ليلة الختام… أكثر من 4 ملايين مصلٍ في المسجد الحرام وتحري هلال شوال الليلة

news image

 

مكة المكرمة – بث

في مشهد إيماني مهيب، شهد المسجد الحرام، الجمعة التاسع والعشرين من رمضان، توافدًا غير مسبوق من المصلين والمعتمرين، بلغ عددهم أكثر من 4.1 مليون قاصد للبيت العتيق، لأداء صلاتي العشاء والتراويح وختم القرآن الكريم، وسط منظومة خدمية متكاملة، وإدارة ميدانية احترافية.

وبحسب الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، فقد بلغ إجمالي عدد القاصدين يوم أمس (4,117,669)، منهم (3,471,205) مصلٍ، و**(646,464)** معتمرًا، فيما استفاد أكثر من 135 ألف شخص من خدمات الإرشاد المكاني، وبلغ عدد مستخدمي العربات (28,202) شخص، ووزّعت (702,488) وجبة إفطار صائم، و42,000 عبوة زمزم، إضافةً إلى إزالة 270 من النفايات المرحّلة، بإشراف 13,260 من العاملين.

وتستخدم الهيئة تقنيات حديثة مزوّدة بحساسات متطوّرة لاحتساب أعداد القاصدين عبر المداخل الرئيسة للمسجد، بهدف رفع الكفاءة التشغيلية ومراقبة التدفقات البشرية بالتنسيق مع الجهات المعنية.

 

🌓 دعوة لتحرّي هلال شوال مساء اليوم

في السياق ذاته، دعت المحكمة العليا عموم المسلمين في المملكة إلى تحرّي رؤية هلال شهر شوال مساء اليوم السبت 29 رمضان 1446هـ، الموافق 29 مارس 2025م، سواء بالعين المجرّدة أو باستخدام المناظير.

وحثّت المحكمة كل من يشاهد الهلال على التوجه لأقرب محكمة لتسجيل شهادته، أو التواصل مع أقرب مركز لمساعدته في ذلك، كما دعت ذوي الخبرة والقدرة على الرصد إلى التعاون مع لجان الترائي في المناطق المختلفة، احتسابًا للأجر والمثوبة.

واختتمت المحكمة إعلانها بالدعاء بالتوفيق والسداد، سائلةً الله أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام، وأن يعيده على الأمة الإسلامية باليمن والإيمان والسلام.

 

السعودية… هندسة الحشود  

ما شهده المسجد الحرام في ليلة ختم القرآن، ليس مجرّد رقم قياسي، بل دليل عملي على القدرات السعودية المتراكمة في إدارة أعقد التجمعات البشرية في العالم.

أن تُدير أكثر من 4 ملايين إنسان في مساحة محدودة، وسط انسيابية، وراحة، وأمان، وخدمات متكاملة… فذلك فن سعودي فريد يمزج بين التقنية، والخبرة، والإيمان بالرسالة.

وقد اكتملت هذا العام أعمال التوسعة الكبرى للمسجد الحرام، بما في ذلك فتح كامل التوسعة الجديدة والساحات المحيطة والخدمات الذكية، لتستوعب الأعداد المتزايدة من المصلين والمعتمرين، وتمنحهم تجربة روحانية فريدة مفعمة بالطمأنينة والراحة.

من رمضان إلى الحج، ومن عمرة إلى عمرة… تقدم المملكة العربية السعودية نموذجًا عالميًا في "إدارة الحشود الهادئة"، حيث يُعامل الزائر كضيف، ويُقدّم له ما يفوق التوقعات، من لحظة الوصول حتى لحظة العودة.

وفي ظل رؤية السعودية 2030، باتت خدمة ضيوف الرحمن مسؤولية استراتيجية، تتكامل فيها الأجهزة، وتُستنفر لأجلها القدرات، لتثبت المملكة في كل موسم أنها ليست فقط حامية الحرمين… بل الحاضنة الرحيمة لأمن الناس وطمأنينتهم.