عند مفترق التاريخ… استحالة السلام في قلب العاصفة

news image

متابعة وتحليل استراتيجي – BETH Out-Spoken

 

1-   حكومات الحرب… إقامة السلام مستحيلة؟

قيادة نتنياهو وأودي كوهين:
تتخذ حكومة إسرائيل اليوم نهجًا توسعيًا عسكريًا معلنًا، يخلط بين “الحرب” و”السلام” في أدبياتها. يقود نتنياهو بحنكة عسكرية، ويروج أودي كوهين لتصريحاتٍ وشائعات إعلامية تعبّئ الرأي ضد العرب، وضد بعض العرب ببعضهم الآخر، ما يخلق مناخًا لا يحتمل أية مبادرة سلامية حقيقية.

النتيجة: غياب الثقة ورفع كل الأطراف لراية “الأمن أولًا”، مُغلقين بذلك أي نافذة دبلوماسية.

2-  العرب مبعثرون… لماذا لا اتحاد؟

الانقسامات السياسية والمذهبية: تعدّد الأنظمة وتباين المصالح وقوى النفوذ الخارجي شرذم أهل المنطقة.
غياب مشروع وحدوي: لم يُطرح مرّة نموذجٌ واقعي للتكامل الاقتصادي أو السياسي يحقق الحد الأدنى من التضامن.

النتيجة: تفكك الجبهة العربية يدفع كل دولة لمصالحها الضيقة، ويُسهّل اختراقها من محاور خارجية.

3 - لعنة الثروة… جهل وفقر في أغنى بقاع الأرض

• أنهار وأراضي خصبة واسعة، والاعتماد الأحادي على النفط والغاز: هيمنة الموارد تتركز في طبقة ضيقة تُقصي الاستثمار في البشر والتعليم.
غياب التنويع الاقتصادي: ينهش الحكومات شبح البطالة ويعطل بناء مؤسساتٍ قوية ومجتمعٍ واعٍ.

النتيجة: ثروة تُسرق بلا حصيلة تنموية حقيقية، ما يعمّق الفقر رغم وفرة المال، وخصوبة الإستثمار في الأرض والبشر.

4-   صراع القوى الكبرى… منطقتنا ملعبهم

مراكز النفوذ الغربي والشرقي: تحركهما مصالح الطاقة والخيارات الاستراتيجية ضد أي مشروع استقلالي عربي.
أسلحة وسائط عقوبات: أدوات ضغط واقتصادية وعسكرية تُجهد دولنا وتخلط بين دعم الأنظمة واحتلال القرار.

النتيجة: منطقةٌ تمرّ بأسوأ أشكال الاستنزاف السياسي والاقتصادي، تحت ذرائع “مكافحة الإرهاب” و”حفظ الاستقرار”.

من زرع الإرهاب ؟ ومن يهز في الإستقرار؟!

5-  إرث الاستعمار… ومقايضة القراصنة الأوروبية

فرنسا وبريطانيا وألمانيا: لا تزال تنتهج سياساتٍ تشبه “القرصنة” بحق ثروات أفريقيا والشرق الأوسط، عبر عقود تحالفات أمنية واقتصادية تضمن نفوذًا دائمًا.
غياب العدالة التاريخية: لم تُعوض الشعوب المتضررة أو تُبنى شراكات قائمة على المصالح المتبادلة.

النتيجة: استنزاف خارجي يفرّخ أزماتٍ متجذرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية.

6-  الحكمة المفقودة… أين الموازنات العاقلة؟

قليل من الحكماء كثير من المارقين: يطغى “منطق القوة” على “منطق العقل” في إدارة الصراعات.
غياب مهندسي المستقبل: العالم العربي يئنّ من نقص القيادات التي تبني لا تهدم، وتنتج لا تفرّق.

النتيجة: أسواق مفتوحة لعمالة الهدم و”المجرمين” السياسيين، بينما يظل الإنتاج الفكري والصناعي بلا رعاية كافية.

7-   الإعلام… مرتع للفراغ والجهل

تصدّر “الضجيج” لا “المعلومة”: يهيمن الصوت الأعلى لا الأكثر عمقًا، وتحكمه أجندات فردية أو خارجية.
افتقار للأصوات الحكيمة: قلّة محللين ذوي رؤى استراتيجية صالحة على المدى البعيد.

النتيجة: جمهورٌ ضائع بين إثارة المشاعر الواقع المرير، بلا بصيرة أو أملٍ واضح.

8 - آفاق التغيير… كيف ننقذ المشهد؟

إعادة بناء مؤسسات منتجة: دول عربية تضع التعليم والابتكار على رأس أولوياتها، وتُعطي الحصة الأكبر لبناء قدرات الإنسان.

تعزيز التكامل الإقليمي: اتحاد اقتصادي - تجاري - أمني مصغر (مثلاً مجلسُ تعاونٍ للتنمية) يُعزّز الثقة ويوحد المواقف.

دبلوماسية السلام الذكية: إشراك المجتمع المدني والحركات الشبابية في المبادرات، مع رعايةٍ دولية تحقق ضمانات متبادلة.

ثورة إعلامية: تدريب إعلامي احترافي يقوم على المعلومة الثمينة لا الإثارة، ويعطي منابر للمفكرين والعلماء.

 

9 - 🔍  العلاقة بين الحكومات والمواطنين؟

  لماذا تستهدف الدول المهيمنة “الحكم الرشيد” وتفكيك العلاقة بين الحكومات والمواطنين؟

ضمان النفوذ والسيطرة: تجهض الحكمة المحلية لتبقي الموارد – نفطًا وغازًا وعقود بنية تحتية – تحت سيطرتها، وتُبقي الحكومات عاجزة عن إدارة تطلعات شعوبها.

إدامة التبعية الاقتصادية: بنشر الفقر وزراعة الجهل، تستمر الشعوب معتمدة على المساعدات والإقراض بشروط سياسية تجعلها أسيرة قرارات الخارج.

تشتيت الوعي الجمعي: إعلام غوغائي يرفع صوت التفاهات ويعزل المواطن عن القضايا الحقيقية، فيضعف القدرة على المطالبة بالحقوق والإصلاح.

تفكيك أي تهديد للسلم الإقليمي: دولة مستقرة تحكمها مؤسسات شفافة ستكون قادرة على المقاومة الدبلوماسية والقانونية؛ لذا تُحاط بالاضطراب داخليًا لفرض خيارات الخارج على الداخل.

 

 10 - خلاصة… التفاؤل بالتحدّي

قد تبدو النظرة سوداوية، لكن كوننا ندرك الداء بعمق يفتح الأبواب لإيجاد العلاج. حين نواجه ضعفنا وسلبية ممارساتنا، نبتغي أعلى درجات الكمال.

 Out-Spoken: بالصدق والشفافية، نستنهض الهمم لبناء مشهدٍ عربي فاعل، يقدّس الحكمة وينتصر للبناء على الهدم. سفينة السلام لا تبحر إلا بقلوبٍ صادقة وعقول نيرة.

🤔 أذكياء… ولكن الحقيقة أغبياء!

قنابل الصوت مقابل القنابل الفتاكة
– يَستخدم كل طرف أدواته: صوتيات للمناورة الإعلاميّة، وصواريخ لفرض السيطرة بالقوة. الخاسر الحقيقي هو المدنيّ الذي يُحرم من الأمان والكرامة.

صاروخ بلا رأس حربٍ مقابل قاذفات تحرق شعب اليمن
– حين تُوظَّف الأسلحة للردع، تتحوّل تجربة الصراع إلى معاناة إنسانية بلا مبرر. من يملك القوة يملك أن يختار الرّد الإنساني لا الوحشي.

شجاعة السودانيين… وحيلهم بين بعضهم
– الإبداع في مواجهة الأزمات يخلق أشكال صمود جديدة، لكن دون تنسيقٍ وطنيٍ جامع، تبقى الطاقات متفرقة ولا تُثمر تغييرًا دائمًا.

مياه الأنهار صُمودٌ هائل… وريٌّ بحمار أو ثور
– ثروة مائية هائلة تُهدر لغياب تخطيط الريّ الحديث وبنى تحتية فاعلة. استثمارٌ ذكيٌّ في تقنيات الريّ يضاعف من غلة الأرض ويخفف عن كاهل الفلاح.

نفطٌ وفُرصة نقل… والحمار باقٍ
– موارد نفطية طائلة تُبذَّر دون استثمارٍ في النقل العام والبنية التحتية. حكمةٌ رشيدةٌ في تخصيص الثروة تضمن انتقالًا نوعيًّا إلى اقتصادٍ متنوعٍ ومستدام.

الخلاصة:
حين نعيّ تناقضاتنا—بين الذكاء والغباء، بين الثروة والهدر، بين الشجاعة والتفرّق—نخطو أولى خطوات البناء. النقد لا ينهار بالأمل، بل يُبلور الطريق نحو مستقبلٍ أكثر إنسانيةً وكفاءة.

💡 قمة التفاؤل في النقد…
عندما نبصر الطريق إلى الكمال، أو نحقق نسبة منه، تتحول حجرات العثرة إلى خطوات تقربنا إليه. 💡

🧩 الحلول في عكس الإنجاز