"رابطة الصحافة البحرينية" في لندن وعبث الإرهاب ضد البحرين
غياب بيان من رابطة الصحافة البحرينية بشأن التحقيق مع سعيد الشهابي وسيد الوداعي يثير تساؤلات حول أجندتها ومن يمولها
تقرير كتبته - عهدية أحمد السيد
البحرين - رغم التحقيقات الجارية مع سعيد الشهابي وسيد أحمد الوداعي في قضايا تتعلق بدعم شخصيات مصنفة إرهابيًا وتمويلها من قبل النظام الإيراني، تلتزم "رابطة الصحافة البحرينية" التي تتخذ من لندن مقرًا لها، الصمت التام حيال هذه القضية. اللافت أن عضو مجلس إدارة الرابطة، عباس بوصفوان، أصدر كتابًا يمجد فيه سعيد الشهابي ويبرز علاقاته الوثيقة بإيران وقاسم سليماني، ومع ذلك لم يصدر أي موقف من الرابطة تجاه الإجراءات التي اتخذتها سكوتلاند يارد بشأن التحقيق مع الشهابي.
هذا الصمت يثير تساؤلات كبيرة حول أجندة الرابطة والمصالح التي تحرك مواقفها. ففي الوقت الذي تدعي فيه الرابطة أنها تروج لحرية التعبير، لا نجد لها أي موقف يدافع عن حق سعيد الشهابي في التعبير عندما امتدح قاسم سليماني، أو حتى تعليقًا يوضح ما إذا كانت تعتبر تمجيد الشهابي لسليماني جزءًا من حرية التعبير التي تزعم الدفاع عنها.
إذا كانت الرابطة ترى أن ما قام به سعيد الشهابي هو حرية تعبير، فلماذا لم تخرج للدفاع عنه أو إصدار بيان يبرر موقفها؟ أم أن هذا الصمت يعكس دعمًا ضمنيًا لما قاله الشهابي، ويكشف أن خطاب الرابطة حول حرية التعبير ليس سوى غطاء لأجندات أخرى؟
تخضع "دار الحكمة" و"مؤسسة أبرار الإسلامية"، وهما منظمتان يديرهما سعيد الشهابي، لتحقيقات من قبل وحدة التحقيق المالي الوطنية لمكافحة الإرهاب. يأتي ذلك بعد تقديم ملف يحتوي على معلومات تشير إلى ارتباط المؤسستين بجماعات مدعومة من إيران.
في الوقت الذي تلتزم فيه رابطة الصحافة البحرينية الصمت، نشر عباس بوصفوان، عضو مجلس إدارتها، كتابًا يتناول مذكرات سعيد الشهابي، حيث أشاد فيه بدور الشهابي وعلاقاته بالحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني. ومع ذلك، لم تصدر الرابطة أي موقف يوضح ما إذا كانت ترى أن تمجيد شخصيات مصنفة إرهابية يدخل في نطاق حرية التعبير التي تروج لها.
بعد هجمات 7 أكتوبر 2024 التي نفذتها حركة حماس بدعم من إيران، كتب الشهابي منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تشيد بـ"انتفاضة الفلسطينيين"، وهو ما اعتبره مراقبون دعوة علنية لدعم الجماعات الإرهابية. ولم يصدر عن الرابطة أي تعليق على هذه التصريحات أو ما تضمنه الكتاب من تمجيد لسليماني.
تشير التقارير إلى أن الشهابي قدم رسالة مصورة عام 2021 خلال فعالية نظمتها "الوفاء"، الجناح السياسي لكتائب الأشتر، وهي جماعة بحرينية مصنفة إرهابيًا من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
أكدت شرطة لندن أنها تلقت بلاغات في أبريل تتعلق بتمويل إرهابي محتمل وانتهاك للعقوبات الاقتصادية. وأحالت القضية إلى وحدة مكافحة الإرهاب، حيث يتم فحص الأدلة لتحديد ما إذا كان من الضروري فتح تحقيق رسمي.
رغم إعلان رابطة الصحافة البحرينية أنها تدافع عن حرية التعبير، إلا أن مواقفها السياسية وانحيازها لجماعات معادية للبحرين أثارت تساؤلات حول أهدافها الحقيقية ودورها في تأجيج الفتنة ، نشر اخبار كاذبة عن البحرين ومحاولات لقلب نظام الحكم في البحرين. وجود عضو مجلس إدارتها الذي يمجد الشهابي وقاسم سليماني في كتابه، يزيد من الشكوك حول طبيعة عمل الرابطة وارتباطاتها.
الجدير بالذكر أن أعضاء مجلس إدارة الرابطة هم عادل مرزوق رئيسًا، وندى الوادي نائب الرئيس، وحسين مرهون عضو مجلس إدارة، وعباس بوصفوان عضو مجلس إدارة، ومحمد السواد عضو مجلس إدارة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: من يمول رابطة الصحافة البحرينية؟ ومن الذي يدفع رواتب أعضائها ويدعم أنشطتهم؟ رغم عدم وجود شفافية واضحة حول مصادر التمويل، تشير تقارير إلى وجود علاقات تربط الرابطة بمؤسسات مثل "أبرار الإسلامية" و"دار الحكمة"، والتي يُعتقد أنها تمول جماعات كحزب الله وحماس. تظهر السجلات المالية أن "دار الحكمة" تمتلك أصولًا تقدر بحوالي 4 ملايين جنيه إسترليني، بينما تمتلك "مؤسسة أبرار الإسلامية" أصولًا تفوق 16 مليون جنيه إسترليني، ما يجعلها واحدة من أغنى الجمعيات الإسلامية في لندن.
مع تصاعد الدعوات في أوروبا لملاحقة الجماعات التي تروج للتطرف، تزداد المطالب بفتح تحقيق رسمي في أنشطة رابطة الصحافة البحرينية، ومحاسبة أعضائها على ارتباطاتهم المشبوهة. إن تمرير كتاب يمجد شخصيات على صلة بإيران، مثل سعيد الشهابي، يكشف توجهات الرابطة، ويؤكد أنها أصبحت أداة لترويج الفكر المتطرف، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن البحرين ودول الخليج.
سعيد الشهابي المنفي هو زعيم - ما يسمى " حركة أحرار البحرين " ، يعيش في بريطانيا منذ حصوله على اللجوء السياسي عام 1985. يشغل الشهابي منصب أمين في مؤسستي "أبرار الإسلامية" و"دار الحكمة"، ويعد شخصية محورية في الشبكات المؤيدة لإيران في لندن. تربطه علاقات طويلة الأمد بالنظام الإيراني، وسبق أن كشفت تقارير أن الحكومة الإيرانية دفعت الرهن العقاري لمكتبه في لندن.
سيد أحمد الوداعي هو شخصية بارزة أخرى في المؤسستين، ويعرف بنشاطه المعارض للحكومة البحرينية. تم تصويره في مايو الماضي وهو يشارك في اعتداء على معارضين للنظام الإيراني في لندن، ما أدى إلى إصابة أحد الضحايا بجروح خطيرة. يُتهم الوداعي أيضًا بدعم جماعات مصنفة إرهابية ومدعومة من إيران، مثل حزب الله وحماس.