قصة صورة مع الأمير محمد بن سلمان.. ودلالات
كتب - عبدالله العميره *
المتابع سيتذكر هذه التغريدة :
“من إرشيفي
لقطة موثقة في إمارة الرياض يناير 2011
مع سيدي الأمير محمد بن سلمان
من أهم ما أعتز به في تاريخي الصحفي
منذ أمد وسموه قريب ومتفاعل مع الخبراء والخبرات في الديوان الملكي وديوان الإمارة في مدرسة سلمان بن عبدالعزيز
قصة الصورة وموضوع مرتبط بها وبمكانها؛سأطرحه قريباً في “بث”.”.
__________
هأنذا أكتب الآن بعضاً من ذاكرتي الصحفية، وأسعى إلى جمع مالدي ورصده في مذكرة / كتاب.
أرجو أن يصدر قريباً.
هي تجربة، ليست كتجربة الكبارممن سبقوني، أقدم مني علماً وخبرة.
إنما / أزعم أن تجربتي ثرية.
لو كانت الأضواء كافية، لكنت من أشهر المشاهير!
(أرجو منكم غض الطرف عن هذه النرجسية، ولا أعني بالنرجسية الأنانية والغرور، أوالتعالي، بل الشعور بالأهمية، ومن لايشعر بأهميته وفدرته على الإضافة في عمله، فلا أعتقد أنه شخص طموح وواثق في قدراته.. ومن لايشعر بأهميته هو من لايملك القدرة على التعلم والعطاء).
تعلمون بإرتفاع (النرجسية) التي أعنيها؛ عند الصحفيين والشعراء والأدباء والسياسيين، وحتى عند الطموحين ممن يملكون الموهبة ويريدون التقدم إلى الأمام.
وفي الصحافة؛ أعشق الشخصيات النرجسية المشاكسة.
طبعاً أقصد من يشعرون بأهميتهم.
والمشاكس / ليس المشاغب.
أعني بالمشاكس ، هو من دماغه ممتلئ بالإبداع..
بعكس المشاغب، دماغة فارغ إلا من المكائد والمصائب.
مع أن الفرق في المعنى الظاهر؛ يبدو متقارباً. إلا أن الواقع العلمي؛ هناك فرق كبير بين المشاكس والمشاغب.
للإيضاح؛ على سبيل المثال : الملياردير صاحب شركة الإبتكارات التقنية المعروف بيل غيتس، يعشق المشاكسين، ويحميهم من المشاغبين.
في ذلك الإطار؛ كل إنسان في داخله نرجسية من نوع خاص / كبير أو صغير. كل رجل أو إمرأة ، قي داخل كل منهما طفل صغير يريد أن ينطلق، يلعب.. يضحك، ويلهو اللهو البرئ، دون أن يٌحاسب على مكانه ومكانته ومنصبه.
ومن الصغر، يمكن تنمية النرجسية والمشاكسة، لإنتاج الإبداع.
صدقوني، حتى السياسيين الكبار، والعلماء الكبار، وكل الشخصيات الذين ترونهم مكفهرين، كلهم في داخلهم طفل صغير يعشق المرح والبساطة.
إنسان واثق، ممتلئ إبداع، يعشق البساطة.
وما الترسم - أحياناً-؛ إلا عملية؛ الغرض منها ضبط العلاقة.
هناك من تضحك معه وتتبسط له ، فيُسئ الفهم، ويُقل الأدب.
ومن الضرورة - أحياناً - أن لاتضحك مع كل الناس، ولا تكفهر في وجه من يفهمك ويحترمك.
__________
هذه المقدمة، قد يراها البعض بعيدة عن الموضوع.
لكنها خلاصة تجربتي مع الصحافة والإعلام، ولقآتي بالمسؤلين منذ 1403هـ إلى اليوم / يعني 39 عاماَ من العمل الصحفي.
والخلاصة:
لاعمل مميز ولا ابتكار مذهل الإنتاج؛ بدون شباب متحفز من النوع المشاكس المتطلع إلى القمة، تحيط بهم خبرات متطورة.
من يعتمد على الشباب فقط؛ قد يطول به الأمل، لكثرة الأخطاء. وقد تكون الأخطاء من فضاعتها؛ أن تعيد بنا إلى الوراء سنوات.
ومن يعتمد على كبار السن فقط دون إمتلاكهم خبره؛ فإن البطء في العمل والتردد سيفرض نفسه وسيكون أفضع من فكر الشباب المنفرد دون خبرة متطورة تسانده وتدفعه به وتطلقه إلى الآفاق الأرحب بأمان.
مسافة الخبرة.. والوصول للهدف
سأختصر المسافة .. من جريدة الرياض التي بدأت فيها وأمضيت بها سنوات طويله، ثم مدير تحرير في جريدة الإقتصادية، ورئيس تحرير مجلة parents في المجموعة السعودية .
قد يسأل أحد لم يقرأ بين الأسطر: ما أهمية أن تذكر سيرتك يا عبدالله العميره ، مع الموضوع؟
عند البعض؛ أنا معروف، وعند الكثير غير معروف.
أردت القول، أن ما سيمر من معلومات، ومالم أذكره، هو نتاج خبرة / علم وممارسة، أهلتني لأكون قريبا من المعلومة التي أرصدها.
اللحظة الكبرى في التغيير
عندما طلبني رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والنشر الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز ( أمير منطقة المدينة المنورة حالياَ). لأكون في المكتب الخاص لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان - الله يحفظه ( عندما كان أميراً على منطقة الرياض). كان ذلك في عام 2010.
لأكون مستشاراً لمجلة إمارة.. كان المشرف العام على المجلة الأستاذ الصديق الصدوق المخلص، عساف أبواثنين، وكان مدير العلاقات العامة بالإمارة - آنذاك - رئيساً على المجلة. وصرت بعد ذلك المعد والمحرر الأول والمستشار، ورئيس التحرير للمجلة.
كانت التكليفات الخاصة مع كبار المسؤلين تأتي لي مباشرة، وأيضاً مراجعة المجلة قبل عرضها على الأستاذ عساف، قبل العرض الأخير - أحياناَ - على (الملك / أمير الرياض).
كان العمل يجري في مكتبين: بمقر الإمارة / الدور الرابع، وفي مكتب المجلة بحي السفارات. بجانب هيئة تطوير الرياض / الهيئة الملكية حالياً.
وكان في نفس مبنى المجلة بحي السفارات مكتبين، أحدهما للأمير عبدالعزيز بن سلمان - وزير الطاقة حالياَ - ، مكلف ببعض الأعمال، ومكتب للأمير محمد بن سلمان يتابع فيه أعمال ” مسك” الخيرية.
ولكن مكتب الأمير محمد الرئيسي في مقر إمارة الرياض.
وبالقرب من هذا المبنى / في حي السفارات، يوجد مبنى هيئة السياحة، ورئيسها الأمير سلطان بن سلمان (رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، حالياً) .. المؤسس الأول للسياحة السعودية، والمؤسس الأول للفضاء في المملكة.
مهمة كبيرة للأمير سلطان، كلا القطاعين/ السياحة والفضاء يمثل كل منهما ركن في غاية الأهمية لمستقبل الإقتصاد لأي دولة متقدمة.
في الدور الثاني بمبنى إمارة الرياض، كان يوجد المكتب الرئيسي للأمير محمد بن سلمان .. بالقرب من مكتب الوالد ( سلمان).
وقد شهدت الكثير من المناسبات التي يحرص الملك ( أمير الرياض) على حضور الأمير محمد؛ ليشارك في الإجتماعات ويعطي رأيه.
من الواضح تركيز الملك / أمير الرياض، أن يتعلم الأمير محمد، وليكون قريباً من الوالد، يستشيره في كثير من الأمور.
وأيضاً حضور اجتماعات مع مسؤلين كبار يزورون المملكة من الدول الشقيقة والصديقة، أو مع المسؤلين في المملكة.
الملك سلمان - يحفظه الله - رجل دوله من الطراز الأول، وعمود رئيسي من أعمدة الدولة السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز- كبر وهو الرجل القوي المعتمد عليه - بعد الله..
تماماَ ، كما صار الملك ( سلمان) يؤسس في أبنائه، الحكم والإدارة والتأسيس لمستقبل وطن.
جميع أبناء الملك سلمان، تم تربيتهم تربية خاصة، بعيداً عن اللهو والفراغ.. جميعهم يحملون شهادات عليا.
الأمير محمد لم يظهر فجأة أو مصادفة
الأمير محمد بن سلمان المتمرس منذ بداياته في التعليم الجامعي، وانغماسه في هيئة الخبراء بالديوان الملكي، ثم التصاقه الشديد بوالده. كل ذلك أثر في حياته العملية.
إكتسب خبرة الكبار، وهو شباب.
فيه حيوية الشباب وانطلاقه الكبار، تحيط به عقول وخبرات.
الأمير محمد بن سلمان، لم يظهر فجأة، وصار ولياً للعهد دون تجربة وتمحيص.
سموه من أبرز خريجي مدرسة سلمان بن عبدالعزيز.
تلاميذ مدرسة سلمان لهم صفات خاصة، يحرص الأستاذ والموجه أن تتوفر فيهم:
النباهة، والذكاء، وبعد النظر، والثقافة، والمعرفة بالسياسة، والقدرة على التخطيط، وقوة الشخصية، والقدرة على اتخاذ القرار... وكل متطلبات الحاكم الأصيل.
والأصالة لاتُعلّم، بل هي إرث متأصل وجينات تتناقل من السلف إلى الخلف، مستمده من جذور راسخة في الحكم السعودي.
مشاهداتي لسمو الأمير محمد بن سلمان في الإمارة كثيرة، ولكن لقاءاتي الخاصة بسموه ليست كثيرة.
إرتباطات سموه وإنشغالاته كثيرة، منها أعمال سياسية، لانعرف تفاصيلها، وأخرى نراها في الإجتماعات والإستقبالت التي لاحد لها. وفي أعمال الخير.
وبالمناسبة، مدرسة سلمان بن عبدالعزيز تتضمن مناهج كثيرة وغزيرة، وتنقسم إلى عدة أقسام.
سياسية، وتاريخية، واجتماعية، وثقافية.
ومن أهم الأقسام: القسم الخيري.
فالأعمال الخيرية تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامات سلمان بن عبدالعزيز الحاكم السياسي المثقف.
فهو - حفظه الله - من أصَّل العمل الخيري في المملكة / جعله متأصلاً ومنظماً، ووضع له منهجاً من منطلق المنهج الإسلامي وما يتميز به من تكافل اجتماعي وتعاضد وترابط ومحبة. وفي هذا العمل توثيق للعلاقة بين أفراد الشعب. بالإضافة إلى كون العمل الخيري، واجب ديني.
التدريب؛ يمكن أن يكون أقرب وصف، يرتكز على التطبيق العملي في إدارة الحكم بمدرسة الملك (سلمان).
__________
أول مرة أشاهد فيها الأمير محمد بن سلمان بُعيد تعييني في الإمارة.
كنت ذاهباً إلى مكتب الأستاذ عساف أبو ثنين في الدور الرابع / الجناح الشمالي.
وفي الممر الطويل، شاهدته قادماً من بعيد..
طويل القامة، يسير بسرعة منضبطة، وهامته عالية .. كله هيبة ومهابة. وفي الوقت ذاته سماحة تريح قلب من يقابله.
( هيبة وسماحة) تدل على ثقة وقدرة وتمكن.
أنه الأمير محمد..
الممر ليس عريضا.
- صباح الخير، سمو الأمير
- أهلاَ، صباح الخير
مع نظرة سريعة متبادلة.
أُدرك أن سموه يعلم من أنا ومن أكون، ولماذا أنا هنا.
فقد صدر عن مجلة الإمارة أعداداً، ودوامي يومياَ.
ومن مهامي التي جعلتها على رأس الأجندة.
متابعة أخبار أمير الرياض وسمو نائبه / كان وقتها الأمير سطام بن عبدالعزيز - رحمه الله.
وأيضاَ أخبار الأمير محمد ين سلمان.
وجميع الأخبار والإجتماعات الرسمية لابد أن تجاز لنا.
واللقاءات بالشخصيات المختارة - من مسؤلين، وبخاصة محافظي المحافظات المتقاعدين.. كان لهم نصيب من التوجيه بالإهتمام واللقاء بهم لنقل تجاربهم - هذا الجانب يدخل في إطار الوفاء الذي يتميز به الملك سلمان.
في العمل الصحفي الرسمي
لم أشهد توجيها ، يقول أكتب هذا وأترك هذا.
إنها الثقة.. وبطبيعة الحال لابد أن تسبق الثقة فحص وتمحيص.
بعدها، تكون الإنطلاقة.
ولايمكن لصحفي أن ينطلق ويبدع بدون أن يعرف كل الخطوط والواجبات، ويكون ملماً بسياسة البلد العامة والخاصة، وما يدور في العالم.. وتأثير ما يكتب. وإلى أين يتم توجيه الخطاب الإعلامي.
بخاصة في عصر إنفتاح الفضاء الإعلامي.
نعم كان يوجد توجيه في اختيار الشخصيات وبعض الموضوعات.
إنما أعني، لايوجد، أبداً، تدخل في العمل الصحفي المهني، وطريقة معالجة الموضوعات صحفياً.
وإذا وجد، فإنها تكون إضافات من خبير.
سأذكر قصة، حول موضوع تم نشره في المجلة.
تم تكليف الزميل بدر الخريف من جريدة الشرق الأوسط، وهو من القدرات الإعلامية المشهودة. من أجل إعداد مادة تاريخية، وتضمن التقرير خطأ في تاريخ حدث مهم في المملكة / في إحدى معارك توحيد المملكة.
لم أنتبه، ولم ينتبه الأستاذ عساف للخطأ، وتم طباعة العدد.
لم يعرض العدد على (سمو الأمير) قبل الطباعة.
فقط (الأمير سلمان) المتابع القارئ والعارف بالتاريخ؛ إكتشف الخطأ.
طرح الرأي عليه - الله يحفظه - بأن ننشر تنويه في العدد المقبل.
قال: لا.
هذا يكشف الخطأ، ولايفيد.
أريدكم ، كتابة موضوع مستقل عن هذه المعركة بالتفصيل يتضمن التاريخ الصحيح، وتنشرونه كموضوع رئيسي.
وتم تكليف الزميل بدر، وتم النشر، وكان من الدروس المهمة في العمل الصحفي.
هذه واحدة من القصص التي تعلمت منها، وتدلل على مدى معرفة (سلمان التاريخ والمثقف)، بعمل الصحافة والإعلام.
وأعتقد أنكم فهمتم المقصد، والفرق بين التنويه بالخطأ، وطريقة ترسيخ المعلومة الصحيحة بعد أي خطأ.
هكذا هو فكر القائد السياسي..
والقصص كثيرة..
أذكر بعض ما أعرفه، وهناك من هو أفضل مني في المتابعة وأكثر قرباً، يرصدون سيرة ( الملك السياسي المثقف ).
__________
بعض المناسبات تحتاج تغطية وأخرى لاتحتاج / والمناسبات اليومية كثيرة جداً.
أما المشاهدات في المجلس والقصص والتقارير، هذا جزء من العمل الموثوق فيه، وأعلم به جيداً.
وبعضكم قد يتعجب.. أنه في تاريخي الصحفي ، لم أجد أسهل من العمل في مجلة الإمارة. رغم ما يعتقده البعض أنها رسمية الرسميات.
لأنني تشرفت بالعمل تحت مظلة مباشرة لرجل يفهم جيداً في الصحافة، وإلى أين يراد بالخبر..
والمشرف العام الأستاذ عساف أبوثنين؛ نعم الرجل العارف بالعمل الإعلامي.
كنت أعمل في أجواء من الحرية المطلقة والإحترام والثقة.
لاخوف من رئيس تحرير ، ولامدير تحرير تائه بين الظل وضوء الشمس.
في الإمارة، عملت تحت قاعدة / أو معادلة رائعة: ” خذ حريتك وتحمل مسؤليتك”.
وسأوضح لكم قائل الجملة ومعناها، لاحقاً / في هذا المقال.
__________
عموماً؛ لدي خلفية عن الإمارة والشخصيات فيها، وتراتيبة العمل، وجميع البروتوكولات.
وكان آخر توصية من الأمير فيصل بن سلمان، رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية، قبل الإلتحاق بالعمل في إمارة الرياض: ” لقد اخترتك دوناً عن بقية زملائك لهذه المهمة، هذه مجلتنا، فاحرص عليها”.
هذه التوصية، والرجل العظيم الذي كنا تحت مظلته، كانت لي مصدر دفع لإنجاز عمل مميز/ رغم ظروف البداية في المجلة، لم تكن مرضية لي / فنياً. لم تخرج بالشكل الذي أتمناه، إلى أن صار الإخراج في المجموعة السعودية، بدأ العمل يكون أكثر احترافية.
المسألة بالنسبة لي، كانت ثقة، ولابد أن أبذل قصارى جهدي أن أكون في مستوى الثقة.
ويشهد الله أنني لم أتزحزح مقدار أنملة عن طريق الثقة التي مُنحت إياها.
رغم مواقف وضعت فيها، بعد أن بدأ العمل يتجه إلى أعلى.
ولا داعي الدخول إلى تفاصيل - ممكن أن تفيد الصحفي المخلص - لكن هذا ليس وقتها..
__________
خرجت من الإمارة، بعد مغادر الأميرسلمان بن عبدالعزيز( الملك ) - حفظه الله - إمارة الرياض، بعد وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد - آنذاك - رحمه الله.
وبقية القصة المتعلقة بتعيين ( سلمان الأمير / الملك ) وزيراً للدفاع، وولياً للعهد، إلى أن صار - حفظه الله، ملكاً.. قصة معروفة للحاضر والتاريخ.
الملك سلمان، رجل غير عادي، قليل من الناس يعرف تفاصيل مذهلة.
ونشرنا في مجلة الإمارة قصصاً كثيرة، رواها لنا رجال تعاملوا مباشرة مع الملك سلمان.
تحدثوا عن ذكائه الحاد، وذاكرته القوية، وشخصيته، وهيبته، وثقافته العالية، ومعرفته وقربه من القبائل وجميع المواطنين. وإنسانيته، وحبه للخير.
ودقته في الوقت والعمل.. ليّن هين في كل ما فيه خير، وصارم في المواقف الصعبة.
رجل، لايتصنع حياته وحركاته وسكناته.
في داخله وعليه قوة جبارة وهيبة العظماء، وفيه بساطة المحب لكل المحبين.
ماذكرته في الأسطر السابقة عن الملك سلمان؛ مجرد عناوين بسيطة، تفاصيلها تحتاج إلى مجلدات.
شخصية فذة نادرة ، كل علوم الحكم إجتمعت في الملك سلمان.
كل ملوكنا فيهم الصفات الحكام النبلاء.
ولكن؛ الملك سلمان يتطابق تماماً مع صفات والده، الملك عبدالعزيز - رحمه الله ، المؤسس الموحد، صاحب التاريخ المشهود .
ومحمد لايشبه أحد؛ إلا والده سلمان، وجده عبدالعزيز.
وأنا شخصياَ شهدت قصصاً في مجلس ( الأمير سلمان ) وكتبت عن بعض تلك القصص تحت عنوان” في مجلس الأمير سلمان” في صحف عربية، منها حلقات متتالية في صحف مصرية. واطلع عليها الملك ( أمير الرياض) حينذاك ، وكافأني عليها - هذه المقالات والمكافأة، حدثت قبل العمل في الإمارة بسنوات / عندما كنت صحفياَ بجريدة الرياض.
حب للقيادة يرسخه الأباء
الملك سلمان - الله يحفظه، وجميع أبنائه عندي - كما عند المواطنين، ذوو قيمة ومنزلة خاصة، حبهم متمكن من القلب.
عززها والدي رحمه الله.
ووالدي من رجال الدولة، وكان قد ذكر لي ، كيف كان لقاءه الأول بأمير الرياض ( سلمان) عام 1400هـ، ليلاً في صحراء الدهناء.. ووالدي يقود دورية تجوب الصحراء، وفوجئ بـ ( بالأمير سلمان) في سيارة خاصة ( عادية ) في ذلك المكان دون سيارات حرس، يجوب المكان ليطلع على عمل رجاله بنفسه، وكان في ذلك الوقت حدث جهيمان في مكة، وأحداث حول المملكة.
وفي هذا الموقف قصة لوالدي مع أمير الرياض ( الملك سلمان) قد أذكرها في مجال ووقت آخر.
قصة الصورة
أما قصة الصورة.. فهي في لقاء صحفي بسمو الأمير محمد في مكتبه بالإمارة في يناير 2011.
طُلب مني إجراء لقاء مع الأمير محمد بن سلمان.. وتحدد نطاق اللقاء.
لمست فيه الرجل الواثق المتوثب الطموح..
ولولا أنه تم تحديد نطاق معين للقاء والحوار. لأمكنني الخروج من سموه بحوار تاريخي.
نحن الصحفيون، نعشق الرجل الواثق المتحدث الملم، ومن يملك معلومات، يخلق من اللقاء عمل صحفي مضيئ.
لكنني لم أنس أنني أعمل لمجلة رسمية .
مدرسة في الصحافة
وبمناسبة العمل الصحفي، ما لمسته وتعلمته خلال عملي بالإمارة، ربما يوازي كل ما مر علي في جريدة الرياض والإقتصادية وغيرهما، وكل ما درسته.
الملك سلمان، ليس مدرسة في السياسة والتخطيط والثقافة.. بل؛ أيضاً في الصحافة والإعلام.
مازالت العبارات والإشارات الكثيرة، منه - حفظه الله - حاضرة في ذهني.
كان يقول: - حفظه الله: ” خذ حريتك وتحمل مسؤليتك”
كان يفهم الصحافة وتأثيرها، ورجل عاشق للحرية الإعلامية - الحرية المسؤلة.
” خذ حريتك وتحمل مسؤليتك”..
كان يقول - يحفظه الله : “إعمل بحرية وكأنك مسؤول”.
ومن الإشارات البسيطة الدقيقة، قوله:
” لاتذكروا في تقاريركم، بتوجيه من أمير الرياض أو المسؤول فلان.. ركزوا على المشروعات، فإن الطبيعي أن وراء كل مشروع عظيم رجل عظيم”.
وكما كان يقول - حفظه الله : “ لايُحاسب من يخطئ، بل ممكن أن يُشكر.. فمن لايخطي هو من لايعمل.. ولكن لاتخطئ خطأ لايخطئ فيه الصغار، ولا تكرر الخطأ”.
هذا جانب يسيرمن مدرسة الملك سلمان بن عبدالعزيز في الإعلام.
وهذه إشارات - خبرتها - عن قرب بولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
__________
قريباً؛ سأكتب عن القائد سلمان بن عبدالعزيز.. المثقف، وكيف كان يجتمع بجميع أبنائه على الغداء كل يوم جمعه، ويتدارس معهم في شؤون الحياة، وحول كتاب.. ومكتبته العامره - كما رواها لي الأمير سلطان بن سلمان.. وعلاقته - حفظه الله بأبنائه، وعلاقة الأبناء الوطيدة ببعضهم - الله يحفظهم جميعاً - وعلاقتهم وبالشعب، وأسباب ترسخها في وجدان الشعب السعودي.
أرجو أن تسعفني الذاكرة ، وأن أجد ما خزنته من أوراق وصور.
وحديث سأذكره عن الأمير سلطان بن سلمان - في حوار مع سموه ، نشرت جزء منه على صفحتين بجريدة الرياض في يوم الأحد 3 ربيع الآخر 1438 هـ - 1 يناير 2017م.
الحوارعن سلمان الإنسان المثقف.. المحب للتاريخ والتواصل مع الناس.
وعن حكمته، وكيف يفكر، ونظرته البعيده، وقدرته العجيبة على مواجهة الصعاب، وكيف يجعل من أي موقف ، سهلاً، مهما كانت صعوبته..
الرجل الحاكم الحكيم الحليم ، يملك صبر أيوب، وشجاعة الفرسان العظماء.. أيايديه بيضاء للمستحقين ، وفيها سيف بتار لمن يخاصم السعودية وأهلها، والعرب والمسلمين، والحق بأي مكان..
المملكة عنده أولاً..
ولايمكن أن يقف أحد في وجهه.. حليم، حكيم، صاحب همة، ومقدام.
ولا يخاف في الله لومة لائم.
وينتصر بعون الله دائما، ويحقق ما يريدً .. إنتصاراً سريعاً، أوفي نهاية الأمر، مهما طال الأمد.
وهذا ما أراه في محمد بن سلمان. كما أراه في جميع أبنائه ممن تعاملت معهم عن قرب.
ومن متابعاتي وقراءاتي.
حفظ الله الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وجميع أبناء الملك سلمان.
وحفظ الله لنا الأسرة المالكة الكريمة.
وحفظ وطننا عزيزاً، وقائداً للأمة العربية .. والركن الركين للإسلام والمسلمين.
وحفظ الله الحرمين الشريفين، الظل الظليل والقوة العظيمة تحت راية التوحيد ( لااله إلا الله محمد رسول الله).
____________________
* المدير العام ، رئيس تحرير وكالة “بث” للأنباء