إسرائيلي عبر هجمات سيبرانية أو عمليات محدودة.

انخراط أميركي محتمل إذا تعثرت فرص الحل.

 

⚠️ خلاصة BETH:

بين "صفقة ترامب 2.0" و"ضربة استباقية باسم الأمن"، يقف العالم عند مفترق بالغ الحساسية.

ترامب يفاوض بمنطق: تعال لتربح… أو تحمّل العواقب.
وإيران تُراوغ : لن نُقدّم شيئًا دون مكسب ملموس.

والسؤال الأهم:
هل تولد الصفقة من رحم التصعيد… أم من رماد المواجهة القادمة؟

 

🧩 موضوعات ذات صلة – رموز تكشف عمق المشهد:

🔸 "إيران تسعى للتأجيل… وترامب لا ينتظر"
📌 قراءة استشرافية حول الجولة الثالثة من مفاوضات عُمان، وماذا لو أصبح التأجيل استراتيجيةً بحد ذاته؟
🔗 https://bethpress.com/News/Details/20979

🔸 "هل تبيع أمريكا السلام.. أم تشتري الحروب؟"
📌 تحليل رمزي عميق لسياسة واشنطن العسكرية – الاقتصادية، من عين الحليف… إلى عقل التاجر.
🔗 https://bethpress.com/News/Details/20983