"ياليت السعودية تديرنا"... ما وراء الكلمات؟

news image

 

قراءة علمية في ظاهرة الإعجاب العربي بالنموذج السعودي

✍️ بقلم عبدالله العميره – وكالة BETH

 

من الدار البيضاء إلى بغداد، ومن الخرطوم إلى طرابلس، ومن شوارع بيروت إلى أزقة صنعاء، تتكرر ذات الجملة على ألسنة الكثيرين:
"ياليت السعودية تديرنا…" أو "نحن فداء للسعودية".

في البداية، قد تبدو هذه العبارات محض مجاملة، أو تعبيرًا عن شعور آني.
لكن تكرارها، وصدق نبرة من يقولها، يدفعنا لطرح السؤال الأعمق:

لماذا؟

 

🧠 من العاطفة إلى التحليل

ما الذي يجعل شعوبًا، بعضها يعاني من أزمات حادة، والبعض الآخر في حالة اضطراب مزمن، تتوجه بهذا القبول الضمني لفكرة قيادة سعودية؟
هل هو الحنين للاستقرار؟
أم الإعجاب بنجاح اقتصادي وإداري لافت؟
أم أنه مجرد تعبير عن إحباط داخلي أكثر منه إشادة خارجية؟

الحقيقة أن هذا التوجه العاطفي يحمل أبعادًا نفسية واجتماعية واضحة.

 

🔬 التفسير النفسي – الاجتماعي

غياب الثقة في الداخل
المواطن العربي في كثير من دول هذه المنطقة يشعر بخذلان مؤسساته الوطنية، ما يدفعه للبحث عن نموذج خارجي فيه "أبوة رمزية" أو صورة الدولة الحازمة الرحيمة.

انبهار بنجاح حقيقي لا دعائي
التجربة السعودية، خصوصًا في عهد الأمير محمد بن سلمان، كسرت الصورة النمطية عن المنطقة.
الدولة تتحدث بلغة الأرقام، والمشاريع تُنفّذ، والطموحات تُصرّح ولا تُؤجّل.

الرمزية المقدّسة
احتضان السعودية لمكة والمدينة يُضفي على صورتها بُعدًا وجدانيًا خاصًا.
فالمجتمعات الإسلامية والعربية بطبيعتهم لا يفصلون كثيرًا بين قداسة المكان وثقة الإدارة.
وقد لمستُ بنفسي، في مجتمعات متفرقة، انبهارًا صادقًا بالتجربة السعودية، من أناس رأوا وقرأوا ما يكفي ليقولوا: هناك شيء مختلف يُصنع في السعودية.

القوة الناعمة في أبهى صورها
السعودية لا تمارس التأثير بالإكراه… بل بالإلهام والصمت المحسوب.
الرسالة لا تصل عبر خطاب مباشر، بل من خلال أفعال تُشاهَد وتُروى.

 

💬 هل الإعلام هو السبب؟

جزء من الصورة نعم…
لكن حتى أبرع الوسائل لا تصنع انبهارًا إن لم يكن له أصل واقعي يُلمس.

الإعلام هنا لم يختلق صورة… بل نقل تحولًا يُرى بالعين ويُقاس بالأثر.

 

🕊️ لماذا التردد في طرح هذا الموضوع؟

تردد مشروع، ومهني.
لكن الفرق بين المديح الفارغ والرصد النزيه هو في نبرة الطرح وأسلوب التحليل.
هذا ليس مقالًا في التبجيل، بل رصد لظاهرة اجتماعية عربية تتجاوز الحكومات… إلى نبض الشعوب.

 

🧩 سؤال BETH الجوهري:

عندما يقول العربي: "ياليت السعودية تديرنا"،
هل يعني أنه يريد علمها؟ أم إدارتها؟ أم نموذجها؟
أم ببساطة… كرامته في ظل نظام يشبهها؟

✍️ ختام رمزي:

الناس لا يطلبون نسخة من المملكة.. هذا صعب…
بل يريدون دولًا تشبه صدقها، وحزمها، وإلهامها.

والعبارة التي تُقال همسًا…
قد تكون نداءً عميقًا لإعادة تعريف معنى الدولة في الوعي العربي،
وقد تكون كذلك دعوة للتعجيل بالتكامل العربي… على قاعدة التجربة السعودية الذهبية.