ركزة فجزمة.. ثم رفسة وخلطة - ماذا بعد؟!

كتب - عبدالله العميره

ركزة، فجزمة، ثم رفسة وخلطة .. فصراخ !

رغم أنها صارت عادة وثقافة بعض اللاعبين عند الفوز؛ إلا أنني لا أقبل أن يُطلق على لاعب يحمل شعار المنتخب، بـ ” أبو ركزة” أو “الجزمة”.

ولا أقبل على آخر، يمثل متتخب الوطن، أن يوصف بـ “أبو رفسة”، أو”الخلاط”.

أو ما شابه ذلك.

كلا اللاعبين، يمثلان المنتخب الوطني، وسلمت لهم قيادة المنتخب باسم جميع لاعبي كرة القدم والجماهير الرياضية السعودية!

أتخيلهما في المنتخب، وفي ذهن معظم الجماهير تلك الممارسات التي أقل ما يقال عنها أنها ” غير حكيمة”، أو أدنى من ذلك بالقول أنها ممارسات “صبيانة ” لا مسؤولة، أو أدنى من ذلك باقول عنها حركات ” غبية “، كونها تعكس عقلية صاحبها. فيكشف ما بداخله للعالم؛ من حيث يدري أو لا يدري!

ناهيك عن الصراخ والزعيق في مواقع، أوبرنامج “توك شو” خالى من المستوى الحضاري في حوار مذيع أداءه تهريجي مع ضيوف محترمين، ملتقطاً بعض سقطات لاعبين وتضخيمها، وإبرازها وكأنها بطولات، وهو برنامج موجه إلى الجماهير السعودية والعربية.

قد تكون تلك الحركات طبيعية ( من باب الفرح والإثارة )، إذا لم تتعد الملعب بين اللاعبين.

وهي متعلقة بثقافة الفرح في بعض أنديتنا عند الفوز / أعني لايعرفون كيف يفرحون بالفوز.. يرون أن الفرح هو في التعبير عن “إغاضة الفريق المنافس”!

إنني أمارس العمل الصحفي منذ مايقرب من 40 عاماً ، لم أشاهد مثل هذه.. يتم التقاطها والنفخ فيها، بالصراخ، وتوجيهها ” بإسقاطات” بذيئة على أندية وطن بعينها، لزيادة الإحتقان والكراهية.

إن لغرس روح المنافسة الشريفة الطيبة أساليب رائعة حضارية، إبداعية إيجابية.. لايعرفها من لا يعرف إلا الهدم.

ما يحدث الآن؛ أساليب لاعلاقة لها بإشغال الجماهير، وترفيههم.

_____

لا أحد يشك - على الإطلاق - بمحبة وإخلاص الكابتن صالح النعيمة، وهو أعظم قائد مر على المنتخب.. لا أحد يشك في شدة محبته لفريقه الهلال.

والجماهير السعودية تحبه وتقدره، ومازال يُذكر بالخير.

ومثله ماجد عبدالله، وكل الجيل السابق.

لماذا ؟

لأنهم قدوة، لأنهم لاعبين للوطن في المنتخب، النعيمة هلالي لايجرح أحد.. ومثله ماجد.  وإن حدث شئ من المنافسة، فلا يتخطى حدود الإثارة المحفزة للجميع على العمل الإيجابي.

لايحدث منهم إسفاف في التصرفات..

___

شئ من العقل، وشئ من الأدب، وشئ من الإحساس، بأن كل فعل يصدر من لاعب، يعني الكثير.

قد يعني؛ التربية غير السوية، وقد يعني الإحتقان من النادي المنافس، وما قد يقوم به اللاعب، هو تعبير عن قوة المنافس، وأن النادي المنافس أشغل باله وفكره وكل تصرفاته.

وقد يعني؛ أنه مسير من أحد لايريد خيراً للكرة والجماهير والمجتمع السعودي.

كل حركة من لاعب، أما تعبر عن كونه قدوة، أو تنفيس لاحتقان متحجر!

ولكل فعل ردة فعل.. إن لم يتم إقفال هذا الإسفاف في التصرفات، سيكون في المقابل ردة فعل، ربما تكون أسوأ.

هذا مالانريد أن نصل إليه، أبداً.

تصرفات تصل إلى حد السفاهة..

والعقلاء من الجماهير - وهم كثر - لايؤيدون ولا يتأثرون.

فلا يمكن أن يؤثر جاهل على العقلاء.

ولكن المسألة تخطت بعض جهلاء في الملعب، إلى وسائل إعلام .. تتلقفها لترقص على إيقاعها.

أعلم أن من بين من يقرأ هذا الموضوع عقلاء، يعلمون الهدف من كل حرف فيه.

_____

في السابق - كما في كل مكان ، يوجد تعصب.

لكنه كان تعصباً في الصحافة. أما على الأرض فقليل من يتأثر، وقليل أن نشاهد إنعكاسات للتعصب الصحفي في الملعب.. لايوجد من يزرع التعصب في الملعب، ولا يوجد ” منفسين ” بل يوجد “متنافسين”.

وكانت الصحافة تشعل الجماهير.. وعندما يحضر اللاعبون في المبارة، تنطفي لهايب أشعلتها وافتعلتها الصحافة.

التعصب كان من الصحافة إلى الملعب.اليوم؛ صارالعكس؛ التعصب يُصدّر من الملعب إلى وسائل إعلام مقروءة وبرامج “توك شو”!

_____

حب ناديك .. شجعه كما يحلو لك وتسعد به.. ولكن لاتجعل الآخرين يكرهونك ويكرهون ناديك.

إفرح بناديك، وافرح بإنجازاتك مع فريقك، ولكن إياك أن تفتعل ما يجعل الآخرين يكرهونك، ويكرهون ناديك.

_____

السؤال: هل من أساليب مبتكرة فيها إثارة إيجابية، تحمس الجمهور، و” تلهيهم وتشغلهم وتسعدهم وتغذيهم بالمعرفة ” بدون إساءة ؟!

أعلم أن الإجابة ليست عند من لايعرف إلا إثارة الإحتقان.. لايعرفون إلا الهدم ، لايجيدون البناء.

- عندما تريد أن تبني؛ فأنت تحتاج إلى مهندس بارع. ولكن عندما تريد أن تهدم مبنى، فيكفيك أن تستاجر عاملاً من الشارع.