خطر داعش و ميليشيات إيران.. الانسحاب الروسي من شمال سوريا يُقلق الملك الأردني

news image

مرو شاهين - بث: 
أعرب الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية عن تخوفه من الفراغ الحاصل الذي سيعقب الانسحاب الروسي المحتمل من الحدود الجنوبية لسوريا مع بلاده.
وقال الملك الأردني خلال مقابلة أجراها مع معهد هوفر في جامعة ستانفورد الأميركية : «للأسف أمامنا تصعيد محتمل على حدودنا؛ لأن إيران ووكلاءها سيملؤون الفراغ الحاصل عن الانسحاب الروسي إذا حصل من هناك».
ولفت إلى أن الوجود الروسي في جنوب سوريا كان يشكل مصدراً للتهدئة، مشيداً بالجهود العربية الرامية إلى الوصول لاتفاق مع طهران. وقال: «نحن نريد أن يكون الجميع جزءاً من الحل في الجهود المبذولة لانطلاقة جديدة للشرق الأوسط، لكن لدينا تحدّيات أمنية على حدودنا».
قال العاهل الأردني أن زيارته جاءت من أجل للتنسيق مع الأصدقاء لمناقشة ما يمكن القيام به من الناحيتين العسكرية والاستراتيجية لما تبقى من العام الحالي 2022، لافتاً إلى معاودة ظهور تنظيم داعش للظهور من جديد على الأراضي السورية والعراقية خلال فترة انتشار فايروس كورونا، بحسب وكالة الأنباء الأردنية بترا.
و في هذا السياق قال  مدير إدارة أمن الحدود في القوات المسلحة الأردنية العميد أحمد هاشم الخليفات الذي أكد فيه وجود تعاون بين مجموعات من جيش النظام السوري مع عصابات تهريب المخدرات المنتشرة على الحدود السورية-الأردنية.
ومنذ بداية 2022، تمكن حرس الحدود الأردني من ضبط أكثر 19 مليون حبة "كبتاغون"، وحوالي نصف مليون كف من مادة الحشيش و5 أكياس حبوب مخدرة على الحدود الشمالية للمملكة، في حين بلغت الكميات لذات الوقت من العام الماضي، 14 مليون حبة كبتاغون و15 ألف كف مادة حشيش، بحسب الخليفات.
و كان العميد في المخابرات الأردنية عمر رادار قد اتهم النظام السوري وإيران بالمسؤولية عن عمليات التهريب في المنطقة الحدودية. وقال رادار إن صراع مراكز القوى في أوساط القيادة العسكرية والأمنية في سوريا، بما فيها صراعات مرجعية الولاءات الإيرانية الروسية، تقف وراء استهداف الأردن بعمليات تهريب المخدرات، مؤكداً على زيادة عمليات التهريب عبر الحدود منذ سيطرة النظام السوري على الحدود الجنوبية لسوريا.
و في هذا السياق يرى المحلل العسكري فايز الدويري أن وجود الإيرانيين ومليشياتهم في الجنوب السوري يشكل خطرا عابرا للحدود الأردنية، وخطرا على الحدود الشمالية الشرقية المشتركة بين البلدين، وعلى الداخل الأردني من تشكيل خلايا إيرانية مسلحة.
وتوقع الدويري أن تشهد الفترة القادمة مزيدا من عمليات التسلل وتهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود، وبالتالي المزيد من نقاط الاشتباك الجديدة مع القوات الأردنية.
أما عن خطر عودة خلايا تنظيم الدولة للعمل فيرى الدويري أن ذلك يرتب أعباء إضافية على الأجهزة الأمنية والعسكرية على صعيدين مراقبة الحدود والداخل الأردني، مما يستدعي مزيدا من الاحتياطات لمنع أي عمليات إرهابية -سواء من المناطق الحدودية أو من داخل المملكة- قد تنفذها خلايا نائمة لداعش بالأردن، مع أهمية حماية الشباب الأردنيين من الانضمام لهذا التنظيم.
و من جهته، يرى الخبير في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية أن التنظيم عاد للصعود والتمدد خلال الأشهر الماضية وعلى الرغم من قتل قادته فإنه استطاع تجميع قواته وعناصره وإيجاد قيادة جديدة له.
وحسب الخبير جرى إعادة هيكلة للتنظيم للقيام بحرب عصابات، وتنامت عملياته وشهدنا ذلك في عدد من المناطق العراقية والسورية والأفغانية وحتى بجنوب شرق آسيا وأفريقيا.
والأخطر من ذلك كما يقول أبو هنية أن التنظيم تحول في عملياته من القرارات المركزية إلى اللامركزية، فبات يقسّم الدول إلى مناطق، والمناطق إلى مقاطع، ولكل مقطع قيادة تنفذ العمليات بحرية وبشكل مباشر، مما أدى لتطور في نوعية العمليات وحجمها.