"تدخل أمريكا سيوسع الصراع"... تحذير أوروبي؟ أم ورقة مساومة؟

BETH – إدارة الإعلام الاستراتيجي
حين يقول الاتحاد الأوروبي إن تدخل أمريكا في الحرب مع إيران "سيُوسّع الصراع"، فهو لا يُحذّر ببراءة، بل يُرسل إشارة مركبة بثلاث نغمات: تحذير، ابتزاز، وطموح مؤجل.
هل هو تهديد؟
نعم… لكنه تهديد مغلّف بالدبلوماسية.
يعني: "إذا تحركتم بشكل منفرد – دون تنسيق معنا – فسنُحرّك نحن أوراقنا في الاتجاه المقابل."
أوروبا لا تملك قوة الردع العسكري الكامل، لكنها تملك أوراق الضغط الاقتصادية، وشرعية التوازن في المؤسسات الدولية.
هل هو ابتزاز سياسي؟
نعم، وبوضوح.
الاتحاد الأوروبي يقول ضمنًا لواشنطن:
"لا تقودوا حرب إعادة تشكيل المنطقة دوننا… لن نسمح بأن تُطبخ الغنائم في مطبخ أمريكي – إسرائيلي خالص."
الرسالة هنا تشبه عقلية أوروبا ما بعد الحرب الباردة:
"لا نريد الحرب… لكن إن حدثت، نريد حصة من نتائجها."
🏛️ هل هو تلميح لحلم استعماري قديم؟
هذا التصريح لا يخلو من رائحة الماضي…
أوروبا تتذكر أنها شكّلت حدود الشرق الأوسط ذات يوم، وتعرف أن "سقوط طهران" هو حدث يعادل سقوط بغداد ودمشق مجتمعَين.
فإذا تشكل النظام الإيراني الجديد:
من يُدير مرحلة ما بعد الثورة؟
من يُراقب الغاز والنفط؟
من يختار النخبة الجديدة؟
أوروبا تُدرك أن من يتأخر في هذه اللعبة… سيتسوّل موقعًا على الطاولة.
إذًا… ما المتوقع من أوروبا؟
🧩 السيناريو الأقرب:
استمرار التصريحات الرمادية:
أوروبا تُدين، تُحذّر، وتُعارض… لكنها لا تُوقف شيئًا.
دبلوماسية مزدوجة:
دعم غير مباشر لإسرائيل وأمريكا… مع الحفاظ على قنوات خلفية مع إيران، تحسّبًا لأي تغيير مفاجئ.
تأهب لما بعد السقوط:
مراكز الفكر الأوروبية بدأت بالفعل وضع سيناريوهات لإيران ما بعد خامنئي… تمامًا كما فعلوا مع العراق بعد صدام.
خلاصة BETH:
تصريح أوروبا ليس موقفًا أخلاقيًا… بل ورقة تموضع استباقي.
فالحرب تُغيّر خرائط النفوذ… وكل من لا يحجز كرسيه الآن، قد يجد نفسه واقفًا حين تُعاد التوزيعة.
🌍 هل الشرق الأوسط اليوم يشبه الأمس؟
1. “خريطة من ورق… في زمن الحديد”
أوروبا تُمسك خريطة الشرق الأوسط كما اعتادت،
لكن الخريطة اليوم مصنوعة من نار وحديد ووعي جديد…
فلا قلم يرسمها دون يد من الرياض، ولا حبر يُسكب دون توقيع من الإقليم.
2. “من لا يملك الأرض… لا يرسم السماء”
من لم يعد يملك قرار الأرض، لا يصوغ معادلات السماء.
والذين يظنون أن طهران مجرد ملف، سيكتشفون أن المنطقة أصبحت لاعبًا لا ملعبًا.
3. “الصمت ليس حيادًا… بل تخلٍّ عن المقعد”
تصريح أوروبا لم يكن اعتراضًا… بل اعترافًا بأنها خارج الدائرة.
في الحرب، لا يتقدم من يرفع صوته… بل من يملك موقعه حين تقترب الطاولة من النار.