سوريا تخلع الماضي.. بريطانيا تفتح الباب وواشنطن تُراقب

news image

 

✍️ نيويورك – وكالة BETH الإعلامية

في جلسة استثنائية لمجلس الأمن الدولي، شهدت الساحة الأممية مواجهة دبلوماسية محسوبة بين الولايات المتحدة وسوريا، حيث أعلنت واشنطن للمرة الأولى قائمة شروط صريحة لتخفيف العقوبات على دمشق، بينما قدّم وزير الخارجية السوري طرحًا مفصلًا لما وصفه بـ"سوريا الجديدة".

✅ شروط أمريكية معلنة لأول مرة:

أعلنت دوروثي شيا، القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، سلسلة من الشروط الأمريكية العلنية، تشمل:

نبذ الإرهاب وقمعه بشكل كامل.

الالتزام بعدم الاعتداء على الدول المجاورة.

استبعاد المقاتلين الإرهابيين الأجانب من أي أدوار رسمية.

منع إيران ووكلائها من استغلال الأراضي السورية.

تدمير أي برامج لأسلحة الدمار الشامل.

التعاون في ملف المواطنين الأمريكيين المختفين.

ضمان الأمن والحريات لجميع السوريين.

وأكدت شيا أن واشنطن ستراقب "نمط السلوك" السوري، وليس مجرد التصريحات، مشيرة إلى أن القيادة الحالية يجب أن تتجاوز ماضيها.

🗣️ الرد السوري: من الماضي إلى المستقبل

من جهته، استغل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني كلمته في مجلس الأمن لإيصال رسائل متعددة، أبرزها:

التأكيد على أن سوريا ما بعد الأسد دخلت مرحلة مختلفة كليًا.

تمثيل بلاده بـ"علم جديد" و"رؤية جديدة".

الإشادة بتشكيل حكومة انتقالية تحظى بقبول دولي، وبداية خطوات دستورية فاعلة.

تفكيك الفصائل، وتوحيد المؤسسات، وتعاون غير مسبوق مع منظمات حقوق الإنسان.

كما دعا إلى رفع العقوبات الغربية التي قال إنها تُعيق فرص الاستقرار، وتُبقي سوريا رهينة المساعدات، مشيرًا إلى أنها "تُغذي السوق السوداء، وتمنع عودة المهجّرين، وتُقيد قدرة الدولة على إعادة البناء."

🇸🇾 رفع العلم السوري الجديد في الأمم المتحدة

شهد مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يوم الجمعة، رفع العلم السوري الجديد لأول مرة أمام المقر، في خطوة رمزية اعتبرتها دمشق إعلان دخول مرحلة ما بعد النظام السابق.

وحضر مراسم رفع العلم وزير الخارجية في الحكومة السورية الحالية، أسعد الشيباني، الذي علّق عبر حسابه على منصة “إكس” بالقول:

“باسم الجمهورية العربية السورية، أقف اليوم في لحظة تاريخية تفيض بالكرامة، لأرفع علمنا السوري الجديد في هذا الصرح الأممي، للمرة الأولى بعد أن طوينا صفحة أليمة من تاريخنا.”

 خطوة بريطانية لافتة:

وفي تطور متزامن، أعلنت بريطانيا يوم الخميس عن رفع عدد من العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة قالت إنها تهدف إلى دعم جهود إعادة بناء النظام المالي وتحفيز الاستثمارات.

وقالت لندن إنها ستدعم جهود إعادة الإعمار في قطاعات مثل الخدمات المالية وإنتاج الطاقة، كما ألغت قرارات تجميد أصول خاصة بوزارتي الدفاع والداخلية وعدد من أجهزة المخابرات السورية كانت مفروضة منذ عهد النظام السابق.

وأوضح هيمش فالكونر، وكيل وزارة الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط:

"الشعب السوري يستحق الفرصة لإعادة بناء بلده واقتصاده، كما أن استقرار سوريا يصب في مصلحة بريطانيا الوطنية."

وفي المقابل، رحّبت وزارة الخارجية السورية بالقرار، واصفة الخطوة البريطانية بأنها "بناءة نحو تطبيع العلاقات الدولية ودعم الاحتياجات العاجلة للشعب السوري."

🧩 نقاط التلاقي والافتراق:

رغم التباين الكبير بين الموقفين، إلا أن هناك إشارات مشتركة يُمكن قراءتها:

الولايات المتحدة لم تُغلق الباب، لكنها اشترطت التزامًا فعليًا لا دعائيًا.

سوريا قدمت صورة رمزية عن التغيير، معززة بخطاب تسامح وتعاون، لكنها طالبت برفع فوري للعقوبات كمقدمة لأي تحوّل.

بريطانيا كسرت الجمود، وبادرت بإجراء عملي يُعيد رسم المعادلة الدولية.

⚖️ تعليق BETH:

هل بدأت المساومة الدبلوماسية الكبرى؟

من الواضح أن المسرح الأممي بات يشهد فصلًا جديدًا:
أمريكا تلوّح بالمحفزات المشروطة، وسوريا تطرح رواية جديدة عمادها المصالحة والانفتاح.
وبين الخطابين… تمر بريطانيا برسالة أكثر واقعية:
من يُريد التحول، يجب أن يُعطى فرصة التقدّم.

الملف لا يزال مفتوحًا على سيناريوهات كثيرة… لكن المؤكد أن الأطراف بدأت تخاطب العالم بلغة مختلفة.