ما الذي دفع تركيا لقبول فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي؟ و ما الموقف الروسي من توسع الناتو شرقاً؟

مرو شاهين - بث:
عادت تركيا مساء الثلاثاء عن رفضها انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي الأمر الذي كانت تعارضه منذ منتصف أيار/مايو على ما أعلن الناتو والدول الثلاث المعنية.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ "يسعدني ان أعلن أننا توصلنا إلى اتفاق يفتح الباب أمام دخول فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي" ويستجيب "لمخاوف تركيا حول صادرات الأسلحة ومكافحة الإرهاب".
وأضاف: ستتمكن دول الناتو تاليا من دعوة البلدين الواقعين في شمال أوروبا رسميا الأربعاء للانضمام إلى الحلف.
وأتى الاتفاق الذي اكدته أولا الرئاسة الفنلندية، بعد محادثات استمرت لساعات في قصر المؤتمرات حيث تنعقد قمة الناتو حتى الخميس بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الفنلندي ورئيسة الوزراء السويدية بمشاركة ستولتنبرغ كوسيط.
وفي ختام هذه المفاوضات وقع القادة الثلاثة اتفاقا بحضور الأمين العام للناتو.
وقالت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا اندرسون ان انضمام بلادها سيعزز أمن السويد والشعب السويدي في هذه المرحلة المضطربة.
موقف الدول الغربية من القرار التركي:
و في هذا الإطار رأى مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الضوء الأخضر التركي يعطي دفعا قويا للوحدة الغربية.
أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فقال" أن انضمام السويد وفنلندا سيجعل حلفنا العظيم أقوى وأكثر أمنا".
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن "أنقرة حصلت على ما تريده"، بعد مناقشات استمرت أكثر من ثلاث ساعات في اجتماع رباعي في مدريد، على هامش قمة الحلف.
ما الذي دفع بتركيا لقبول عضوية البلدين في الحلف:
في هذا السياق، أعلنت الرئاسة التركية أنها حصلت على تعاون كامل من فنلندا والسويد في ختام محادثات أفضت إلى موافقة تركيا على قبول عضوية الدولتين في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن أنقرة حصلت على ما تريده، بعد مناقشات استمرت أكثر من ثلاث ساعات في اجتماع رباعي في مدريد، على هامش قمة الحلف.
وأوضح البيان أن البلدين المرشحين تعهدا التزام التعاون التام مع تركيا في مكافحة حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية، وكذلك ضد الحركات التابعة له.
وتابع البيان أن البلدين سيحظران أيضا نشاطات جمع الأموال والتجنيد للمسلحين الأكراد وسيحظران الدعاية الإرهابية ضد تركيا، بحسب ما وصفها البيان التركي.
كذلك، تعهدت هلسنكي وستوكهولم بإظهار التضامن مع تركيا في الحرب ضد الإرهاب بكل أشكاله، حسب البيان.
وقبلت العاصمتان بعدم فرض قيود أو حظر على الصناعات الدفاعية، وفق بيان الرئاسة التركية، في إشارة إلى الحظر المفروض على تسليم الأسلحة إلى تركيا ردا على التدخل العسكري لأنقرة في سوريا عام 2019.
وكانت تركيا الدولة الوحيدة في حلف الناتو التي تقف عائقا أمام انضمام السويد وفنلندا إلى التحالف العسكري، إذ تتّهمهما بإيواء مقاتلين في حزب العمال الكردستاني الذي تصّنفه أنقرة منظمة إرهابية.
الموقف الروسي من توسع الناتو:
ذكر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أنّ روسيا تنظر بسلبية تجاه انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، معتبرًا أنّ توسيع الحلف عامل بحت لزعزعة الاستقرار.
و في تصريحات سابقة ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن مساعد وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو قوله "سيكون من الضروري الرد.. باتخاذ التدابير الاحترازية الملائمة التي تضمن استمرار الردع"، مضيفا أن بلاده ليس لديها أي نوايا عدوانية تجاه فنلندا والسويد، ولا ترى أي أسباب حقيقية لانضمام البلدين إلى حلف الناتو.
وكرر غروشكو قول الكرملين في السابق إن رد موسكو على توسع حلف الناتو المحتمل سيعتمد على الكيفية التي سينقل بها الحلف عتادا عسكريا نحو روسيا والبنية التحتية التي ينشرها.