من يقود مستقبل الإختراعات العربية ؟

✍ عبدالله العميره
مقدمة:
يُقال إن الحاجة أم الاختراع، ولكن الواقع يكشف أن الحاجة وحدها لا تكفي.
الاختراع يولد حين تتلاقى الحاجة مع البيئة المحفزة، والإرادة الحرة، والدعم الحقيقي للعقول.
وفي زمنٍ هيمنت فيه الاختراعات الغربية والإنجازات اليهودية، يقف العرب اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة كتابة دورهم في سباق الحضارة.
فلماذا برع اليهود والعرب سابقًا؟ ولماذا غابوا؟ ومن يقود المستقبل الآن؟
لماذا برع اليهود في وقت؟
كان اليهود - خصوصًا في الغرب - يعيشون حالة تحدٍ دائم لإثبات الذات.
دعمت بعض الحكومات الغربية العقول اليهودية بوصفها موردًا علميًا قويًا.
انتشر التعليم بين اليهود مبكرًا، مع تركيز على الرياضيات والعلوم.
حظوا ببيئة حرة تشجع الاختراع، رغم المعاناة السياسية.
أبرز المخترعين اليهود:
يوناس سالك: مخترع لقاح شلل الأطفال.
جيرترود إليون: مطورة أدوية سرطان الدم.
باروخ بلومبيرج: مكتشف علاج التهاب الكبد B.
بول إرليخ: مكتشف علاج الزهري.
ولكن بالمقابل، كان لليهود أدوار مظلمة أيضًا:
🛑 مثل هندسة المذابح والهولوكوست، وتبرير سياسات عنصرية، وإشعال صراعات.
السؤال الباقي:
لماذا تبرز وسائل الإعلام الوجه الدموي، وتتجاهل من خدموا الإنسانية؟
لماذا توقف الإبداع اليهودي الظاهر؟
انتقال الأجيال اليهودية إلى حياة الرفاه قلل الحاجة إلى التحدي.
اندمجت النخبة العلمية اليهودية ضمن السياقات الغربية الكبرى، وفقدت تميزها كجماعة مستقلة.
تحولت كثير من الاستثمارات العلمية إلى أغراض عسكرية وسياسية.
ربما لم يتوقف الإبداع، لكنه أصبح أقل ظهورًا تحت مظلة شركات كبرى أو سياسات دولية.
لماذا غاب العرب؟
ضعف المؤسسات العلمية.
تراجع الحرية الأكاديمية والبحثية.
تهميش الابتكار مقابل التلقين.
سيطرة النزاعات الداخلية على الموارد والطموحات.
باختصار:
العرب لم يفتقروا إلى الذكاء… بل افتقروا إلى بيئة الازدهار.
وكيف بدأ العرب في العودة؟
اليوم، تظهر بوادر نهضة علمية عربية تقودها السعودية وعدد من الدول الطموحة، عبر:
الاستثمار الضخم في التعليم والبحث العلمي.
دعم المخترعين من سن مبكرة.
تعزيز ثقافة الابتكار والملكية الفكرية.
دمج التقنيات الحديثة في الرؤية الاقتصادية الوطنية.
أمثلة سعودية حديثة مشرقة:
عبدالله المزيعل: اختراع يجعل الطائرات غير مرئية للرادار.
مريم عطيف: ابتكارات صحية للأطفال.
سلمان بن وهف: ضمن أفضل 2% من علماء العالم.
شوق السماعيل: اختراعات متقدمة في الذكاء الاصطناعي والرصد الأمني.
✅ إنجاز وطني مشرف:
السعودية تحصد الجائزة الكبرى و124 ميدالية دولية في معرض جنيف 2025 للاختراعات.
هل الاختراع مرتبط بالحاجة فقط؟
🔵 الحاجة حافز أولي.
🔵 لكن بدون بيئة تدعم البحث العلمي، وحرية التفكير، وتمويل الابتكار، فإن الحاجة تبقى أمنية فارغة.
الاختراعات العسكرية… شر أم ضرورة؟
كثير من التقنيات التي غيرت العالم كانت بالأصل تطبيقات عسكرية (الإنترنت، GPS، الطائرات، الطاقة النووية السلمية).
الفرق الحقيقي هو كيف نستخدم الاختراع: للدمار أم للعمران؟
من يقود العرب إلى المستقبل؟
اليوم، تبدو السعودية مرشحة لأن تكون رائدًا عربيًا جديدًا في حقل الابتكار عبر:
الرؤية الوطنية الواضحة (رؤية 2030).
تمكين الشباب وتمويل المبدعين.
إنشاء مراكز أبحاث حقيقية لا وهمية.
التركيز على نقل وتوطين المعرفة لا مجرد استيرادها.
ومن خلال “ موهبة ” ومهمتها إكتشاف ورعاية الموهوبين والمبدعين في المجالات العلمية ذات الأولوية التنموية.
خلاصة:
🟢 الشعوب التي تدعم عقل المبدع وتمنحه الأمل والمساحة…
هي الشعوب التي تصنع التاريخ وتعيد تشكيل المستقبل.
🟢 العرب قادرون على العودة، ليس فقط لأنهم بحاجة إلى الاختراعات،
بل لأنهم يملكون اليوم الإرادة، والموارد، والرؤية.