إصدار جديد لمؤسّسة الفكر العربيّ عنوانه "لن يكون العالم كما كان"

news image

 

بث:
بمشاركة مجموعة من المفكّرين والخبراء البارزين، وتحت إشراف كلّ من برتران بادي ودومينيك فيدال، وترجمة نصير مروّة، صدر حديثًا عن مؤسّسة الفكر العربيّ، كتاب "أوضاع العالم 2023: لن يكون العالم كما كان " ليقدّم رؤية معمّقة حول التحوّلات التي شهدها عالمنا المعاصر والمبادئ الجديدة التي تقوم عليها العلاقات الدوليّة. الكتاب يتناول بشكل رئيسي التأثيرات الجذريّة التي أحدثتها العولمة في سياسات الدول والعلاقات بين الأمم، ممّا يفرض على المجتمع الدوليّ، من السياسيّين والمفكّرين والجماهير، فهمًا جديدًا للتحدّيات التي نواجهها اليوم.

يطرح الكتاب قضيّة محوريّة تقوم على أنّ عالم اليوم لم يعد كما كان في الماضي. لقد تغيّرت أساسيّات العلاقات الدوليّة، ولم يعد النموذج التقليديّ المتمثّل في "الدولة-الأمّة" هو الحاكم في الساحة الدوليّة. فقد أسهمت العولمة في تغيّر مفهوم السيادة والحدود وأدّت إلى حالة من الترابط والتشابك بين الدول، حيث أصبحت القضايا المحلّية مثل الهجرة والأوبئة والتغيّرات البيئيّة تؤثّر على الجميع بلا استثناء.

يتناول الكتاب أيضاً التغيّرات الجوهريّة في أنماط النزاعات الأمنيّة، فقد ظهرت "حروب غير متماثلة"، وصراعات جديدة لا تقتصر على النزاعات التقليديّة بين الدول، بل تشمل أيضًا التحدّيات الاقتصاديّة والبيئيّة والصحّيّة التي تهدّد استقرار العالم بأسره. هذه التحوّلات تطرح تساؤلات جديدة حول كيفيّة مواجهة اختلالات الأمن، خاصّة في ظل الحرب الأوكرانيّة الروسيّة، التي ألقت الضوء على تحوّل كبير في التوازنات الجيوسياسيّة.

هذا وتبرز أحدى الدعوات الرئيسيّة في الكتاب إلى ضرورة الخروج من أسطورة "العود الأبديّ للتاريخ"، وهي النظريّة التي ترى أنّ التاريخ يتكرّر وفقًا لنماذج ثابتة. بدلاً من ذلك، يُشجّع الكتّاب القارئ على استخدام عدسة جديدة لفهم هذه التغيّرات وإيجاد حلول تتماشى مع الظروف المُستجدّة. كما يسلّط الكتاب الضوء على الظهور الجديد للشعبويّة والعودة المحتملة للانقسامات الدينيّة التي قد تؤدي إلى نزاعات جديدة، خاصّة في المناطق التي تشهد تغييرات جذريّة مثل الشرق الأوسط.