الإحتلال السلمي 2
كتب - عبدالله العميره
استكمالاً للمقال السابق المعنون بـ " الإحتلال السلمي"..
(الدخول من هنــــــا لقراءة الموضوع )
تحركت في ذهني عدة أسئلة :
- كيف واكب الأفارقة التطور في الولايات المتحدة، ولم يتطورا في بلادهم الأصلية؟
- هل الصورة الذهنية التي عرفناها عن السود في أمريكا تغيرت أم هي كما هي؟.. أناس يعيشون في أحياء عشوائية مليئة بالعنف والمخدرات؟
- هل نتصور مستقبل أمريكا؛ عندما يحكمها الأفارقة، أو أي من الأقليات الأخرى، كاستمرار تأثيراليهود؟ ومنحهم الحل والربط، وتسنم التدبير، دون وجود قائد محنك يخطط ويقودهم - هذا إذا افترضنا أن تلك الأقليات مخلصة، وتمتلك أدمغة تضيف لحضارة أمريكا؟!
- هل ستكون أمريكا مختلفة عن إسرائيل، فيما لو ترأسها يهودي، أو أفريفي، أو أي آخر لايجيد التخطيط لخير البشرية؟ .. وفي العلاقة الجيدة مع الجيران والعالم؟
تلك الأسئلة؛ بعثت فيّ عدة أسئلة، تتعلق بعالمنا العربي:
مثال: لماذا يفشل اللبناني في تنمية وإدارة بلاده، وينجح في دول الخليج؟
ومثل اللبناني؛ عرب آخرين؟!
الإجابة ؛ ببساطة، لأنهم وجدوا في دول الخليج ، وبخاصة في المملكة، دولة وقيادة عليا؛ تخطط بفكر استراتيجي وتحفز، وتقود شعب جبار، وأتاحوا الفرصة للأشقاء.
في هذه الحال، والأسئلة تتوارد إلى ذهني؛ أوعز سؤال إلى عقلي ليتذكر قصة المملكة مع الخبراء.
وكيف استعان المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بمن لديهم خبرات من العرب، بعد أن أرسى قواعد الدولة.
اقتضت حكمة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- أن يستعين بعدد من الرجال النخبويين ، لما تتطلبها المرحلة السعودية المقبلة، وهي مرحلة بناء وتأسيس، ومرحلة انفتاح مع العالم. فأشير عليه بأسماء أجنبية.
لكنه فضل العرب أولاً، ثم بعض المميزين من الأجانب.
السؤال: لماذا الملك عبدالعزيز فضل العرب، رغم إمكانية الإستعانة بأجانب، متقدمين على العرب في العلم والعمل والحضارة؟
أترك الإجابة لكم..
مؤسس المملكة العربية السعودية (الدولة السعودية الثالثة) ، استعان بعدد من المبدعين العرب ، بالإضافة إلى المؤهلين من أبناء المملكة ..
من العرب:
رشاد فرعون ، ثاني وزير صحة بالمملكة - وهو من سوريا.
حافظ وهبة ، أول سفير للمملكة في بريطانيا. وهو من مصر.
يوسف ياسين أول رئيس تحرير لجريدة أم القرى. وهو من سوريا.
الدكتور محمد معروف الدواليبي - وهو من سوريا، من أهالي حلب.
رشيد عالي الكيلاني ، من العراق.
الدكتور عبدالله بن سعيد الدملوجي - طبيب عراقي.
مدحت شيخ الأرض الطبيب الخاص للمؤسس والسفير المتنقل - وهو من سوريا.
خالد بن ياسين بن محمد الحكيم، مهندس عسكري، من سوريا.
الدكتور محمود حمدي - طبيب سوري، وهو أول طبيب خدم الملك.
رشدي صالح ملحس أديب كاتب وباحث، من فلسطين .
فؤاد أمين حمزة ، باحث ومفكر من لبنان.
ومن أبرز الأجانب؛ جون فيلبي والذي حول اسمه فيما بعد إلى عبدالله.
هؤلاء النخبة، نجحوا، لأنهم وجدوا ثقة قيادة عربية وإسلامية مخلصة وصادقة.. قائد أمة. ولأن أمامهم مخطط عبفري، يبدأون في تنفيذه.
ووجدوا التقدير، لأنهم أخلصوا في عملهم، ولم يتخطوا حدودهم، ولم يكن لهم تطلعات ؛ سوى خدمة الملك عبدالعزيز، ورفعة الوطن المملكة العربية السعودية.
قدموا جهدهم، لأنهم وجدوا قائداً صاحب فكر وتخطيط، منحهم حرية الرأي والمشورة، وكان قائداً صاحب قرار، في دولة مستقره، ولها مستقبل رائع.
وهو ما تسير عليه قيادة المملكة. وفي هذا الزمان - عهد الملك سلمان؛ نلاحظها في قيادة الأمير محمد بن سلمان لأعظم استراتيجية تمر على المملكة والعالم ( رؤية 2030) - تفكير، تخطيط، تنفيذ على الأرض.
_________
الفرق بين المملكة العربية السعودية، وبقية دول العالم، أن في المملكة قيادة ، لها إرادة، تخطط للحاضر والمستقبل. ويتم الإستعانة بالخبراء للرأي والمنفذين لتطبيق ما هو مرسوم لهم .
بلاد تمنح الخير لمواطنيها وللأشقاء والأصدقاء العاملين بإخلاص. وأصبح كثير من الأشقاء، مواطنون سعوديون مخلصون فيما أوكل إليهم من أعمال.
عملية فكرية سياسية متطورة، مع ثبات المنهج.
__________
بعد كل هذا التاريخ، وهذه السياسة الفريدة، يأتي من يقول: " نحن من عملناكم وطورناكم"!.
ولانحتاج للرد على أولئك أصحاب العقول الصغيرة، ولنقول لهم: إعملوا خيرا لبلادكم- لو كان فيكم خير -، واتركو النبلاء يشاركون في حضارة أعظم وطن للعرب والمسلمين. ولما فيه خير لأوطانكم.
رحم الله أولئك العرب المخلصين للملك عبدالعزيز، ووفق الله المخلصين المبدعين المشاركين في البناء بالمملكة، ممن استعين بهم ليتطوروا ويشاروكوا بعطاءاتهم في وطنهم الثاني (بل الأصلي) المملكة العربية السعودية.
هذا ؛ لايمكن أن نسميه "الإحتلال السلمي ".. بل الشركاء في وطن له قيادة مدركة عظيمة.