نحن في صناعة إسعاد البشر

news image

 


 

محمد بن جمعان السفياني

وبدون مقدمات طويلة، وبإختصار شديد، نحن في وطن نفخر به، ونفخر بقادته، ونفخر بشعبه، إبتداءً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الوالد والقائد وسلامنا وآماننا، إلى ولي عهده الأمين الأمير محمد أمير الشعب والرؤية، وصعودنا وطموحنا وتقدمنا، إلى الأمراء والوزراء وأصحاب المعالي والسعادة وكل مواطن ومواطنة. ودائماً ماينحت التاريخ أفذاذ يبقون في صفحاته، ويستوطنون قلوب محبيهم، ودائماً مايفوز أصحاب التميز بالإبداع بالبقاء كنجوم بين المنافسين، ومملكتنا الحبيبة تنجب الأفذاذ دوماً. وأحد هؤلاء الفضلاء هو صاحب مقولة عنوان المقال، والذي طلّ علينا كخّيال في برنامج مخيال، وهو الذي كسر قواعد المألوف دون قصد منه، ففيه الشئ ونقيضه، كان فقيراً في صغره وغني بالأخلاق النبيلة، عاشق للغة العربية وشغوف بها ومتقن ومترجم للإنجليزية، طالب العلم في الصباح والمعلم لإخوته وجيرانه في المساء، قارئ للقران الكريم في مدرسة والدته بالمنزل وحارس مرمى محترف في كرة القدم، المولود في بيت سعف النخيل والخريج من الجامعة الأمريكية، عمل كمراسل وكان ذكي لبق، وعمل كمترجم وكان متمكن حذق، وعمل في إدارة التحرير الصحفي، وكان ممثل الشركة في الجهات الحكومية وكمتحدث رسمي، وعلى الرغم من أنه خريج العلوم السياسية إلّا أنه ترأس أكبر شركة بترول عالمية، مهندس الفكاهة ومديرالأزمات، الحازم العاطفي والعنيد المنطقي، هو الإنسان والقائد والمدير الذي أدار شركة لا تحتمل الخطأ تماماً بإدارته للجهود وقيادته لها، لتكون مُحَفزَة ثم معطاءة بشغف في مختلف قطاعات أرامكو السعودية وبتفوق ونجاح. فترة رئاسته كانت الأطول بين الرؤساء، وهو الحاصل على العديد من الجوائز والمراكز المتقدمة، ، كان كثيراً ما يبدأ حديثه على خشبة المسرح بعد حرارة  التصفيق والحفاوة من الحضور بإبتسامته المتفائلة والتي تشعرك أن كل شئ يسيرعلى أكمل وجه، وحينما اراد أن يغرد خارج السرب ويبدع خارج أسوار أرامكو خرج لنا بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، ليمجد ثقافة حب الحياة واعمار الأرض، وحين خرج محاضراً خارج المملكة قال الجملة الشهيرة الخالدة والمؤثرة والتي لو لم يقل غيرها لكفى لنا أن نصفق له تقديراً وإجلالاً وهي "We are in the business of making people happy" 
هو المحب للتحفيز والتأثير وكثرة التفكير، لذا هو صياد ماهر بسنارته، وقناص متأهب للفرص بحدة ذكاءه، يحب أن يُخرج المارد من القمقم، لهذا هو فريد من نوعه، أ. عبدالله هو قصة كفاح ومسيرة عطاء, يجيد الذكاء العاطفي والإجتماعي بشكل مذهل، ويجيد التفاوض بإحترافية، وخير دليل على ذلك قصته الشهيرة مع الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات اليابانية الذي خصم في إحدى المفاوضات لتنفيذ عمل لأرامكو ما يقارب 60 مليون ريال سعودي بسبب رسالة تلقاها من أ. عبدالله بها مرسام ومكتوب على الظرف من فلان إلى فلان ولم يكن سر ذلك الخصم الكبيرمقابل الرسالة التي لا تتعدى تكلفتها أصابع اليد من الريالات، ولكن القيمة التي وصلت الى السيد الياباني هي التي قرأها أبو منذر بشكل  مسبق في الثقافة اليابانية عامةً وفي هذا الرئيس التنفيذي بشكل خاص ثم أحسن التعامل معها ليصل الى هدفه.
يقول أ. عبدالله أن له أعوام وهو يعمل على كتاب له كمذكرات، وأقول له أنه ذكرياته حية في قلوب من عرفه، وجهوده تُذكر وتشكر، وآثر نجاحه مازال شامخ يثري كل من يمر بجانبه، وبصماته الإنسانيه النبيلة مازالت باقية، وأن التاريخ هو من سيكتب عنه وقد فعل، ومجازاً كما قالت إدارة أرامكو السعودية لمن قبلها:
Thank you so much for your support and effort, but now we can manage it very well.

 
وقد فعلتم ذلك أيها الأفاضل، وكما أن في الأيام جمعة، فإن في المتميزين عبدالله جمعة.