أجنحة الجاسوسية الدبلوماسية… قصة رحمتي وكشف شبكة الاختراق الإيرانية

news image

✍️ وكالة BETH – تقرير تحليلي خاص

 

🔵 التسريب الكبير: اعتراف المقاول وكشف المستور

اعترف أبوذر رحمتي (42 عامًا)، المقاول السابق في هيئة الطيران الفدرالية الأميركية (FAA)، خلال جلسة في المحكمة الفدرالية بواشنطن، بتجسسه لصالح النظام الإيراني، بعد سنوات من العمل السري منذ عام 2017 وحتى 2024.

بحسب لائحة الاتهام الرسمية، استغل رحمتي عمله لاختراق قواعد بيانات حساسة تشمل:

أنظمة الرادار في المطارات.

مخططات الاتصالات الراديوية للطيران.

جداول ترددات الملاحة الجوية.

حمّل رحمتي أكثر من 175 جيجابايت من الوثائق السرية، ونقلها فعليًا إلى إيران عبر محركات تخزين محمولة خلال زيارة إلى طهران في أبريل 2022. جزء من المعلومات تم تسليمه شخصيًا لمسؤولين إيرانيين، وجزء آخر تم تهريبه عبر شقيقه المرتبط بأجهزة المخابرات الإيرانية.

 

🔵 شبكة السفارات… ذراع طهران في العالم

التحقيقات كشفت أن السفارات والقنصليات الإيرانية شكلت "محورًا لوجستيًا" لنقل البيانات الحساسة، مستغلة الحصانة الدبلوماسية التي تمنع التفتيش والملاحقة.

السفارة الإيرانية في واشنطن ضمت غرفة سرية مزودة بأجهزة فك تشفير وتنصت.

قنصليتا طهران في لوس أنجلوس ونيويورك عملتا كمراكز استقبال للملفات المهربة.

السفارات الإيرانية في برلين وروما وباريس كانت مسؤولة عن "فرز المعلومات" وإعادة تمريرها سرًا إلى إيران.

ورصدت تقارير أوروبية اجتماعات سرية في بروكسل، أنقرة، بغداد، ضمّت ضباط مخابرات إيرانيين متنكرين بزيّ دبلوماسيين، لتنسيق عمليات التجسس الإقليمية.

 

🔵 استغلال الحصانة الدبلوماسية: السلاح غير التقليدي

تسلط قضية رحمتي الضوء على استراتيجية النظام الإيراني التي تجمع بين:

اختراق داخلي: عبر تجنيد موظفين متجنسين ومتعاملين داخل مؤسسات حساسة.

غطاء خارجي: عبر استغلال البعثات الدبلوماسية لتمرير المعلومات وتخزين الأجهزة والوثائق المهربة.

ويحذر خبراء أمنيون من أن استمرار هذا النموذج، دون رقابة صارمة على البعثات الإيرانية، يعرض بنية الأمن القومي الأميركي والأوروبي لاختراقات مستقبلية أعمق وأكثر تعقيدًا.

 

🔵 دعوات إلى مراجعة اتفاقية فيينا: هل اقترب التغيير؟

في ضوء هذه الوقائع، تتزايد المطالبات في أوساط سياسية وأمنية غربية بمراجعة بنود اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية (1961)، التي تمنح البعثات الدبلوماسية حصانة شبه مطلقة.

وتدعو الأصوات الجديدة إلى:

تقييد حركة بعض الدبلوماسيين المرتبطين بأنشطة استخبارية.

تفعيل آليات الرقابة التقنية على بعض الأنشطة داخل البعثات المشبوهة.

تشديد إجراءات التفتيش على الحقائب الدبلوماسية في حالات الاشتباه القصوى.

 

🔵 رسائل عميقة من قضية رحمتي:

✨ الجاسوسية الحديثة لا تعتمد فقط على العملاء الكلاسيكيين… بل تستثمر "الهياكل الشرعية" للدول.

✨ الدبلوماسية أصبحت في بعض الأنظمة وسيلة اختراق… لا وسيلة حوار.

✨ معركة المعلومات الخفية أصبحت السلاح الأخطر في القرن الحادي والعشرين.

 

خلاصة تحليلية:

ما جرى كشفه في قضية رحمتي هو جزء بسيط من شبكة أكبر…
والسؤال الأخطر الذي يجب أن تطرحه أجهزة الأمن الدولية اليوم:
"كم رحمتي آخر يعمل الآن... دون أن يكتشف بعد؟"