صراع الأضداد
عبدالله الذيب *
أن من أعظم ما يفتت اللحمة الوطنية هو الصراعات ما بين أبناء الوطن الواحد لهذا كان صراع الأضداد هو أجندة خارجية لاستهداف الوطن في لحمته الوطنية, لن أتحدث عن فترة عام 1979 م وما قبلها وما بعدها بل سوف أركز على العشر سنوات الماضية وما حدث فيها من صراعات بين بعض المتطرفين من جهة و بعض المنحلين من جهة وكيف كانت هذه الصراعات عميقة وكادت أن تؤدي بشق صف المواطنين بسبب الفكر المتطرف الذي كاد أن يعصف بالرأي العام ويتشكل على أنه المنهج الصحيح وهو بالتأكيد غير ذلك لما ثبت من أدلة قاطعة على أصحابه ومروجيه ممن باعوا الوطن (بشنطة الأموال) والهدايا والعطايا المقدمة لهم من خارج الحدود لتحقيق أجندات سياسية الهدف منها زعزعة الأمن الداخلي والاستقرار والنماء والازدهار الذي تعيشه بلادنا تحت قيادة حكيمة سخرت كل الإمكانيات لحفظ الأمن وسلامة وصحة المواطن والمقيم على حد سواء.
أن خلق الصراعات الفكرية وصناعة الأحزاب ما هو إلا طريق أعداء الوطن لتفكيك لحمته الوطنية عندما عجزوا عن تفكيكها ببث الإشاعات والفتن لفترات طويلة جدا للتشكيك في القيادة والمواطنين, لهذا فإن الصراعات الفكرية بين الأضداد كانت المدخل الأقوى للمحاولة فنجد في فترة السبع سنوات ما بين عام 2010 و 2017 تقريبا تشكل نوع من الصراعات ما بين متطرف يمارس الغلو في الدين وبين منحل يمارس التحلل من القيم والمبادئ الإسلامية والعربية الأصيلة فما بين هذين الصراعين كانت الفتنة والتشرذم فكلاهما كان يبحث عن السلطة والقوة من خلال جذب أكبر قدر من الأتباع لفكرته ومنهجه الغير سوي والبعيد كل البعد عن الدين الإسلامي المعتدل.
أن الصراعات المذهبية والطائفية والفكرية لا تأتي بخير أبدا فهناك فرق كبير بين الحوار وتقبل الرأي وبين الصراع وفرض الرأي ليكون مدخلا لتفتيت اللحمة الوطنية وتشرذم المجتمعات ، التطرف الفكري سواء تطرف ديني أو تطرف يدعوا للانحلال دائما ما تبدأ بفكرة أو رأي ثم يتحول ذلك الرأي لقضية دينية أو فكرية ينشأ لها أتباع مغرر بهم لتتكون مجموعة تتبنى تلك الفكرة أو الرأي لتصبح سلوكا مجتمعيا ينساق نحو الفكرة أو الرأي المتطرف أو المنحل لترتقي بمثابة الهوية ثم السجال حولها لتتحول إلى التصنيف والصدام بين الأضداد وهذا بالضبط ما يريده أعداء الوطن الذين اتخذوا من الحمقى وسيلة لضرب اللحمة الوطنية.
أن الدعوة إلى منهج الاعتدال وتبنيه بين أبناء الوطن الواحد والبعد كل البعد عن الأفكار المتطرفة هو السبيل الوحيد للقضاء على كل متطرف ومنحل ونبذهم تماما من المجتمع وإبعادهم عن تولي أي مسؤولية، بل ومحاسبتهم على ما يقترفون من بث أفكارهم المسمومة والتفريق بين أبناء الوطن وإغواء العامة للبعد عن الاعتدال والوسطية التي هي منبع الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم.
عندما تتحول ثقافة الاعتدال إلى مسؤولية مجتمعية شاملة وراسخة سوف يتحقق السلم الحقيقي في المجتمع المترابط وتكون الثقافة السائدة هي حب الوطن والإخلاص له وقيادته وتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والتي بدأت باجتثاث الفكر المتطرف لهذا يجب علينا كمجتمع سعودي نبذ أي فكر متطرف أو منحل وعدم تأييد أصحاب الأفكار المتطرفة وكل من يؤيد ظهورهم في الإعلام أو الاستفادة منهم ومن تجاربهم السابقة المتطرفة باسم توبتهم المزعومة علينا نبذه أيضا فأن أصحاب الأجندات الخبيثة دائما ما يخلقون الصراعات بين أبناء الوطن وبرزوا هم على حساب الوطن وأبناء الوطن ونهبوا الأموال والثروات والمقدرات الوطنية.
الخاتمة: علينا الحذر كل الحذر ممن يخلق الصراعات بين أبناء الوطن الواحد في وسائل التواصل الاجتماعية مستغلا شهرته أو حسابه لتقسيم أبناء الوطن وتقريب كل إخواني أو متطرف باسم التوبة والدعوة لإبرازهم من جديد في الإعلام بحجة الاستفادة منهم هم العدو فاحذرهم.
* مستشار إعلامي