هل يتجه العالم إلى الحلول بدل الحروب؟

متابعة وتحليل – وكالة BETH الإعلامية
1. غزة: وقف نار انتقالي أم بوابة للتفاوض؟
الموقف الإسرائيلي: أعلن رئيس الوزراء نتنياهو عن “وقف نار مؤقت” في غزة ليس للتهدئة العامة، بل لفتح ممر آمن للإفراج عن الطالب الأمريكي ألكسندر.
الدلالة: استخدام وقف النار كوسيلة ضغط تكتيكية يرسِّخ منطق “الحرب مقابل المكسب” بدلاً من وقف شامل يفتح الطريق لحوار سياسي.
الفرصة: إذا ما ربطت الجهات الدولية وقف النار بمفاوضات أوسع، قد يتجاوز الإجراء التكتيكي ويصل إلى آلية تبادل أسرى وتخفيف الحصار عن المدنيين.
2. كردستان: حل مسلّح لإنهاء الصراع
قرار حزب العمال الكردستاني: حلّ التنظيم المسلح وإنهاء الكفاح المسلح مع الدولة التركية، تمهيداً لنزع السلاح الكامل بحلول نهاية يونيو.
الدلالة: أول اعتراف رسمي بأن الحل السياسي يتطلب إسقاط السلاح كشرط أساسي لإعادة الاندماج المدني.
الفرصة: الانفراج يفتح الباب لمرحلة انتقالية تشمل مساراً ديمقراطياً للمطالب الكردية داخل الأطر الدستورية التركية، وتدخل الأمم المتحدة لتسهيل إعادة التوطين وضمان حقوق الأقلية.
3. واشنطن وبكين: تهدئة تجارية قبل اتفاق
الإجراء: تعليق جزئي للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً مع إطلاق “آلية حوار” لحل الخلافات.
الدلالة: الطرفان يعترفان أن “حرب الرسوم” أضرّت بالاقتصاد العالمي، فاختارا الحلول التقنية (الرسوم المؤقتة) بدلاً من المواجهة السياسية العنيفة.
الفرصة: يمكن أن تتطور الآلية إلى اتفاق تجارة حرّ يتجاوز القضايا الثنائية، ويتضمن إصلاحات في الملكية الفكرية وحماية الشركات متعددة الجنسيات.
4. الهند وباكستان: تهدئة هامشية مع تأجيل الحوار
التأجيل: الجيش الهندي أرجأ محادثات العمليات المشتركة بعدما بدا الهدوء قائماً على الحدود.
الدلالة: الهدوء الميداني وحده لا يكفي لبدء الحوار؛ تحتاج الثقة إلى ضمانات دولية ومراقبة مشتركة.
الفرصة: إدخال بعثة مراقبين أمميين أو آسيويين لتعزيز الثقة، وربط أي لقاء عسكري بضمانات رعائية من دول محايدة كالإمارات أو قطر.
خريطة الاتجاه العام
تكتيكات وقف النار تُستخدم كوسيلة ضغط مرحلية، لا كحلّ شامل.
تسويات تنظيمية (كما في كردستان) تمهّد لحقبة جديدة من الدمج المدني والحوارات السياسية.
الحروب الاقتصادية تتحوّل إلى “مفاوضات تقنية” بروح تجارية وليس عسكرية.
الحوارات العسكرية تحتاج إلى آليات رعاية دولية لضمان التزام الطرفين.
الرؤية المستقبلية
من الصعب التوصّل إلى حل نهائي عبر وقف نار أو تعليق رسوم فقط؛ فالمفتاح يكمن في آليات رعاية دولية تربط التهدئة المؤقتة بجدول زمني واضح للحوار السياسي، وتضع معايير قابلة للقياس (إفراج عن أسرى، انسحاب جزئي، فتح ممرات إنسانية، مراقبة دولية).
الانتقال من الحرب نحو الحلول يتطلب بناء ثقة متبادلة عبر إجراءات ملموسة أقل رمزية وأكثر تأثيراً في حياة المدنيين والشركات.
خلاصة: التهدئة المؤقتة بدأت تنتشر في ساحات النزاع: غزة، كردستان، ساحات الاقتصاد العالمي، وحتى بين جارين نوويين. لكنّها تبقى “وقف نار” مؤقت أو “تعليق رسوم” مرحلي حتى تتحوّل إلى سلام دائم يحتاج إلى شراكات رعاية دولية وضمانات قانونية وسياسية واجتماعية.