ميتـا في ورطة… هل انتهى زمن التطبيل الرقمي؟

news image

✍️ وكالة BETH – تقرير تحليلي

 

في وادي السيليكون، ليست كل الابتكارات تلمع إلى الأبد.

وهذه الأيام، يبدو أن عملاق التواصل الاجتماعي "ميتا"، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، يعيش لحظات ارتباك استراتيجي خانق، رغم كل البهرجة التسويقية.

 

🧨 فقاعة "الميتافيرس" التي انفجرت

راهن مارك زوكربيرغ على الميتافيرس باعتباره المستقبل… لكنه لم يجد جمهورًا حقيقيًا.

أنفقت ميتا أكثر من 50 مليار دولار على مشروع Horizon Worlds وغيره من البنى التحتية… والنتيجة؟ واقع افتراضي بلا جمهور.

الشركات انسحبت، والمستخدمون شعروا بالغربة، والأسهم اهتزت.

 

📉 الضغوط المالية والاقتصادية

رغم العائدات الهائلة من الإعلانات، تواجه ميتا تباطؤًا حادًا في النمو.

تسريح آلاف الموظفين، وتقليص الأقسام، والتركيز على "الكفاءة" كان بمثابة إعلان حالة طوارئ داخلية.

أما الأسهم؟ فقد شهدت تقلبات حادة، وفقدت الشركة أكثر من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية في 2022 وحدها.

 

🧠 الذكاء الاصطناعي… تأخرت في السباق

بينما تسارع مايكروسوفت (مع OpenAI) وجوجل في سباق الذكاء الاصطناعي، تبدو ميتا وكأنها تلهث خلفهم.

مشروع LLaMA – نموذج ميتا اللغوي – جيّد… لكنّه لم يغيّر قواعد اللعبة.

 

👥 أزمة الثقة والمحتوى

فضائح الخصوصية (مثل كامبريدج أناليتيكا) لا تزال تلاحقها.

واتساب أصبح منصة إشاعات في بعض الدول، وفيسبوك خسر شريحة واسعة من الجيل الجديد.

إنستغرام يواجه منافسة شديدة من تيك توك، وفقد بريقه كمنصة شبابية.

 

🧠 ومضة BETH:

"حين تحوّل ميتا الإنسان إلى صورة… ونسيت أن الصورة دون روح، لا تُقنع، ولا تُربح."

العالم تغيّر… وميتا لا تزال تُجادل في ميتافيرس لم يعترف به الواقع.

 

📌 خلاصة: لماذا ميتا في ورطة؟

لأنها:

راهنة على وهم تقني غير ناضج.

تأخرت في الذكاء الاصطناعي.

فقدت الجمهور الشاب، والثقة المجتمعية.

وأصبحت تدور في حلقة مفرغة من "استنساخ" المنافسين بدل أن تصنع شيئًا خاصًا.

 

⚖️ ما حكاية الدعوى القضائية ضد ميتا؟

في أواخر عام 2023 وحتى الربع الأول من 2024، واجهت ميتا دعاوى قضائية ضخمة من عدة ولايات أميركية، شملت:

 

📌 الجهات المُقاضية:

أكثر من 41 ولاية أميركية رفعت قضايا ضد "ميتا".

بقيادة كاليفورنيا ونيويورك وتكساس وفلوريدا وغيرهم.

 

📌 التهم الرئيسية:

استغلال نفسي للأطفال والمراهقين:

تُتهم ميتا بأنها صمّمت خوارزميات إنستغرام وفيسبوك بطريقة تُحفّز الإدمان السلوكي عند الأطفال.

اتُّهمت بأنها كانت تعلم الآثار السلبية على الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل… ومع ذلك تجاهلتها.

إخفاء الأدلة والتقارير الداخلية:

تسريبات كشفت أن الشركة كانت تعرف جيدًا أن "إنستغرام يُضعف صورة الفتيات المراهقات عن أنفسهن".

ومع ذلك، واصلت الشركة استراتيجيتها الربحية.

خداع المستخدمين وانتهاك خصوصيتهم:

يُقال إن الشركة ضلّلت المستخدمين الصغار حول أمان بياناتهم.

وخزّنت بيانات حساسة دون إذن واضح.

 

💣 لماذا هذا مهم؟

هذه القضايا ليست مجرد غرامات محتملة… بل قد تُغيّر طريقة عمل ميتا جذريًا.

يمكن أن تفرض المحكمة قيودًا على طريقة تصميم التطبيقات، أو تُجبر الشركة على فتح خوارزمياتها للتدقيق العام.

وإن ثبت تعمّد الإيذاء، قد يُفتح الباب لمزيد من الدعاوى الجماعية حول العالم.

 

🧠 ومضة BETH:

"عندما تصنع منتجًا يُدمنه المراهق…

وتربح من حزنه وخوفه…

فأنت لا تبتكر، بل تتاجر بالقلق الجماعي."

 

🎯 تفسير العنوان:

ما المقصود بـ "زمن التطبيل الرقمي"؟

"زمن التطبيل الرقمي" هو تعبير رمزي يُشير إلى مرحلة سادت فيها شركات التكنولوجيا الكبرى – مثل ميتا – حيث كانت تعيش على ضجيجٍ إعلامي وبهرجة تسويقية، أكثر مما تُقدّم من قيمة حقيقية.

ويمكن تلخيص هذا المفهوم في أربع ملامح أساسية:

1. التضخيم الإعلامي المبالغ فيه (Hype):

كل فكرة جديدة كانت تُسوَّق وكأنها ستغيّر العالم (مثل "الميتافيرس")،
حتى وإن لم يكن لها تطبيق واقعي ملموس أو جمهور فعلي.

2. التصفيق التلقائي من الإعلام والمستثمرين:

بمجرّد إعلان أي منتج، ترتفع الأسهم، ويبدأ التهليل الرقمي…
دون تقييم أو تجربة حقيقية للمضمون.

3. استخدام المصطلحات الرنانة لتغليف الفشل:

مثل: ابتكار، ثورة رقمية، مستقبل الواقع
لكنها في الحقيقة تُخفي خلفها منتجات باهتة، أو مشاريع غير ناضجة.

4. شركات تعيش على البهرجة لا القيمة:

تمامًا كمن يرتدي بدلة فاخرة، لكنه لا يحمل فكرة ناضجة واحدة.
مظهر مبهر… ومحتوى هشّ.

 

🧠 ومضة BETH:

"زمن التطبيل الرقمي…
هو حين تصنع الشركات ضجيجًا أكبر من قيمتها،
وتُبهر المستثمر قبل أن تُنقذ المستخدم،
لكن الزمن تغيّر…
والوعي ارتفع."