من يضبط التوازن؟

news image

🖋️  إعداد إدارة الإعلام الاستراتيجي – وكالة بث للأنباء 

 

السعودية... الهادئة التي تغيّر اتجاه الريح

في زمنٍ يعجُّ بالتحولات والصراعات، وحيث تتسابق العواصم نحو النفوذ أو التورط، تبرز المملكة العربية السعودية كعنصر نادر بوجودها، وثقلها: لا تبحث عن الضوء، بل تُضيء الطريق.

من أمريكا وروسيا، إلى روسيا وأوكرانيا، إلى أمريكا وأوكرانيا .. إلى لبنان وسوريا، ومن السودان ، إلى اليمن  ، ومن مفاوضات النووي إلى معادلات الطاقة، كانت الرياض هناك — لا بوصفها طرفًا في نزاع، بل بوصفها ميزانًا لضبط الإيقاع الإقليمي والدولي.

الحضور دون صخب

بينما تتصدر دولٌ عناوين الأخبار بالقصف أو التصريحات أو التحالفات الصاخبة، تتحرك السعودية بهدوءٍ محسوب.

لا تُعلن نواياها… لكنها تُغيّر الواقع.

لا ترفع الصوت… لكنها تُعيد تشكيل الموقف.

والمفارقة أن هذا الهدوء، لم يكن ضعفًا، بل هو مصدر الثقة.

شراكة استراتيجية… ولكن بحكمة

في الوقت الذي تُكثّف فيه الولايات المتحدة ضرباتها على أذرع إيران في اليمن ولبنان، تتعامل السعودية مع المشهد بـ لغة مختلفة:

فهي حليف موثوق، لكنها لا تتماهى مع أي تصعيد غير محسوب.

تقف مع واشنطن في وجه التهديدات، لكنها تحمي توازن الإقليم لا تفجّره.

تختار الصمت حين يكون الصخب خطرًا، وتُمسك بالخيوط حين تفلت من الجميع.

الحذر السعودي… قوة ناعمة لا تُرى

في عمق الأحداث، هناك ما لا يُقال:

السعودية تؤثّر دون أن تُستدرج.

وهذا ما يُربك خصومها. إيران، مثلًا، تُجيد قراءة الضربات العسكرية… لكنها لا تُجيد قراءة الصمت السعودي، ربما لأن إيران لاتفهم في صوت الحكمة وتأثير الحكيم..

تدرك أن هناك تنسيقًا وثيقًا بين الرياض وواشنطن.

لكنها لا تملك دليلاً يمكن أن يُستغل.

وهنا يكمن الذكاء السعودي.

نحو استقرار عالمي

لم تعد الرياض تتحرك فقط لحماية أمنها، بل أصبحت تُعامل كـ ضامن استراتيجي للاستقرار في المنطقة والعالم.

تدير ملفات معقّدة من فلسطين إلى أوكرانيا.

تنسّق مع القوى الكبرى دون ضجيج.

وتُدرك أن العالم لا يحتاج المزيد من النيران، بل من يُطفئها دون أن يُحرَق.

الخاتمة

السعودية اليوم لا تُقاس فقط بما تفعل، بل بما تمنع حدوثه. هي الهادئة… التي تُعيد رسم الخرائط. هي الرصينة… التي تُضبط بها المعادلات. هي التي تقف في الظل، بينما يدور الضوء حولها، وتضئ بحكمتها  الأرض.

ومن يضبط التوازن… يُعيد كتابة التاريخ، حتى وإن لم يُعلن ذلك.

 

🧭 بإشراف: عبدالله العميره – مدير الوكالة