بعض أحاديث مسربة من السرداب تفضح إيران وشركاءها

كتب - عبدالله العميره

تداعيات تتدحرج بعد التسجيل المسرب لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، هز أركان النظام في طهران.

الشريط الصوتي، ينقد فيه ظريف سيطرة الحرس الثوري على السياسة الخارجية للبلاد، وإدخالها في الحرب الأهلية السورية بأمر من روسيا.

وقال ظريف إنه ليس مرشحًا لخلافة الرئيس حسن روحاني، لكن المتشددين لا يثقون به ويريدون القضاء على أي فرصة لحدوث ذلك.

والمثير؛ أن تلك التصريحات جاءت من ظريف، وهو دبلوماسي متمرس عادة ما يكون حريصا في إبداء رأيه!

ما قيل في التسجيل يكشف أن النظام ليس في مستوى الثقة - ولا حتى الأدنى منها.

ويؤكد أنه لا يمكن الوثوق بهذا النظام .

وما جاء في الشريط، هو جزء من حقيقة النظام الإيراني.

تتزايد ردود الفعل يوم عن سابقة.

ومن المتوقع أن تراجع كثير من دول العالم سياساتها وعلاقاتها مع إيران ، بخاصة روسيا والصين.

وفي أول تعليق لروسيا على التسجيل- بعد على ما يبدو؛ أن استفاقت من الصدمة ، ومحاولة لإيجاد رد دبلوماسي مناسب؛ حذرت الخارجية الروسية من أن بعض الأطراف تحاول التلاعب مع العلاقات بين موسكو وطهران.

وقالت موسكو أنها تعتمد على موقف طهران الرسمي !

( هذه العبارة ، تؤكد مدى الإرتباك في موسكو.. فمن هو ظريف ، إذا لم يكن ذاته رأس الدبلوماسية، والمتحدث الأول الرسمي للنظام الإيراني؟!).

من العبث أن تنتظر روسيا موقفاً من الملالي يخالف الواقع الذي انكشف في حديث ظريف الذي لم يكن لوحدة في الجلسة السرية ، بالتأكيد.

حتى لو تم تأويل ما حصل من ظريف أنه مخالف لرأي النظام - فبلا أدنى شك هناك ما لايمكن إنكاره:

الأول: أن ظريف تحدث في السرداب بالحقيقة .. الثاني: وجود خلافات وصراعات داخل النظام.

أما آخر التفاعلات في داخل إيران - حتى الآن - ما نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) عن مصدر مطلع في القضاء قوله إن أكثر من 15 شخصا منعوا من السفر، في قضية تسريب الملف الصوتي لمقابلة ظريف.

وكان روحاني قد أعلن في اجتماع لمجلس الوزراء أمس (الأربعاء) أن تسجيل وزير خارجيته سُرق، مشددا على وجوب الكشف عن تفاصيل تلك السرقة وكيف تمت.

( الشريط سُرق، هو اعتراف بمضامين الشريط، ولايستطيع أن ينكره روحاني أو أي فرد من ملالي طهران وعلى رأسهم خامنئي، هذه الحقيقة.. نظام يقوم على التقية والنفاق والمخططات الشريرة.. ويقاد إلى حيث يتفق مع سياساته وعبثه.. نظام ليس له صديق على الإطلاق - نظام صديق نفسه وصديق للعبث فقط - ولا يثق به إلا شرير مثله).

يذكر أن تلك المقابلة التي سجلت في مارس الماضي، وقيل أنه كان من المفترض أن تبث لاحقا.. وأطلقت المقابلة سجالاً واسعا في إيران، وسط دعوات لمحاسبة وزير الخارجية.

وأمس استدعت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان ظريف، لسماع أقواله، حول ما تضمنه الملف الصوتي الذي تم تسريبه إلى وسائل الإعلام.

في المقابل، أبدى الوزير الإيراني في منشور عبر تطبيق إنستغرام، أسفه لتحول تصريحاته المسربة إلى “اقتتال داخلي” في البلاد.

- هذا جزء يسير من الحكايات العبثية، تُجرى في سراديب ملالي إيران وتكشف حقيقتهم.