دروس من كأس العالم للأندية
كتب - عبدالله العميره
الهلال ليس عنواناً للكرة السعودية .. بالأخص في مباراته الأخيرة أمام الأهلي المصري.
مباراة مخزية - بكل المقاييس.
وأرجو من أصدقائي الهلاليين عدم الزعل.
الهلال ليس الهلال، ولن يكون كما يتمناه الجمهورالواعي الذي يضع الوطن فوق كل اعتبار.
هذا هو واقع الهلال .. هذا هو الهلال في المباريات الإقليمية والدولية.
في دوري المحترفي السعودي 16 ناديا ، و20 نادياً في الدرجة الأولىَ.. تخيلوا لو كان أي من الفرق الوسط في دوري المحترفين، بل تخيلوا أكثر لوكان أي من الفرق الموسومة في الترتيب الأخير، ووجد الحضوة والرعاية والإهتمام؛ كما يجد الهلال، فكيف سيكون الحال في بطولة كتلك؟!
لا أدعو أن يتم إختيار فريق و ” تدليله ” كما دلال الهلال.
بل أدعو أن تكون مباراة الهلال والأهلي المصري درساً، عليه تستوجب مراجعة كل الإستراتيجيات والمعطيات في التعامل مع الأندية السعودية - كأندية وطن جميعها.
يجب مراجعة الإستراتيجيات في وزارة الرياضة، واتحاد الكرة ولجنة الحكام.
أرجو، أن لايًفهم أنني أقسو ـ أو أنني شطيت عن الحقيقة، أو “زودت” في عمق الرؤية، وذهبت بعيداً. ولا أعتقد أن يفهم الحال بهذا الشكل أي هلالي أو رياضي واعي.
من المعيب؛ أن تركز جميع اللجان؛ على لون.
من المعيب أن تلبس اللجان الجلباب الأزرق.
عنواننا الأخضر فقط لاغير. وبقية الألوان يمكن أن تتشكل على المدرجات، وليس في المكاتب !
” ثوبنا” أخضر؛ لاغير.
العالم الكروي، لن يقول أن الهلال غريم النصر؛ هو الخاسر اليوم.
بل سمعة الكرة السعودية.
يكفي “دلع” ومحاباة.. ويكفي تعاقدات وهمية، ويكفي “هياط”.
شاهدنا ؛ كيف يتحرك لاعبو الأهلي المصري .. اللاعبون المصريون ، ظهروا بمستوى يفوق مستوى من تعاقد معهم الهلال.
إذا استثنينا، النجم التونسي معلول؛ شاهدنا لاعبين يحترقون..
مستوى عالي جداً، أمام نجوم رسمنا لهم مساحة تغطيها هالة أكبر من الواقع.
يجب.. ويجب .. ويجب، أن يعاد النظر في الإستراتيجيات.
لمصلحة الرياضة السعودية ، وكل الأندية، بما فيها الهلال.
في أي وزارة رياضة جادة في العالم، عندما يخسر فريق من أنديتها بهذا الشكل المزري، بعد أن أخذ كل شئ من الإحترام، تجد المسؤلين، في النادي واتحاد الكرة، يقدمون استقالاتهم، ليبدأ التصحيح.. لتكون العودة مختلفة - أقوى - نخرج منها بمستويات ونتائج مشرفة.
هذا ليس مقالا إنطباعياً، بل هي ” رؤية ” أجزم أن فيها دلالات ومؤشرات، أتمنى أن تكون في الإعتبار - إذا أردنا أندية سعودية تنفذ - باقتدار - كل خطط القوة الناعمة.
وعلى الجمهور سبب، في تضخيم” الهياط” وإطلاق أوصاف على بعض اللاعبين.. أوصاف إضمحلت أمام نجوم العالم.
لم أر في حياتي جماهير عندما يفوز فريقها؛ تترك الإحتفال بالفوز والبهجة ، ويتفرغون “للطقطقة” على الفريق الغريم .. ثقافة عجيبة!
أو يخسر فريق غريم (كما يوم أمس للنصر أمام الإتحاد)، ويتفرغون له، ويتركون الإستعداد للأهم!
أو ينسون أنهم من الممكن أن يشربوا من نفس الكأس مضاعفاً.
لا نريد أن نبقى في هذا التفكير المنحدر.
لا ينقصنا إهتمام من الدولة..
ولكن ينقصنا، تدخل من أعلى الهرم، لتصحيح الوضع الرياضي.
يجب أن لا نستهين بهذه القوة الناعمة ، ولا بتأثيرها عالمياً.
يجب الإهتمام، باللاعب الوطني، ومن كل الأندية - غير معقول أن يمثلنا منتخب من نادي واحد أو اثنين أو ثلاثة.
يجب تقنين الصرف على استقدام اللاعبين لأجانب.
وغير معقول؛ إحضار حكام أجانب لينقلوا لبلادهم والعالم كيف هي القوة في الدوري السعودي، وحال العدل، والتأثيرات الخارجية على المباريات. ثم نخرج بالهدف المعاكس!
نريد - في النهاية - منتخباً وطنياً يمثله عناصر مشرفة، في العطاء والحماسة والقوة، والشكل..
نريد ثقافة جماهيرية مختلفة.
_____
أمامنا مكتسب عالمي - كأس العالم في قطر.. إذا استمر الحال كما هو الآن، بوضعيتنا الحالي؛ فلن نحقق شئ.
أعلم أنه لايمكن الحل السريع.
لا مكان للأمنيات، أو للكسل، أو اليأس؛ في التخطيط البعيد الناجع، والتحول من حال سائدة منذ سنوات، إلى خطط أكثر تطوراً وشاملة وعالمية.