تقرير: الانتخابات الأمريكية.. والمتنافسان

news image

 
بث
الانتخابات الأمريكية هي عملية انتخابية تتم في الولايات المتحدة الأمريكية لاختيار المسؤولين السياسيين في مختلف المناصب الحكومية على جميع المستويات: الفيدرالي، والولائي، والمحلي. وتعتبر الانتخابات الأمريكية من أهم الأحداث السياسية في العالم نظرًا لتأثيرها الكبير على السياسة العالمية. في هذا التقرير، سنعرض نبذة عن النظام الانتخابي الأمريكي، أهم الانتخابات التي تُجرى، وأبرز القضايا والتحديات المتعلقة بها.

 

1. النظام الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية:


الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على النظام الانتخابي الفيدرالي، حيث يُنتخب المسؤولون على مستويات متعددة، وتُجرى الانتخابات في فترات زمنية مختلفة:

أ. الانتخابات الرئاسية:
التاريخ: تُجرى الانتخابات الرئاسية كل 4 سنوات، في أول يوم ثلاثاء من شهر نوفمبر.
طريقة الانتخاب: يتم انتخاب الرئيس ونائبه من خلال مجمع انتخابي وليس مباشرة من الشعب. يتكون المجمع الانتخابي من 538 عضوًا، ويتم توزيع الأصوات الانتخابية بين الولايات وفقًا لعدد السكان.
الشرط: لكي يفوز المرشح، يجب أن يحصل على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي (270 صوتًا على الأقل).
المنافسة: الانتخابات الرئاسية عادة ما تقتصر على الحزبين الرئيسيين: الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، لكن قد يدخل مرشحون مستقلون أو من أحزاب صغيرة.
ب. الانتخابات التشريعية (الكونغرس):
الانتخابات التشريعية تُجرى لانتخاب أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

مجلس النواب: يتكون من 435 عضوًا يتم انتخابهم كل سنتين.
مجلس الشيوخ: يتكون من 100 عضوًا، يتم انتخاب ثلث أعضاء المجلس كل ست سنوات.
ج. الانتخابات المحلية:
تُجرى على مستوى الولايات والمقاطعات لانتخاب حكام الولاية، وأعضاء المجالس التشريعية المحلية، والعديد من المناصب الأخرى مثل العمداء أو القضاة.

2. العملية الانتخابية:


الانتخابات الأمريكية تتم على عدة مراحل:

الترشيحات: يبدأ كل حزب سياسي في اختيار مرشحيه من خلال الانتخابات التمهيدية أو المؤتمرات الحزبية. في الانتخابات الرئاسية، يتعين على كل حزب تحديد مرشحه للرئاسة في هذه المرحلة.

الحملات الانتخابية: بمجرد اختيار المرشحين، يبدأ كل منهم في حملة انتخابية مكثفة للحديث عن رؤيته وبرامجه السياسية. الحملات تشمل المناظرات، الإعلانات التلفزيونية والإذاعية، والظهور في الفعاليات العامة.

التصويت: يحق للمواطنين الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر التصويت في الانتخابات الفيدرالية والمحلية. يمكن التصويت عبر البريد أو شخصيًا في مراكز الاقتراع.

فرز الأصوات: بعد يوم الانتخابات، تبدأ عملية فرز الأصوات في مختلف الولايات. في الانتخابات الرئاسية، يتم إعلان نتائج المجمع الانتخابي بعد أسابيع من التصويت.

 

3. أهم القضايا المتعلقة بالانتخابات الأمريكية:


الانتخابات الأمريكية تواجه عدة قضايا وتحديات، أبرزها:

أ. التصويت والتسجيل:
في بعض الولايات، يوجد صعوبة في الوصول إلى مراكز الاقتراع، أو قيود على التسجيل للتصويت، مما يؤثر على نسبة المشاركة في الانتخابات.
قوانين الهوية الانتخابية في بعض الولايات، التي تتطلب تقديم بطاقة هوية محددة، قد تكون عائقًا أمام بعض الفئات الاجتماعية مثل الفقراء أو الأقليات.
ب. التأثيرات المالية في الحملات الانتخابية:
التمويل السياسي في الحملات الانتخابية يمثل قضية كبيرة في الولايات المتحدة. التبرعات الكبيرة من الشركات والأفراد يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات، مما يثير القلق بشأن نفوذ المال في السياسة.
ج. التقسيم الحزبي:
السياسة الأمريكية شهدت تزايدًا في الانقسام الحزبي، مما جعل التعاون بين الديمقراطيين والجمهوريين صعبًا في بعض الأحيان. هذا الانقسام يظهر بشكل واضح في الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
د. التكنولوجيا والتلاعب بالمعلومات:
التدخل الأجنبي في الانتخابات، مثل الهجمات السيبرانية أو حملات التضليل الإعلامي، أصبح مصدر قلق متزايد.
الإعلام الاجتماعي يُستخدم بشكل مكثف في الحملات الانتخابية، مما يساهم في نشر الأخبار المضللة وتأثيرات غير مرغوب فيها على الرأي العام.
4. التحديات في الانتخابات الرئاسية:
الولاية المتأرجحة: الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة تتأثر بشكل كبير بالولايات التي تُعرف بالولايات المتأرجحة (Swing States)، حيث تكون المنافسة فيها شديدة ويصعب التنبؤ بالنتيجة. هذه الولايات تشهد حملات انتخابية مكثفة من المرشحين.

قانونية الانتخابات: في بعض الأحيان تظهر قضايا قانونية حول نتائج الانتخابات، مثل النزاعات حول نتائج التصويت بالبريد أو الطعون القضائية في بعض الولايات.

5. أهمية الانتخابات الأمريكية عالمياً:
الانتخابات الأمريكية لا تقتصر على تأثيرها المحلي فقط، بل لها تأثير كبير على السياسة الدولية. سياسات الرئيس المنتخب تؤثر في العلاقات الدولية، التجارة، الأمن العالمي، والتغيرات المناخية، وغيرها من القضايا ذات الأبعاد العالمية.
خاتمة:
الانتخابات الأمريكية تعد من أكثر الأنظمة الانتخابية تأثيرًا في العالم. رغم وجود العديد من التحديات والانتقادات، إلا أن هذه العملية تعكس الديمقراطية الأمريكية وكيفية التعامل مع التنوع الثقافي والسياسي في البلاد.
هذا العام 2024، بدأت عملية التصويت لاختيار الرئيس المقبل، والمنافسة على أشدها طوال الفترة الماضية حتى اللحظة الأخيرة بين الرئيس الأسبق، دونالد ترامب ، كاميلا هاريس.
نهاية اليوم الثلاثاء ، تظهر طلائع النتيجة.

 ترمب

دونالد ترامب هو رجل أعمال وسياسي أمريكي شغل منصب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة من يناير 2017 حتى يناير 2021. يُعتبر واحدًا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث، وقد أثار الكثير من النقاشات والمواقف حول سياساته وأسلوبه في القيادة.

1. النشأة والحياة المبكرة:
وُلد دونالد جون ترامب في 14 يونيو 1946 في مدينة نيويورك.
هو الابن الأصغر لفريد ترامب، وهو مطور عقاري ناجح. نشأ في بيئة أعمال وكان من المتوقع أن يدخل هذا المجال منذ صغره.
تخرج من جامعة بنسلفانيا في عام 1968 بدرجة بكاليروس في الاقتصاد.
2. المسيرة المهنية قبل السياسة:
قبل دخوله في عالم السياسة، كان ترامب رجل أعمال ومطور عقاري معروفًا، بالإضافة إلى كونه شخصية تلفزيونية شهيرة:

شركة ترامب: تولى إدارة أعمال والده العقارية وأطلق إمبراطوريته الخاصة التي شملت مشاريع عقارية ضخمة، مثل ناطحات سحاب وفنادق وكازينوهات في مدن رئيسية.
البرامج التلفزيونية: كان رئيسًا لبرنامج The Apprentice (المتدرب)، وهو برنامج واقع حقق نجاحًا كبيرًا وعزز من شهرته كأيقونة إعلامية.
القروض والإفلاس: رغم نجاحاته في مجال العقارات، مر ترامب ببعض الأزمات المالية. في التسعينات، تعرضت شركاته للعديد من الأزمات المالية، بما في ذلك الإفلاس في بعض مشروعاته، ولكنه تمكن من العودة إلى السوق بفضل تحالفات مالية مع البنوك والمستثمرين.
3. الانتقال إلى السياسة:
في البداية، كان ترامب معروفًا بآرائه السياسية المتقلبة، حيث كان قد دعم في وقت ما بعض القضايا الليبرالية، لكنه تحول إلى سياسة يمينية مع مرور الوقت.
في عام 2015، أعلن ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2016 عن الحزب الجمهوري. وقد تفاجأ كثيرون بهذا الإعلان، نظرًا لأن ترامب لم يكن قد خاض أي تجربة سياسية سابقة.
4. الانتخابات الرئاسية 2016:
الترشح: دخل ترامب السباق الرئاسي ببرنامج شعبي مثير للجدل، حيث ركز على قضايا مثل الهجرة، والضرائب، والتجارة.
الشعبيّة: اكتسب ترامب دعمًا كبيرًا من قطاعات واسعة من الناخبين المحافظين، خاصة في الولايات المتأرجحة. وركز بشكل خاص على قضايا مثل بناء جدار على الحدود مع المكسيك، ومحاربة ما اعتبره "التجارة غير العادلة" مع الصين، والانسحاب من الاتفاقيات التجارية الدولية مثل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (NAFTA).
المناظرات: عُرفت مناظراته مع خصمه الديمقراطي هيلاري كلينتون بأنها مثيرة للجدل، حيث كان ترامب يتبنى خطابًا حادًا في كثير من الأحيان، ويعتمد على أسلوب هجومي تجاه خصومه.
الفوز بالرئاسة: فاجأ ترامب الجميع بفوزه بالانتخابات في نوفمبر 2016 بعد منافسة شديدة مع هيلاري كلينتون، حيث فاز في الولايات المتأرجحة، رغم أن كلينتون فازت بأصوات الناخبين الشعبيين.
5. الرئاسة (2017-2021):
خلال فترة رئاسته، اتسمت سياسات ترامب بالعديد من التحولات والقرارات المثيرة للجدل:

الضرائب: أقر قانونًا لخفض الضرائب بشكل كبير، بما في ذلك خفض الضرائب على الشركات.
الهجرة: عمل على تنفيذ سياسة إغلاق الحدود، بما في ذلك فرض حظر على سفر مواطني دول ذات أغلبية مسلمة، وبناء الجدار على الحدود مع المكسيك.
الانسحاب من الاتفاقات الدولية: سحب الولايات المتحدة من عدة اتفاقات دولية هامة، مثل اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني، مما تسبب في توتر العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة.
الاقتصاد: في بداية رئاسته، شهد الاقتصاد الأمريكي نموًا قويًا وانخفاضًا في البطالة، لكن جائحة كوفيد-19 في 2020 ألقت بظلالها على الاقتصاد، مما أسهم في انخفاض شعبيته في نهاية فترة ولايته.
الاستجابة لجائحة كوفيد-19: تعرض ترامب لانتقادات واسعة بسبب استجابته البطيئة والمربكة في بداية الجائحة، بالإضافة إلى تأكيداته المتكررة بأن الفيروس ليس تهديدًا كبيرًا.
الاحتجاجات والمظاهرات: في عام 2020، شهدت الولايات المتحدة احتجاجات واسعة على خلفية حركة حياة السود مهمة (Black Lives Matter) بعد مقتل جورج فلويد، وكانت ردة فعل ترامب على هذه الاحتجاجات مثيرة للجدل، حيث قام باستخدام قوات الأمن الفيدرالية للتعامل مع المتظاهرين.
6. الانتخابات الرئاسية 2020:
في نوفمبر 2020، ترشح ترامب لإعادة انتخابه ضد جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي. بينما كانت الانتخابات مضطربة بسبب جائحة كورونا وارتفاع نسبة التصويت بالبريد، أسفرت النتائج عن فوز جو بايدن بالرئاسة.
الطعن في النتائج: رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة وادعى أن الانتخابات كانت "مزورة"، لكنه لم يقدم أدلة كافية لدعم هذه المزاعم. هذا أدى إلى سلسلة من الطعون القانونية والاتهامات التي لم تجد لها أساسًا في محاكم الولايات والمحاكم الفيدرالية.
7. ما بعد الرئاسة:
بعد مغادرته البيت الأبيض في يناير 2021، ظل ترامب شخصية مركزية في السياسة الأمريكية، ولا سيما في الحزب الجمهوري.
في يناير 2021، تعرض ترامب لموجة انتقادات شديدة بسبب تحريضه على أحداث اقتحام الكابيتول من قبل أنصاره في 6 يناير 2021، وهي الحادثة التي أدت إلى عزله للمرة الثانية من قبل مجلس النواب الأمريكي. رغم ذلك، برأه مجلس الشيوخ من التهم الموجهة إليه.
استمر ترامب في التأثير على السياسة الأمريكية من خلال خطاباته العامة، وتلميحاته إلى إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024.
8. السمعة والأسلوب:
يُعتبر ترامب شخصية مثيرة للانقسام، حيث يحظى بشعبية واسعة بين قطاعات معينة من الناخبين الأمريكيين، في حين يواجه انتقادات حادة من معارضيه.
يُعرف أسلوبه الهجومي في التعامل مع وسائل الإعلام، وأسلوبه القوي في تويتر، حيث كان يستخدمه للتواصل مباشرة مع الجمهور.
تتمحور الكثير من انتقاداته حول استخدامه لخطاب سياسي قوي وشخصي، فضلاً عن إدارته للأزمات التي كانت في كثير من الأحيان مثيرة للجدل.
9. خاتمة:
دونالد ترامب يمثل ظاهرة فريدة في السياسة الأمريكية. استطاع أن يحقق النجاح في الانتخابات الرئاسية من خلال خطاب شعبوي، ولكنه أيضًا أثار الجدل حول أسلوبه في الحكم وسياساته الداخلية والخارجية. سيظل تأثيره في السياسة الأمريكية موضع نقاش واسع، سواء في ما يتعلق بالتحولات السياسية أو في قضايا مثل الهوية الوطنية و الانقسام الاجتماعي.

هاريس
  
كامالا هاريس هي سياسية أمريكية من الحزب الديمقراطي وشغلت منصب نائبة رئيس الولايات المتحدة منذ يناير 2021، بعد فوزها مع الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. هاريس هي أول امرأة، وأول شخص من أصل أفريقي أمريكي وآسيوي أمريكي يشغل منصب نائب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة.

1. النشأة والحياة المبكرة:
وُلدت كامالا ديفي هاريس في 20 أكتوبر 1964 في مدينة وودلاند، كاليفورنيا.
والدتها، شامالا غوبالان هاريس، كانت باحثة هندية من أصل تاملي، بينما والدها، دونالد هاريس، كان أستاذًا جامعيًا من جامايكا.
نشأت هاريس في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا، حيث تأثرت بتنوع الثقافة والتعليم. كانت والدتها تُشدد على أهمية التعليم والمساواة.
درست في جامعة هاورد في واشنطن العاصمة، وهي واحدة من أعرق الجامعات التاريخية للسود في أمريكا، وحصلت على درجة البكاليروس في العلوم السياسية.
بعد ذلك، تابعت دراستها في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا في هارفارد حيث حصلت على شهادة القانون.
2. المسيرة المهنية:
بدأت كامالا هاريس حياتها المهنية كمحامية في مكتب المدعي العام في مدينة سان فرانسيسكو.
في عام 2003، تم انتخابها مدعية عامة لمدينة سان فرانسيسكو، وكانت أول امرأة وأول شخص من أصل أفريقي يشغل هذا المنصب في تاريخ المدينة.
أ. المدعية العامة لولاية كاليفورنيا:
في 2010، تم انتخاب هاريس مدعية عامة لولاية كاليفورنيا، وأصبحت أول امرأة وأول شخص من أصل أفريقي وأمريكي آسيوي يشغل هذا المنصب في الولاية.
خلال فترة ولايتها، قامت بتطوير سياسات مبتكرة في مكافحة الجريمة، وكانت تدافع عن قضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. كما قادت العديد من المبادرات لمكافحة الاتجار بالبشر والجرائم الاقتصادية.
ب. عضوة في مجلس الشيوخ الأمريكي:
في عام 2016، تم انتخاب هاريس عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، لتصبح أول امرأة من أصل هندي وأفريقي تصبح عضوًا في مجلس الشيوخ.
في مجلس الشيوخ، كانت هاريس معروفة بمواقفها الحازمة في التحقيقات القضائية ومراجعة سياسات الحكومة، وكانت تُعَرَف بنقدها اللاذع لمواقف إدارة الرئيس دونالد ترامب.
حظيت هاريس بشعبية كبيرة بسبب أسئلتها الحادة ومواءمتها للقضايا الاجتماعية مثل العدالة الجنائية، وحقوق المرأة، وحقوق الأقليات.
3. الانتخابات الرئاسية 2020:
في عام 2020، تم اختيار كامالا هاريس كـ المرشحة لمنصب نائب الرئيس من قبل جو بايدن، بعد منافسة شديدة داخل الحزب الديمقراطي.
كانت هاريس واحدة من أبرز المرشحين للترشح للرئاسة في البداية، ولكن في النهاية تم اختيارها كنائبة للرئيس.
كانت هذه الانتخابات هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي تشهد وجود امرأة من أصل أفريقي وآسيوي في هذا المنصب الرفيع.
كان فوز هاريس وبايدن في الانتخابات بمثابة انتصار تاريخي، حيث أظهرت الانتخابات رغبة الأمريكيين في التغيير والتجديد، وكذلك في كسر الحواجز العرقية والجندرية في السياسة.
4. نائبة الرئيس (منذ 2021):
التاريخية: كامالا هاريس أصبحت أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة. كما أنها أول امرأة من أصل أفريقي وأمريكي آسيوي تصبح في هذا المنصب.
التركيز على القضايا الاجتماعية: بعد توليها منصب نائب الرئيس، أظهرت هاريس التزامًا بقضايا العدالة الاجتماعية، والمساواة، وحقوق الإنسان، وتمكنت من التحدث نيابة عن الأقليات والمجتمعات المهمشة.
دور كبير في السياسة الخارجية: على الرغم من أن دور نائب الرئيس عادة ما يكون محدودًا في القضايا الداخلية، لعبت هاريس دورًا في السياسة الخارجية، وخاصة في علاقات الولايات المتحدة مع أمريكا اللاتينية وكوريا الشمالية. كما كانت مكلَّفة بملف الهجرة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
الأزمات العالمية: خلال فترة عملها، واجهت هاريس تحديات متعلقة بالجائحة العالمية لـ كوفيد-19، بالإضافة إلى الأحداث السياسية الساخنة مثل أزمة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، التي كانت محط اهتمام كبير.
5. التحديات والإنجازات:
أ. التحديات:
الانتقادات السياسية: تعرضت هاريس لانتقادات من بعض الأوساط السياسية بسبب افتقارها إلى الخبرة في الشؤون الخارجية في بداية ولايتها، بالإضافة إلى الجدل حول طريقة معالجتها لقضية الهجرة.
الضغط الداخلي: خلال عامها الأول كنائبة للرئيس، واجهت هاريس ضغطًا كبيرًا لتكون أكثر حضورًا في الأمور الداخلية والسياسية للحكومة، حيث تركزت بعض الانتقادات على قلة ظهورها الإعلامي في قضايا داخلية مقارنة بالرئيس بايدن.
التحديات مع بعض الناخبين: بعض القادة الليبراليين كانوا يتوقعون منها اتخاذ مواقف أكثر تقدمًا في العديد من القضايا السياسية.
ب. الإنجازات:
قيادة الجهود لمكافحة فيروس كورونا: لعبت هاريس دورًا في دعم توزيع اللقاحات وتنسيق استجابة الحكومة الأمريكية لجائحة كوفيد-19.
العدالة الاجتماعية: كانت هاريس داعمة رئيسية لمشاريع مثل قانون العنف ضد النساء، الذي يهدف إلى توفير حماية أفضل للنساء في جميع أنحاء البلاد.
تحقيق التأثير بين الشباب والأقليات: حصلت هاريس على دعم واسع من الشباب والأمريكيين من أصول لاتينية وأفريقية وآسيوية.
6. السمعة والأسلوب:
الكاريزما: تتميز هاريس بأسلوبها القوي، والطموح، والشخصي. هي معروفة بحضورها الطاغي، وقدرتها على الحديث بأسلوب واضح وصريح، خاصة في المناظرات والمنابر السياسية.
العدالة والحقوق المدنية: تلتزم هاريس بقضايا العدالة الاجتماعية، وتحسين وضع الأقليات، والمساواة بين الجنسين.
النقد: تعرضت أيضًا لانتقادات بسبب بعض مواقفها السابقة خلال فترة عملها كمدعية عامة، والتي اعتبرها البعض متناقضة مع سياسات الإصلاح العدلي التي تدعمها اليوم.


7. خاتمة:
كامالا هاريس تمثل تحولًا تاريخيًا في السياسة الأمريكية، ليس فقط من خلال كونها أول امرأة نائبة رئيس، ولكن أيضًا بفضل تمثيلها لعدة هويات اجتماعية. على الرغم من أن منصبها نائب الرئيس غالبًا ما يُعتبر هامشيًا مقارنة بالرئيس، إلا أن تأثيرها في تشكيل السياسة الأمريكية، خاصة في مجالات الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية، يبقى مهمًا للغاية.