السياسة والرياضة

كتب - عبدالله العميره

عرفنا - طوال السنين الماضية - أن الفيفا ينأى بنفسه عن السياسة. ويرفض تدخل الحكومات في الشأن الكروي، وتحديداً في كرة القدم.

يقول الفيفا أن له قوانينه..

قالوا؛ يريدون أن تكون كرة القدم متعة خاصة للشعوب.

إذا؛ ما ذا حدث مؤخراً؟

علام السياسة تقتحم الرياضة في الحرب الروسية الأوكرانية، بهذا الشكل المخزي؟!

ما دخل اللاعبين في الحروب، وفي قرارات السياسيين؟

هذا مؤشر خطير وواضح أن العالم يدار من العالم السفلي ” إدارات عميقة”. ويوهمون الشعوب أن الإنسان ، بخاصة الرياضي؛ أنه حر .

ليس في الرياضة فقط.

حتى الإعلام، تأكد لنا أنه لايوجد حرية خلاقة على الإطلاق. عطفاً على مطالبات الغرب المتكررة بالحريات ورفع شعار الحرية!

الحرب الروسية الأوكرانية، كشفت أبعاد لم تخطر على بال أحد في العالم.

- الشعوب باتت تحت رحمة قادة، أو بالأصح ” إدارات عميقة ” ترسم حدود العالم والنفوذ، وتوزع الأدوار، وتتخطط للقضاء على الخصوم بكل الوسائل.. عسكرياً، إقتصادياً، سياسياً، رياضياً، إعلامياً.. كل ما يمكن تصوره، وعدم تصوره.

لايفكرون في التكامل بين الدول والشعوب، من أجل حياة مستقرة ورخاء للبشرية.

يقولون أن الولايات المتحدة هي من تتولى - حالياً - رئاسة العالم / هذا ما يبدو لنا.

شخصياً، أرى أن هناك ” إدارة عميقة ” تدير الولايات المتحدة، وأوروبا ، ودول كبرى أخرى.

إذا؛ لماذا أوهمونا بالحرية.

أرادو الحرية للنساء ، لأن يكنّ عاريات، ويكرسون فكرة الإستمتاع بأجسادهن في كل محفل ومناسبة.

إنهم لايحتفلون بالمرأة المنتجة، والعاملة، والمهندسة، والمخترعة، والمديرة الناجحة؛ كا حتفالهم بالمرأة المتمردة، العارية.

يحتفلون بالمرأة كلما زاد إنبهارهم بجمالها، واستعراضها. وبخروجها عن المألوف - لاعلاقة بإبداع عقلها، إنهم ينظرون لإبداع الإستعراض بجسدها.

هذا هو الواقع.. راقبوا ، تابعوا..

إنهم؛ لاينادون بحرية الرأي والحيادية في الإعلام ، بدليل إقفالهم كل الأفواه والقنوات الحرة ، والإبقاء على القنوات التي تروج لهم.

مثل ما يتحكمون في كرة القدم؛ أيضاً لايمكن أن يكون على رأس المحرك للإعلام في أي بلد في العالم، إلا موالي لهم، وليس للبلد الأصل - هذا ما يطبقونه بكل أوتي لهم من نفوذ وقوة.

والواقع أيضاً، أن الدول إنكشفت لها تلك السياسة ” الوحدانية النورانية”..

لا أعني القاعدة النورانية في الإسلام..

(تُعرف القاعدة النورانية في الإسلام بأنّها أحد العلوم المتعلّقة بالقُرآن الكريم، وسُميت بهذا الإسم؛ نسبةً إلى مؤلّفها وهو الشيخ نور محمد الحقّاني، وهذه الطريقة تبدأ بمعرفة عدد حروف الهجاء، ثُمّ معرفة صفات الحروف مع معرفة مخارج الحروف وكُل ما يتعلق به من حيث التعريف ومكان المخرج وغيرذلك).

إنما أعني بالنورانية ” النورانيون “.. في التصنيف الماسوني العلماني حملة النور ” عبدة الشيطان!

_____

النورانية مؤسسة يهودية أسسها القس ” آدم وايزهوايت ” الألماني عام ١٧٧٦م.. أسس محفل “الشرق الأكبر” ليكون مركز القيادة السري من أجل إقامة حكومة عالمية واحدة، فكانت خطته لهذا المحفل الأم العالمي:

١- استعمال الرشوة بالمال والجنس للسيطرة على الشخصيات ذات النفوذ والمراكز في جميع الحكومات في مختلف مجالات النشاط الإنساني.

٢- على أساتذة الجامعات النورانيين الاهتمام بالطلبة المتفوقين وأيضاً المنتسبين إلى الأسر الكبيرة، والقوية، المميزة، ليولدوا فيهم تأصيلاً لفكرة الحكومة العالمية.

٣- تستخدم الشخصيات ذات النفوذ التي تسقط في الشباك، والطلاب الذين تلقوا التدريب كعملاء بعد توظيفهم في المراكز الحساسة من خلف الستار لدى جميع الحكومات بصفتهم خبراء بإمكانهم تقديم النصح إلى كبار رجال الدولة، وليستفاد منهم في تنفيذ المخططات السرية.

٤- السيطرة على الوسائل الإعلامية من صحافة وإذاعة وغيرها، حتى تعرض المعلومات .

_____

كل ذلك معلوم..

وظل العالم، وفي مقدمتهم العالم العربي / أعني الشعوب، تمضغ وتلوك في تلك الأفكار والمعلومات المؤكدة، حتى سيطرت على العقول، وصارت تسيرنا باتجاه “المؤامرة ” وترسخ فكرة التآمر. دون التفكير في الجانب الآخر.

الجانب الآخر، هو :

- أن المؤامرة؛ لاتقع، إلا في البيئة المناسبة.

والعرب؛ بيئة مناسبة.. إبتعدوا عن الدين ، صاروا فرقاً وشيعة متفرقين، كثر هرجهم على ما كل يعزز الخلاف، إلى درجة أن أفكارهم سيطرت عليها فكرة الخيانة والتخوين. أو الهوان وعدم القدرة على مواجهة الأفكار الغربية.

- أن العرب - أنفسهم - من يعززون فكرة التآمر عليهم، باختلافهم - كما ذكرت سابقاً - وبالركض وراء تصريحات الغرب المبهرة، المتعلقة بالحرية والمتعة، والحضارة.

أخذنا من الغرب الشعارات ، وتركنا الحقيقة، ومن الحقيقة أن في المجتمع الغربي ما يتوافق مع فطرتنا والفطرة البشرية السليمة ( الأمانة والصدق، وحسن الخلق والإبداع في العمل..الخ). وفيهم عينات تستحق التركيز عليها، ولكن الخطاب السياسي والإعلامي الغربي والتابع له لايركزون على الجوانب المضيئة - قد يذكرونها عرضاَ، لكنه ذكر وإشارة لايمكن أن تطغى على مايرونه.

تركنا الإيجابيات ، وركزنا السلبيات، و على المرأة والتمتع بإطلالتها في المحافل، وبكرة القدم والخلافات فيها وعليها، حتى انغمسنا في “حرب” من نوع آخر زرعتها وتعززها “الإدارات العميقة” العميلة للشيطان.

ونكاد لا نلقي بالاً للقرارات المتعلقة بذبح الحرية، وبقتل القانون الدولي، وبكسر قواعد الـ “فيفا” والـ “يوفيا” التي كانوا يرددونها قبل حرب روسيا وأوكراني... لقد أظهروا لنا في السنوات السابقة؛ هيبتها. حتى ظهرت الحقيقة وسقطت - فجأة - تلك الهيبة، وتكسرت إلى شظايا.

_____

في هذه اللحظة، تذكرت قولاً متداولا للرئيس الروسي فلا ديمير بوتين عندما أعلن كل من لاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) في بيان مشترك أنهما أوقفا جميع الفرق الروسية الدولية والأندية من مسابقاتها “حتى إشعار آخر”.

وتأكيد الفيفا ، تأهّل منتخب بولندا رسمياً إلى نهائي المسار الثاني من تصفيات الملحق المؤهل إلى نهائيات كأس العالم على حساب روسيا التي أبعدها عن المنافسات الدولية، علما بأنه كان سيستضيف مباراة الذهاب في 24 مارس الجاري، كما لن يتمكن منتخب السيدات أيضاً من المشاركة في كأس أوروبا المقررة في إنكلترا في يوليو المقبل.

ذكر أن بوتن رد بقوله : “روسيا ستلعب في كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 أو لن يكون هناك كأس عالم للحديث عنه”.

_____

سأترككم مع قرارات الفيفا الغريبة، ومع صدمة الإتحاد الدولي من رد بوتين القوي جدا.

_____________

إشارة أخيرة:

أهم قوتان ناعمتان؛ الإعلام، وكرة القدم.

إذا أهملت القوة الأولى ، أو أعطيت في يد من لايريد لنا قوة، فقد فقدنا أعظم قوة موازية للقوة العسكرية والإقتصادية والسياسية - بل الإعلام هو القوة التي تقود بقية القوى.

وإذا تركنا كرة القدم في أيادي معززي الخلاف والتمزق، فقد فقدنا قوة يمكنها أن ترسم شكل المجتمع والبلد في مدرجات الكرة الساحرة، وتظهرها للعالم عبر الإعلام..

إما أن نكون كما نريد.. أو كما يريدون.

فلا نستهين - أبداً ، بالإعلام وبكرة القدم وبكل الرياضات.

_____

خاطرة :

تشفير القنوات الرياضية !

هذا يعني - ببساطة - أن المال يطغى على الهدف الأساسي .

هناك دول تصرف الأموال لتجميل صورتها، وإظهار الحقيقة .وليس العكس، بأن نسعى لجلب المال وتغييب الصورة وتلك القوة الناعمة.

_____

يقول رياضي متابع:

يوجد هدفان غائبان من التشفير..

الأول: محاصرة الفضائح.. ( هذا الرأي لست معه 100%).

الثاني: أن المعني هو أن المشترك البسيط،المتيم في كرة القدم والمتعصب لفريقه - وهو نوع من الإستثمار ( الإستثمار في الجهل)، ينتهي إلى الشقاق والتناحر - وهو هدف أصيل عند “الإدارات العميقة”.

وبعض البرامج غير المشفرة مثل “ابن غفير”، .. الهدف تأكيد التمزيق، وتأصيل العداوة بين جماهير كرة القدم.

_____

ياترى؛ كم عدد الدروس التي كشفتها لنا الحرب الروسية الأوكرانية؟

هل سيتم الإستفادة منها؟

_____

آخر القول هنا؛ وليس بآخر الرأي..

لابد من التذكير بحق الله تعالى علينا، وهو الشكر له، على ما نحن فيه من أمن وأمان واستقرار.. وطمأنينة على حالنا في الحاضر والمستقبل لأبنائنا وبناتنا وأحفادنا.

حاجتنا كبيرة إلى شكر الله، وإلى التأكيد على استمرار الشكر - بعد الله - لقيادتنا - التي أؤمن، ونؤمن جميعاً، أنها تسعى لسد كل ثغره، مؤذيه ويمكن أن يدخل منها ما يؤثر على الأمن والإستقرار. وتنفيذ كل ما يعلوا شأن هذه البلاد، ويعز الأمة.