حين تغرق القوى العظمى في مستنقعات الغرور

وكالة BETH – تقرير تحليلي خاص:
في عالم اليوم، لم يعد ميزان القوة يُقاس بعدد الصواريخ، بل بقدرة الدول على صياغة مستقبلها دون أن تسقط في مستنقع لا قاع له.
ومن يتأمل المشهد الدولي اليوم، يكتشف مفارقة لافتة:
أعتى القوى العسكرية تجد نفسها عالقة... تغرق في "شير ماء".
🔵 روسيا وأوكرانيا: الغرق في الوهم
دخلت موسكو أوكرانيا مدفوعةً بثقة زائدة، وعنتريات فارغة أحيانًا، دون خطة حقيقية لإنهاء الصراع سريعًا.
لكنها وجدت نفسها في مواجهة تحالف غربي معبأ، ودعم لا محدود لكييف، حوّل الحرب إلى نزيف سياسي واقتصادي مستمر.
السؤال الجوهري: هل أدركت روسيا أنها تورطت؟
رغم القوة العسكرية الهائلة، فإن الحرب في أوكرانيا تحولت إلى مستنقع استنزاف.
وكأن روسيا نسيت الدرس القاسي عندما تفكك الاتحاد السوفيتي دون إطلاق رصاصة واحدة.
في المقابل: هل تدرك أوكرانيا أنها مجرد ساحة لتصفية حسابات كبرى؟
لقد أصبحت أراضيها ميدانًا لتصارع القوى العظمى، فيما القابعون في قصور أوروبا يديرون المشهد عن بعد.
أوكرانيا اليوم أمام معادلة وجودية:
إما أن تعي أن السلام غنيمة، أو أن تستمر في النزيف حتى الفناء.
🔵 غزة وإسرائيل: الغرق في الرمال المتحركة
الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة تعدّ غير مسبوقة من حيث القوة النارية،
لكنها تفتقد إلى الانتصار الحاسم.
المقاومة الصلبة داخل غزة، إلى جانب الضغوط الأخلاقية العالمية،
جعلت إسرائيل تغرق أكثر في رمال القطاع المتحركة.
وهنا يطرح السؤال:
هل الغرق الإسرائيلي مجرد فشل ميداني؟ أم أزمة مشروع كامل فقدَ بوصلته؟
إسرائيل، التي ترى في الحروب ملاذًا تاريخيًا،
وتكره السلام بل لا تعرف معناه الحقيقي،
تواجه اليوم لحظة اختبار نادرة:
هل يظهر من داخلها نظام جديد يختار درب الأمن والاستقرار بدل العنف والتيه؟
أمريكا عبر الزمن:
من فيتنام، إلى العراق، إلى أفغانستان...
سلسلة إخفاقات لم تتم معالجتها جذريًا.
واليوم، مع عودة الرئيس دونالد ترامب، تبدو أمريكا أمام فرصة نادرة لإعادة تعريف قوتها:
فإما أن تتحول إلى راعية سلام حقيقية…
أو تواصل الدوران في فلك القوة الاستعراضية التي تترك خلفها فراغًا ومزيدًا من الأعداء.
لماذا تبدو أمريكا أمام مفترق طرق حاد؟
🔹 غدًا، مع انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات مع إيران،
🔹 يقف العالم على عتبة حاسمة:
إما أن تنجح واشنطن في فرض سلام حقيقي يضع نهاية للعبث الإقليمي والإرهاب العابر للحدود.
أو أن تستمر الدوامة، ويفقد الصوت الأمريكي بريقه العالمي تدريجيًا.
🔵
الغريب أن الضربات الجوية التي تشنها أمريكا ضد الحوثيين، رغم قوتها، لم تنهِ التهديد بشكل قاطع.
فهل هي ضربة صادقة، أم استثمار سياسي مؤقت في ورقة ضغط؟
قراءة رمزية:
"القوة العظمى ليست من يطلق الرصاصة الأولى…
بل من يكتب نهاية الحرب بشرف وذكاء."
خلاصة المشهد:
الدول العظمى بحاجة إلى مراجعة عميقة:
لا يكفي امتلاك القنابل… بل يجب امتلاك الرؤية.
🔵 العرب اليوم، والخليج تحديدًا بقيادة السعودية، أصبحوا أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على التمييز بين العناوين البرّاقة والحقيقة العميقة.
🔵 غدًا… سيتضح الكثير.
ملاحظات ختامية:
🌟 إذا أرادت واشنطن أن تستعيد مكانتها كاملة، عليها أن تتحدث بلغة جديدة .. حاسمة .. مفيدة. وإلا تفسح المجال لغيرها.
🌟الاعتراف بالخطأ خيرٌ من التمادي فيه، وتصحيح الخطأ دليل حكمةٍ وشجاعة… لا انتقاص فيه من الكرامة،
🌟على "الكبار"؛ احترام ذكاء العالم... وإلا سيغرقون في شبرٍ من الوحل، ولن يمدّ لهم أحدٌ يد العون.. الزمان ليس الزمان..
🌟السلام ليس ضعفًا، بل حكمة.
🌟السلامة ليست تنازلًا، بل غنيمة تنقذ الأوطان من الغرق.
✨ومضة
هل يمكن لدولة تغرق في "شبر ماء" أن تساهم حقًا في حل مشكلات غيرها؟