مفاوضات النووي... بين الخداع والحصار

✍️ وكالة bethتحليل خاص
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده أجرت "محادثات جيدة للغاية" مع إيران، وذلك عقب الجولة الثانية من المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
لكن في الجانب الآخر، عبّرت المعارضة الإيرانية عن مخاوف جدية من طبيعة هذه المحادثات، معتبرة أن النظام الإيراني يستخدم المفاوضات أداة للمماطلة وخداع المجتمع الدولي.
استراتيجية التأخير والتمويه
بحسب تحليل الدكتور مجيد رفيعزاده المنشور على موقع Gatestone Institute:
يعتمد النظام الإيراني على إطالة أمد المفاوضات لتفادي تقديم تنازلات جوهرية.
كل جولة جديدة تُستخدم لكسب الوقت ومواصلة تطوير القدرات النووية بعيدًا عن أعين المجتمع الدولي.
الوعود الشفهية والالتزامات المؤقتة، التي عادة ما تخرج بها هذه المفاوضات، تتيح للنظام مجالًا واسعًا للتحرك سرًا.
الاتفاق النووي 2015: تجربة سابقة لم تُستوعب
يشير رفيعزاده إلى أن:
إدارة الرئيس أوباما روجت لاتفاق 2015 بوصفه إنجازًا تاريخيًا.
مع ذلك، كشفت تقارير لاحقة أن إيران انتهكت بنود الاتفاق سرا، واستفادت من تخفيف العقوبات لتعزيز اقتصادها وتوسيع قدراتها النووية.
القيود المفروضة، مثل الحد من تخصيب اليورانيوم أو عدد أجهزة الطرد المركزي، لم تكن سوى قيود مؤقتة، انتهت دون منع إيران من استئناف أنشطتها بقوة أكبر.
مخاطر المفاوضات الممتدة بلا نتائج
يرى التحليل أن استمرار المفاوضات دون اتفاق صارم:
يشكل فرصة إضافية لإيران لمواصلة تطوير برنامجها النووي تحت ستار الدبلوماسية.
يزيد من خطر امتلاك النظام الإيراني لقدرات قريبة من السلاح النووي، وهو ما يهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
النظام الإيراني يُتقن لعبة "الشطرنج الدبلوماسي"، حيث يُظهر مرونة في التصريحات، بينما يواصل تعزيز مشروعه النووي في الخفاء.
الدعوة إلى سياسة أكثر صرامة
ينصح رفيعزاده بتغيير منهج التفاوض، مؤكدًا أن:
أي اتفاق جديد يجب أن يمنع إيران بشكل كامل من تخصيب اليورانيوم أو إعادة المعالجة النووية.
الاعتماد الكامل على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يعد مجديًا، خاصة بعد أن أظهرت بعض التقارير تهاونًا في التعامل مع انتهاكات إيران السابقة.
المطلوب سياسة تقوم على التفكيك الكامل للبرنامج النووي، وليس مجرد احتواء مؤقت.
الخاتمة
تؤكد المعارضة الإيرانية أن استمرار النظام في استخدام المفاوضات كغطاء، دون إجراءات رادعة، يمثل تهديدًا جديًا.
فمنح إيران المزيد من الوقت دون ضمانات قاطعة قد لا يُلغي الخطر، بل ببساطة يؤجله إلى مرحلة أكثر خطورة.
وبينما تظهر التصريحات الرسمية أجواء من التفاؤل، يرى مراقبون أن الواقع يستدعي قراءة أكثر حذرًا، مع اعتماد سياسات لا تترك للنظام الإيراني مجالًا آخر سوى التخلي الحقيقي عن برنامجه النووي.