إيران.. تفشي الفقر وكورونا يزيدان من إشتعال الإحتجاجات ضد النظام

بث: سلطت وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني في 21 ديسمبر/كانون الأول 2020 الضوء على جوانب مختلفة للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية الطاغية على المواطنين.
ونشرت صحيفة “آرمان” مقالًا بعنوان “لا تضيقوا الخناق على العمال أكثر من ذلك” وإذ أشارت فيه إلى أن القرارات المعادية للمواطنين والعمال والتي تتخذها الحكومات هي تصب في مصلحة أصحاب العمل التابعين للحكومة وذلك على حساب المجتمع العمالي كتبت تقول:
“يؤدي التضخم بنسبة 40% أو ربما أكثر، فضلًا عن انخفاض قيمة العملة الوطنية وقدرة التغطية المالية على الرواتب، إلى ظروف مؤسفة بالنسبة للكثير من أفراد المجتمع العمالي الكبير والهام ممن يحملون أعباء تمرير الأهداف الاقتصادية على أكتافهم وهم يقضون عيشهم اعتمادًا على عيش الكفاف”.
وتوفير الخبز من خلال الأقساط أو القروض من جانب فئة من المواطنين، يؤكد على حقيقة مرة وغير مسبوقة فرضها حكم الملالي على حياة المواطنين.
ويأتي ذلك بينما جعلت أزمة كورونا المواطنين يمرون بظروف عيش صعبة بشكل متزايد مما تمخض عن العطالة بالنسبة للكثير من العمال والشرائح الفقيرة والمحرومة بحيث فقدوا حدًا أدنى من الدخل كانوا يحصلون عليه قبل أزمة الجائحة.
وليست نتيجة هذا الوضع شيئًا سوى تفشي الفقر بين العمال وباقي الشرائح الفقيرة وانخفاض قدرتهم الشرائية من جراء التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة من طرف، وتسلموا كمية ضئيلة من الرواتب، أقل من خمس خط الفقر في معظم الحالات من طرف آخر.
وتشير صحيفة “كار و كاركر” إلى عجز العمال والمواطنين عن إقامة مراسم بسيطة بمناسبة “ليلة يلدا” (أطول ليلة بالسنة الايرانية) وهي تقام مرة واحدة في السنة وكتبت تقول:
“تكلف مائدة بسيطة لليلة يلدا، تضم كيلو من المكسرات بنوعية متوسطة، وثلاثة كيلو غرامات من الرمان، وبطيخ واحد بأربعة كيلو غرامات عائلة متوسطة مكونة من 3 أشخاص، مبلغ 249 ألف تومان.
يبدو أن الحفاظ على التقاليد لا يعود يعتبر أمرًا سهلًا بالنسبة لـ 65% من سكان البلاد. والعمال المتعاقدون أو الشاغلون في الورش الصغيرة المصابة بالتضخم لا يقدرون على إنفاق 300 أو 400 ألف تومان من أجل ليلة واحدة. كما أن هذه الفئة من العمال والمتقاعدين الذين يتسلمون الرواتب تحت 3 ملايين تومان شهريًا، لا يعودون يقدرون على التظاهر كالحادي بلا بعير” (صحيفة كار و كاركر، 21 ديسمبر/كانون الأول 2020).
ومن الواضح أن الحكومة المعادية للشعب ونظام الملالي يسعيان إلى إنفاق ومصادرة مصادر المواطنين من أجل ممارسة القمع، وما يترتب على إثارة الحروب في اليمن و لبنان والعراق وسورية؛ من تكاليف.
كما أن إمتلاء المؤسسات الحكومية والحكومة جيوبها بات أمرًا أشار إليه كاتب المقال لصحيفة “جهان صنعت” وكتب بصراحة:
“إن خطة الطريق الاقتصادي للحكومة دوّنت بشكل تحصل جراءه المؤسسات التابعة لها على مصالح هائلة. ورغم ذلك لا أثر من انخفاض الفقر والبطالة وتحسين أجواء العمل.


تزايد لهيب الإحتجاجات
في هذه الأيام نلاحظ نتيجة تلك السياسات تتجلى في احتجاجات مختلف الشرائح في البلاد على الغلاء والتمييز والاضطهاد.
وهي الاحتجاجات التي ألقت الرعب في قلوب كبار مسؤولي النظام وعملائه وجعلتهم يبدون ردود أفعال محذرين من أن تجاهل هذا الأمر من شأنه أن ينتهي به المطاف إلى تداعيات خطيرة للنظام.
تداعيات وصفها عنصر تابع للحكومة في صحيفة “مشرق” 26 أكتوبر/تشرين الأول 2020 تحت عنوان “حقل السخط الشعبي المليء بالأشواك” مذعورًا أن تقع شرارة في هذه الأشواك لتطال نيران السخط الشعبي نظام الملالي .
- تتواصل احتجاجات الشعب الإيراني المضطهد على سياسات النهب التي يمارسها زعماء نظام الملالي.
تشير التقارير من داخل إيران إلى استمرار الاحتجاجات في مدن مختلفة.
تجمع أصحاب الحوالات لشركة شاهين لصناعة السيارات يوم الثلاثاء 22 ديسمبر أمام مكتب مجلس المنافسة احتجاجا على طلب سعر السيارة.
وتجمع موظفين متعاقدين مشمولين لقانون تغيير وضعية المضحين امام مجلس شورى النظام.
وفي يوم الثلاثاء الموافق 22 ديسمبر، تجمع عمال مسرّحين عن البتروكيماويات في إيلام أمام مصنع البتروكيماويات وطالبوا بالعودة إلى العمل.
وفي الثلاثاء 22 ديسمبر، نظم تجمع احتجاجي لمهندسي التشييد بمحافظة البرز ضد عدم تحرير أجور المهندسين المشرفين وتراكم الأجور في حسابات غير شفافة للنظام الهندسي أمام المبنى المركزي لهيئة النظم الهندسية.
وأفادت مصادر إخبارية عمالية أن عمال مصانع الخرسانة في انديمشك يحتجون على عدم دفع رواتب ثلاثة أشهر، وصمت المسؤولين.
التظام يهدم البيوت
دمرت بلدية زاهدان منازل المواطنين، الثلاثاء 22 كانون الثاني، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.
وقال مواطن من زاهدان “هذه البيوت ورثناها من أجدادنا ونحن نعيش في هذه المنطقة منذ سنوات عديدة لكنهم لايسمحون تسمح لنا بالعيش والسكن فيها”.
وأضاف المواطن: “ألم يقل خميني إن الماء والكهرباء مجانيان، لا تشتروا منزلاً، نجعلكم مالكي المنزل؟ لا نريد أن يمنحنا خميني وخامنئي منزلا، بل طلبنا هو فقط ألا يدمروا منازلنا”.