حلف المصالح المؤقتة

news image

إيران مع روسيا والصين.. تحالف الضرورة أم تحالف الغرقى؟

 

✍️ تحليل وكالة BETH

في السنوات الأخيرة، خاصة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين، برز الحديث عن "تحالف ثلاثي" يضم إيران وروسيا والصين. لكن، بعيدًا عن الشعارات الإعلامية، فإن قراءة هذا التحالف تتطلب فهمًا باردًا للمصالح المتباينة بين هذه القوى.

ماذا يعني هذا التحالف؟

هذا التحالف الظاهري لا يقوم على "عقيدة موحدة"، بل على مبدأ الضرورة والمناورة.

روسيا تبحث عن تعويض عزلتها الغربية، وتجد في إيران ممرًا للأسواق والمواجهة الرمزية للغرب.

الصين تريد إبقاء طرق الطاقة مفتوحة، واحتواء الاضطرابات المحتملة في الخليج التي قد تعرقل مبادرة "الحزام والطريق".

إيران ترى فيه فرصة لكسر العزلة الدولية وتثبيت النظام داخليًا عبر شرعية الحلفاء الكبار.

بمعنى آخر:
هو تحالف "احتياج مؤقت" لا "مصير مشترك".

 

هل سيعطل هذا التحالف المشروع الأمريكي تجاه إيران؟

جزئيًا نعم… ولكن ليس جذريًا.

واشنطن تدرك أن موسكو وبكين لن تخوضا حربًا من أجل حماية برنامج إيران النووي.

الضغوط الاقتصادية والعسكرية الأمريكية ستظل قادرة على التأثير، ولكن كلفة أي عمل عسكري أو عقوبات ستكون أعلى في ظل وجود داعمين كبار لطهران.

الرهان الأمريكي يتجاوز إيران: إنه رهان على الزمن، والعزلة، وإفشال استراتيجيات التحايل الإيراني لا المواجهة الكبرى.

 

هل سيؤثر هذا التحالف على موقف ترامب تجاه الصين؟

بالتأكيد سيؤثر.

ترامب يُنظر إلى الصين باعتبارها الخطر الاستراتيجي الأول، وليس روسيا.

أي تحالف تدعمه الصين مع إيران (ولو سياسيًا) سيُعزز توجه ترامب لتشديد العقوبات، الرسوم الجمركية، وربما المزيد من الانفصال الاقتصادي عن بكين.

باختصار: التحالف مع إيران سيسرع تصعيد ترامب مع الصين أكثر من روسيا.

 

هذا التحالف… هل سيحل المشكلات أم يعقدها؟

سيعقدها.

التحالف سيُطيل أمد الأزمات بدلًا من حلها.

كل طرف فيه يُحمّل الآخر طموحات متضاربة: روسيا تريد تصدير أزمات، والصين تريد استقرارًا محسوبًا، وإيران تريد تغطية مشروعها النووي والمليشيوي.

التضارب في الأهداف سينفجر عاجلًا أو آجلًا، خاصة إذا دخلت المنطقة في حرب أو حدث اختراق أمريكي - خليجي مهم.

 

إذا تم ضرب إيران… هل ستدعمها روسيا والصين؟

دعم سياسي ودبلوماسي قوي... لكن عسكريًا؟ مستبعد جدًا.

روسيا غارقة حتى أذنيها في المستنقع الأوكراني.

الصين تخشى أي تورط عسكري قد يهدد استقرار جنوبها المضطرب أو اقتصادها.

ستكتفي الدولتان بتصعيد اللهجة ضد واشنطن وتقديم دعم رمزي لإيران (شحنات أسلحة غير مباشرة، دعم في مجلس الأمن)، لكن دون الدخول في مواجهة مباشرة.

 

قراءة واقعية للواقع الراهن:

روسيا تسعى للبقاء، لا للانتحار العسكري مع إيران.

الصين تسعى للهيمنة الاقتصادية، لا للحروب المكلفة.

إيران تحاول استثمار الورقة الروسية والصينية لإطالة عمر النظام، لكنها تراهن على حلفاء لهم أولويات أخرى قد تتخلى عنها إذا تعارضت المصالح.