الإستخبارات الاميركية تُحذّر: فشل روسيا عسكرياً في اوكرانيا قد يدفعها للخيار النووي

مروة شاهين - بث:
اعتبرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أنه نظرا إلى إمكان إصابة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة الروسية بيأس محتمل، لا يمكن الاستخفاف بالتهديد الذي يمثله اللجوء المحتمل إلى أسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة نووية منخفضة القوة، و من جهتها، حذرت موسكو من أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، ستكون له عواقب على هاتين الدولتين وعلى الأمن الأوروبي.
و قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إنه لا يمكن الاستخفاف بتهديد روسيا بأنها قد تستخدم أسلحة نووية تكتيكية أو منخفضة القوة في أوكرانيا، لكن الوكالة لم تر الكثير من الأدلة العملية التي تعزز هذا القلق.
و في كلمة بمعهد جورجيا للتكنولوجيا، أشار مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز إلى يأس محتمل وانتكاسات عسكرية تعرض لها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته منذ توغل القوات في أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، وقال بيرنز إنه لهذه الأسباب لا يمكن لأحد منا الاستخفاف بالتهديد الذي يمثله اللجوء المحتمل إلى أسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة نووية منخفضة القوة، ومع ذلك، ورغم حديث الكرملين عن وضع أكبر ترسانة نووية في العالم في حالة تأهب قصوى، فإننا لم نر الكثير من الأدلة العملية على عمليات نشر أو ترتيبات عسكرية من النوع الذي يعزز هذا القلق.
وأدلى بيرنز بهذه التصريحات ردا على سؤال من السناتور الأمريكي السابق سام نان، المدافع البارز عن الحد من التسلح، في نهاية أول كلمة يلقيها منذ توليه مسؤولية المخابرات المركزية في مارس آذار 2021.
وفي كلمة تناولت موضوعات عدة، قال الدبلوماسي الأمريكي السابق إن أجهزة المخابرات بدأت الخريف الماضي في جمع معلومات مقلقة ومفصلة، بشأن خطة لبوتين لغزو جديد كبير لأوكرانيا. ووصف بيرنز الرئيس الروسي بأنه رسول الانتقام، وقال إن بوتين يرى أن الفرصة تضيق أمام توجيه أوكرانيا بعيدا عن الغرب.
وأضاف بيرنز، الذي عمل من قبل دبلوماسيا في موسكو، أن المخابرات الأمريكية لها دور حاسم في قتال أوكرانيا ضد القوات الروسية. ووصف الجرائم التي ارتكبتها تلك القوات في بلدة بوتشا الأوكرانية بأنها مروعة.
و أكد بيرنز أن وكالة المخابرات المركزية تراقب ذلك باهتمام شديد، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة لم تر بعد أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاتخاذ مثل هذه الخطوة.
وتابع: «بينما رأينا بعض المواقف الخطابية من جانب الكرملين حول الانتقال إلى مستويات أعلى من التأهب النووي، لم نر حتى الآن الكثير من الأدلة العملية على نوع عمليات النشر أو الترتيبات العسكرية التي من شأنها أن تعزز هذا القلق ولكن نحن نراقب ذلك باهتمام شديد».
ومع ذلك، في نفس التصريحات، حذّر بيرنز من أن الرئيس الروسي أصبح معزولاً بشكل متزايد وأن "شهيته للمخاطرة قد ازدادت مع إحكام قبضته على روسيا".
وقال بيرنز: «ضاقت دائرة مستشاريه، وفي تلك الدائرة الصغيرة، لم يكن من الممكن أبدًا تعزيز مسيرته المهنية للتشكيك في حكمه أو اعتقاده العنيد شبه الغامض بأن مصيره هو استعادة مجال نفوذ روسيا».
وكانت روسيا قد هددت بنشر أسلحة نووية في منطقة بحر البلطيق وحولها إذا ما انضمت فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس الروسي السابق، في منشور عبر تطبيق تلغرام، في يوم الخميس 14 نيسان/أبريل 2022 : «في هذه الحالة، لا يمكن الحديث عن وضع غير نووي لبحر البلطيق ، مشيرا إلى إمكانية قيام روسيا بنشر سفن مسلحة بصواريخ إسكندر وأسلحة فرط صوتية وأسلحة نووية في المنطقة».
وعلقت وكالة بلومبرغ على تهديدات ميدفيديف بأنها من أكثر التهديدات المفصلة التي صدرت من جانب روسيا بشأن احتمال انضمام الجارتين الشماليتين إلى الحلف، بعد عقود من اختيار البقاء خارجه. وأعلنت فنلندا والسويد خلال الأيام الماضية أنهما تعملان عن كثب على دراسة الأمر، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
من جهته قال الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة متلفزة، إن جميع دول العالم يجب أن تكون مستعدة لاحتمال أن يستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسلحة نووية تكتيكية في حربه على أوكرانيا.
و أضاف « بالنسبة للاسلحة الكيميائية، يمكنهم فعلها ( قاصداً يمكنهم ان يستخدموها)، بالنسبة لهم حياة الناس ، لا شيء. لهذا السبب يجب أن نفكر في ألا نخاف ولا نخاف ، بل أن نكون مستعدين, ولكن هذا ليس سؤالًا لأوكرانيا ، ليس فقط لأوكرانيا ولكن للعالم كله ، على ما أعتقد».
من جهة أخرى، قال رئيس لجنة مجلس الاتحاد لحماية سيادة الدولة الروسي، أندريه كليموف، إن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ستنتهي قريباً. وأضاف : «العملية العسكرية الخاصة الروسية ستنتهي قريبا جداً، ولن نمدها عمداً».
و تابع: «بمجرد أن نجعل أوكرانيا آمنة لروسيا والعالم بأسره، ونضمن سلامة المختبرات البيولوجية، سنرى ما سيحدث هناك، سنضمن سلامة المنشآت النووية.. بعد ذلك تتوقف المرحلة العسكرية»، مشيراً إلى أن ذلك سيحدث في القريب العاجل.