المواقف في الحرب الروسية الأوكرانية .. وكيسنجر يظهر مجدداً

news image

مروة شاهين - بث: 
أشار نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إلى أن أراضي فنلندا والسويد ستصبح هدفًا محتملًا للقوات المسلحة الروسية بمجرد ما يصبح هذان البلدان عضوين في حلف الناتو.
و من الجانب الاوروبي تعليقاً على هذا التصريح، وعد المستشار الألماني أولاف شولتز، بدعم كامل،من ألمانيا لمسعى فنلندا الإنضمام لحلف شمال الأطلسي، وذلك بعدما أعلن رئيس الدولة الإسكندنافية ورئيسة وزرائها تأييدهما للعضوية في التكتل الدفاعي بدون تأخير.
ولفت شولتز، في تصريح له عبر مواقع التواصل الإجتماعي، إلى «أنني أرحب بقرار فنلندا تأييد الإنضمام الفوري للبلاد الى حلف شمال الأطلسي. في إتصال هاتفي مع الرئيس ساولي نينيستو أكدت لفنلندا دعم الحكومة الألمانية الكامل».
وفي وقت سابق، أكّد الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين، في بيان مشترك، أنّه يجب على فنلندا التقدم بطلب للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، دون تأخير، وأعلنا أنّ فنلندا ستعلن الأحد قرارها، بشأن الانضمام إلى الناتو.
و وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، بات نصف نحو 10 ملايين سويدي الآن يؤيدون الانضمام إلى الحلف، وهي نسبة ترتفع إلى الثلثين إذا انضمت فنلندا أيضًا.
وفي فنلندا التي لها حدود مشتركة طولها 1300 كيلومتر مع روسيا، يرغب أكثر من ثلاثة أرباع السكان البالغ عددهم 5,5 مليون نسمة بالانضمام إلى الناتو.

روسيا تعتبر الدعم الأمريكي لأوكرانيا «حرباً بالوكالة»:

و في  هذا السياق حذّرت موسكو، من أنّ استمرار دعم الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها لأوكرانيا عسكرياً، قد يؤدّي إلى نشوب صراع بين موسكو وحلف شمال الأطلسي، والذي من الممكن أن يتحوّل إلى «حرب نووية شاملة».
كما أكّد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري ميدفيديف،   أن «ضخّ دول (الناتو) أسلحة إلى أوكرانيا، وتدريب القوات على استخدام المعدّات الغربية، وإرسال المرتزقة وتدريبات دول الحلف قرب حدودنا، تزيد من احتمال نشوب صراع مباشر ومفتوح بين الحلف وروسيا».
و من جهته، أكّد الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، أنّ «مثل هذا الصراع ينطوي دائماً على خطر التحول إلى حرب نووية شاملة»، مشيراً إلى أنّ «هكذا سيناريو سيكون كارثياً على الجميع».
و اتّهم ميدفيديف واشنطن بشنّ «حرب بالوكالة» على روسيا، إثر موافقة مجلس النواب الأميركي على حزمة مساعدات لأوكرانيا، بقيمة 40 مليار دولار.

تركيا تعارض انضمام السويد و فنلندا الى الناتو:

إذ  قال الرئيس التركي رجب  اردوغان  أمس الجمعة «ليس لدينا رأي إيجابي». وأوضح للصحافيين أنه لا يريد أن يرى تكرار الخطأ نفسه الذي ارتكب عندما انضمت اليونان وأضاف في «نتابع حاليا التطورات المتعلقة بالسويد وفنلندا، لكن ليس لدينا رأي إيجابي لأنهم ارتكبوا خطأ في الناتو فيما يتعلق باليونان من قبل ضد تركيا و لا نريد ارتكاب خطأً ثان».
كما اتهم أردوغان ستوكهولم وهلسنكي بإيواء إرهابيين من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة منظمة ارهابية.

كيسينجر: لا كلام عن استخدام فعليّ للسلاح النووي حالياً:

و في هذا الإطار قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر في حوار مع صحيفة فاينانشل تايمز، « إننا نعيش الآن في عصر جديد تماما، مشيرا إلى أن الوضع الجيوسياسي على مستوى العالم سيشهد تحوّلات كبيرة بعد انتهاء حرب أوكرانيا».
و قال وزير الخارجية الامريكي السابق  بشأن تهديدات بعض الدول باللجوء للسلاح النووي، أن العالم يواجه الآن تقنيات يمكن أن تؤدي إلى كارثة لم يكن من الممكن حتى تخيلها في وقت سابق.. والغريب أن هذه الأسلحة تتطور وتتكاثر كل عام، لكن لا توجد مناقشة دولية حول ما يمكن أن يحدث في حال تم استخدام الأسلحة النووية فعليا.
وأردف قائلا: «ندائي بشكل عام هو أنه يجب أن نفهم أننا نعيش الآن في عصر جديد تماما، ومع انتشار التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، ستحتاج الدبلوماسية والحرب نهجا مختلفا، وسيكون ذلك تحديا».
و عند سؤاله عن  خط بوتن الأحمع، أجاب كيسينجر بالقول: «لقد قابلت بوتن عدة مرات، وخلصت إلى أن معتقداته الأساسية تقوم على نوع من الإيمان الصوفي بالتاريخ الروسي، وأنه تعرض للإهانة، بسبب الفجوة الهائلة التي ظهرت بين أوروبا والشرق.. لقد تعرض للإهانة لأن روسيا شعرت بالتهديد بضم هذه المنطقة بأكملها للناتو.. هذا ليس عذرا، ولم أكن أتوقع هجوما بحجم الاستيلاء على دولة معترف بها».
وأضاف: « أعتقد أنه (بوتن) أخطأ في تقدير الموقف الذي واجهه دوليا، ومن الواضح أنه أخطأ في تقدير قدرات روسيا. والسؤال الآن هو إلى متى سيستمر هذا التصعيد وإلى أين قد يتجه».

الصين كلاعب جديد على الساحة الدولية:

وبخصوص الدروس التي ستستخلصها الصين من حرب أوكرانيا، شدد كيسنجر على أن أي زعيم صيني سيفكر الآن في كيفية تجنب الوقوع في الموقف الذي وضع فيه بوتن نفسه، وكيف تتجنب بكين انقلاب العالم عليها.
و أضاف كيسينجر ، أنه ليس من الطبيعي أن تكون للصين وروسيا نفس المصالح في جميع المشاكل المستقبلية.. وبالتالي، فبعد حرب أوكرانيا، سيتعين على روسيا إعادة تقييم علاقتها بأوروبا على الأقل، وموقفها العام تجاه الناتو.
وتابع: هذا لا يعني أن أيا منهما (الصين وروسيا) سيصبح صديقا حميميا للغرب، لكن المقصود هو أنه في قضايا معينة، سيكون خيار التعامل بنهج مختلف،قائما.. أي أنه في الفترة المقبلة، يجب أن لا نجعل روسيا والصين كتلة واحدة.