الشيخ د. المعيقلي يلقي خطبة الجمعة في مسجد بوترا الماليزية - فيديو + صور

news image


 

بث:

بحضور الالاف .. بث الخطة على كافة القنوات الفضائية الماليزية وترجمتها للغة الملايو .. د. ماهر المعيقلي :  محبة القرآن ليست مجرد دعوى، بل لابد أن يكون للقرآن في حياة المؤمن نصيبا..
 


بصوت شجي وخطبة مؤثرة هكذا اسقبل مسجد بوترا بمدينة بوتراجايا بالمدينة الحكومية بمملكة ماليزيا  الذي يعد من أكبر جوامعها فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام الذي أم المصلين وألقى خطبة الجمعة في وسط حضور جموع غفيرة من المصلين شهدت الصلاة والخطبة وتغطية إعلامية واسعة من القنوات الرسمية التي نقلت الخطبة على كافة القنوات الفضائية، وتم ترجمة الخطبة للغة الرسمية للدولة " الملايو ". 
 

في التفاصيل، حضر الصلاة وخطبة الجمعة  وزير الشؤون الدينية الماليزية داتوك ستيا الدكتور محمد نعيم بن مختار ، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا الاستاذ مساعد بن ابراهيم السليم وعدد كبير من المسئولين في الحكومة وسفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى ماليزيا، وتأتي الخطبة ضمن البرنامج الرسمي لزيارة إمام الحرم لمملكة ماليزيا التي تنفذ ضمن برنامج زيارات أئمة الحرمين الشريفين الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في كوالالمبور،

واستهل الدكتور ماهر المعيقلي خطبته بوصية المصلين فيها بتقوى الله عز وجل وامتثال أوامره واجتناب نواهيه والعمل بطاعته ، ومجانبة سخطه ومعصيته، مبيناً  أن تقوى الله هي خير ما تزودتم وأحسن ما عملتم ، وأجمل ما أظهرتم، وأكرم ما أسررتم، وهي وصية الله لكم ولمن كان قبلكم فتمسكوا بها وحققوا مضامينها في شؤون حياتكم .

ونوه الدكتور ماهر المعيقلي إلى أن الله تعالى قد مّن على هذه الأمة، بإنزال كتابه على أشرف رسله، فأحيا به القلوب، وأضاء به الدروب، وأرشد به العباد إلى ما تسعد به نفوسهم، وتحسن به عاقبة أمرهم، فهو الدال على الرحيم، وصراطه المستقيم، والنور الذي أشرقت له الظلمات، والرحمة التي بها صلاح المخلوقات، إنه القرآن، الذي انقادت لسماعه الآذان، وفاضت منه العيون، وخشعت له القلوب.

ودعا الدكتور المعيقلي إلى مداومة قراءة القرآن الكريم تعرف العباد بربهم سبحانه، ويدلهم عليه ، ويبين لهم أسماءه وصفاته وأفعاله، ويفصل لهم بداية خلقهم ونهايته، ومصيرهم بعد موتهم، وطريق السعادة ليسلكوه، وسبيل الشقاء ليجتنبوه، ومآل أهل الخير، وعاقبة أهل الشر، ففي مداومته يقف قارئه على أنباء الأمم السابقة، فيرى أيام الله فيهم، والمثلات التي حلت بهم، أو قريبا من دارهم.

وأبان " المعيقلي"  أن القرآن الكريم، يهدي قارئه لأحسن السبل وأيسرها، وأرشدها وأنفعها ، ومن أراد أن يعرف مكانته عند ربه، ومحبته لخالقه، فليعرض قلبه على القرآن، موضحاً أن محبة القرآن ليست مجرد دعوى، بل لابد أن يكون للقرآن في حياة المؤمن نصيبا وذلك بتلاوتة وتدبره والعمل به، فيقف المؤمن عند أوامره وزواجره، وترغيبه وترهيبه، وتوجيهاته وعظاته ، فيؤثر القرآن في عبادته، وسلوكه وأخلاقه، وهكذا كانت حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأضاف إن من فضائل كتاب الله، أنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، الذين يعملون به، ففي صحيح مسلم : قال صلى الله عليه وسلم : ((يُؤتَى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تُحاجان عن صاحبهما، وأصحاب القرآن وأهله، هم أهل الله وخاصته، وأرفع الناس منزلة في جنته .

ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام القول إلى أن ما تمسك أحد بالقرآن، إلا عز وساد، وعلا شأنه بين العباد، وفضائل القرآن الكريم، تجاوزت كل الفضائل، وحاز أهله أعلى المنازل، فخير الناس وأفضلهم، من تعلم القرآن وعلمه، والماهر به ، مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران ، أجر التلاوة، وأجر المشقة، وله بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها ، ف الم في ديوان الحسنات بثلاثين، فيا خسارة المفرطين.

وتابع فضيلته معاشر المؤمنين : القرآن العظيم ، هو كلام الله غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ تنزيل من حكيم حميد، ووجوه بركته لا حصر لها ولا عد، وإن من وجوه بركته ، تدبره وتفهم معانيه ، إذ هو المقصود من القراءة، والغاية من التلاوة، فليس شيء أنفع للعباد في معاشهم ومعادهم، وأقرب إلى فوزهم ونجاتهم، من تدبر كلام ربهم .

واستعرض إمام وخطيب المسجد الحرام نماذج من عناية سلف الأمة بالقرآن الكريم قائلاً : عظموا كلام رب البرية ، فوجلت له قلوبهم، واقشعرت منه جلودهم؛ فتلوا آياته ، وتدبروا معانيه ، وعملوا بمحكمه ، وآمنو بمتشابهه ، فأصبحوا خير أمة أخرجت للناس، يدعون الله، بأخلاق القرآن وآداب القرآن، ومبادئ القرآن ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.

ودعا الدكتور ماهر المعيقلي  الله القدير في ختام خطبته أن يسبغ موفور الصحة والعافية على خادم الحرمين الشريفين وأن يوفق ولي عهده الأمين وأن يديم الأمن والأمان على بلاد الحرمين الشريفين ومملكة ماليزيا وأن يوفق ولاة أمر المسلمين لما يحبه ويرضاه من القول والعمل