كوكبنا.. الحرارة تفوق طاقة البشر
تقرير شامل من وكالة بث.. يتضمن ارتفاع درجات الحرارة على الأرض .. ووفيات في العالم نتيجة ضربات الشمس، و إجابة العلماء عن كيف تدمر ضربة الشمس الجسم في دقيقة ؟!
تقرير - وكالة بث:
ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض قد يكون أكبر مخاوف العالم، بسبب تبعاته الكارثية على مختلف نواحي الحياة، فالتحذيرات كثيرة، وبدأت قبل عقود، لكن ما هي مرتكزاتها وما أسوأ ما قد يحصل؟
جهود العالم تتضافر لتفادي المزيد من تداعيات التغير المناخي. وفي سبيل ذلك يبدو الحفاظ على ارتفاع حرارة الأرض بما يقل عن درجة ونصف، أمرا مفصليا.
تتسبب الأنشطة البشرية في ارتفاع متزايد في درجة الاحترار العالمي، ومن بين العواقب المترتبة على ذلك: موجات الحرّ وتهاون البشر في التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، وعدم اكتراثهم بالتعليمات تفادياً لضربات الشمس المميتة.
ومن المرجح أن تتفاقم الأمور في العقود المقبلة، فيما يقول العلماء إنَّ اتخاذ إجراءات فورية قد تقلل من تأثيرات التغير المناخي السلبية بشكل كبير.
تغير المناخ
خلال العقد الماضي، كان العالم أكثر دفئاً بنحو 1.2 درجة مئوية في المتوسط عما كان عليه في أواخر القرن التاسع عشر.
كيف تتغيّر درجات الحرارة على الأرض؟
يشير الرصد الآلي الممتد على مدى ١٥٧ عاماً إلى إرتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض عموماً على الرغم من وجود تباينات مناطقية. وكمعدّل عالمي, تشير الدراسات إلى أن الإحترار قد حصل في القرن المنصرم على مرحلتين من العام ١٩١٠ وحتى العام ١٩٤٠ (٠٫٣٥ درجة مئوية) وبشكل أقوى من العام ١٩٧٠ وحتى تاريخ اليوم (٠٫٥٥ درجة مئوية). وقد إزداد الإحترار خلال السنوات الخمس والعشرين المنصرمة. وتم تسجيل ١١ من أصل ١٢ عاماً هي الأكثر حراً من في الـ ١٢ سنة الماضية. كما تدل على إرتفاع درجة الحرارة في التروبوسفير فوق سطح الأرض (١٠ كيلوميترات تقريباً) أكثر قليلاً من إرتفاعها على سطح الأرض. في حين برد الستراتوسفير (يمتد بعده عن الأرض من ١٠ إلى ٣٠ كلم) بشكل ملحوظ منذ العام ١٩٧٩. وتتماشى هذه المحصلات مع التوقعات الفيزيائية ومع النتائج المثالية. يتأتى التأكيد على الإحترار العالمي من خلال إرتفاع درجة حرارة المحيطات وإرتفاع مستويات البحر وذوبان الأنهر الجليدية وتراجع جليد البحر في القطب الجنوبي، كما يتأكد ذلك من خلال إختفاء الغلاف الجليدي في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية.
ما من مقياس واحد يستطيع قياس الحرارة الإجمالية للأرض. ولكن في المقابل، يتم إحصاء العديد من القياسات التي ترصدها يومياً آلاف المحطات في بقاع الأرض المختلفة ويجري دمجها مع آلاف القياسات الأخرى حول حرارة سطح البحر التي ترصدها السفن المبحرة فوق المحيطات, ومن خلال هذه القياسات يتم إصدار معدّل الحرارة العالمي تقديري لكل شهر. ومن أجل الحصول على تغيّرات ثابتة على مر الزمن، تتركز التحاليل حول أنواع الشذوذ (وهي إنحرافات ناتجة عن النسبية المناخية في كل إتجاه) لأنها أكثر فاعلية في تغيّر توافر المعلومات. يمكن في الواقت الراهن إستخدام القياسات المسجلة منذ العام ١٨٥٠ إلى يومنا هذا على الرغم من أن التغطية كانت أقل من شاملة في القسم الثاني من القرن التاسع عشر، بيد أن تحسناً طرأ منذ العام ١٩٥٧عندما بدأ تسجيل القياسات في القطب الجنوبي، وإزداد التحسن مع العام ١٩٨٠ عند بدء استعمال قياسات الأقمار الصناعية.
وارتفعت درجة الحرارة السطحية نحو ٠٫٧٥ درجة مئوية كمعدّل عام خلال السنوات المئة الفائتة (بين العام ١٩٠٦ والعام ٢٠٠٥). غير أن هذا الإحترار لم يكن ثابتاً في مختلف المواسم ومختلف الأمكنة. ولم يحصل تغيّر كلي منذ العام ١٨٥٠ وحتى العام ١٩١٥ باستثناء حركات الصعود والهبوط المرتبطة بالتقلبية الطبيعية التي قد تكون نتجت عن عملية أخذ عينات محدودة. وقد ارتفع مستوى الحرارة العالمي بنسبة ٠٫٣٥ درجة مئوية بين العامين ١٩١٠ و١٩٤٠ ومن ثم تلاه إنخفاض مبرد بسيط (٠٫١ درجة مئوية) وحصل بعده إحترار سريع (بلغ ٠٫٥٥ درجة مئوية) واستمر حتى العام ٢٠٠٦ .
أما السنوات الأكثر حرارة بين المجموعات فامتدت بين العامين ١٩٩٨ و٢٠٠٥ (لا تظهر في الإحصاءات), ومن السنوات الـ١٢ الأكثر حرارة، سجّلت ١١ في السنوات الـ١٢ المنصرمة (من ١٩٩٥ حتى ٢٠٠٦). وكان الإحترار أقوى على الأرض منه على المحيطات منذ العام ١٩٧٠.
وتظهر درجات الحرارة المتتابعة، إلى أقصى درجاتها ( حتى الآن ) في هذا العام 2024، حيث شهد العالم وفيات كبيرة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وعدم اتخاذ الناس للاحترازات المطلوبة والتي توصي بها الحكومات.
لقد أصبح بالإمكان اليوم تحليل التغيّرات الطويلة المدى في درجات الحرارة اليومية القصوى في عدة مناطق (مثل أميركا الشمالية وجنوب أميركا الجنوبية وأوروبا وشمال وشرق آسيا وجنوب أفريقيا وأستراليا، والشرق الأوسط).
بالتزامن مع الإرتفاعات الملحوظة في حرارة الأرض، سجّلت إنخفاضات في طول الأنهار وفي مواسم تجلّد البحيرات. إلى جانب ذلك, حصل إنخفاض عام في الكتلة الجليدية في القرن العشرين كما أصبح الذوبان في الغلاف الجليدي لغرينلاند واضحاً وانخفض الغطاء الجليدي في عدد كبير من مناطق الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وانخفضت سماكة جليد البحر في القطب الشمالي في كافة المواسم وبشكل درامي على الأخص في الصيف وفي الربيع. أما المحيطات فهي أيضاً تشهد إحتراراً وبدأ مستوى سطح البحر يرتفع بسبب التمدد الحراري للمحيطات وبسبب ذوبان الجليد القاري.
أكثر دول العالم حرار ة
من الولايات المتحدة والمكسيك إلى دول أوروبية وأخرى شرق أوسطية وآسيوية، تشهد العديد من المناطق حول العالم موجة حر شديدة تسببت في وفاة عدد من الأشخاص.
وشهدت بعض البلدان درجات حرارة قياسية تخطت في كثير من الأحيان حاجز الـ50 درجة مئوية، وهو معدل لا يستبعد خبراء أن يكون الاحترار المناخي أحد أسبابه.
ووفقا لاتجاهات سياسات المناخ الحالية، سيكون الكوكب أكثر دفئا بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، وفقًا للجنة الاستشارية لعلوم المناخ التابعة للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.
وفيما يلي قائمة بأكثر 10 مناطق حرارة في العالم حسب أعلى درجة حرارة مسجلة في تاريخها، وتتخطى فيها الوفيات نتيجة لذلك المعدل الطبيعي.. ومن الملاحظ أن أكثر البلدان حرارة في وادي الموت بالولايات المتحدة الأمريكية، ومازالت الدول الأكثر حرارة العشر، تعاني من تزايد الحرارة.
المرتبة الأولى: وداي الموت-الولايات المتحدة
هو المكان الأكثر سخونة على وجه الأرض، ويقع في ولاية كاليفورنيا حيث تم تسجيل درجة حرارة 56.7 درجة مئوية في 10 يوليو 1913.
المرتبة الثانية: قبلي-تونس
في 7 يوليو 1931، سجلت قبلي أعلى درجة حرارة في القارة الإفريقية وبلغت 55 درجة مئوية، حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وقد دخلت بهذا الرقم موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
المرتبة الثالثة: الأحواز-إيران
سجلت المنطقة الواقعة جنوب غرب إيران درجة حرارة قياسية في آسيا بلغت 54 درجة مئوية بين 4:51 مساء و5 مساء بالتوقيت المحلي في 29 يونيو 2017.
يبلغ عدد سكان الأحواز حوالي 1.3 مليون نسمة ويعود تاريخها إلى الفترة الأخمينية، حيث تشتهر المدينة بجسورها التسعة وعلى وجه الخصوص الجسر الأسود والجسر الأبيض.
المرتبة الرابعة: تيرات تسفي-إسرائيل
سجلت المدينة، القريبة من الحدود الإسرائيلية الأردنية، درجة حرارة قياسية في 21 يونيو 1942 بلغت 54 درجة مئوية.
وتصنف المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إسرائيل ضمن أوروبا، لذا فهي أعلى درجة حرارة مسجلة رسميا في القارة.
المرتبة الخامسة: مطربة- الكويت
هي أرض قاحلة في شمال الكويت تتوفر فيها محطة للرصد الجوي. سجلت فيها خامس أعلى درجة حرارة على الإطلاق في العالم بلغت 53.9 درجة مئوية. وسجلت هذه الدرجة في 21 يوليو 2016 وتمثل الرقم القياسي المؤكّد الأكثر سخونة في آسيا على الإطلاق في حينه.
المرتبة السادسة: البصرة-العراق
تعد البصرة واحدة من أحر مدن الشرق الأوسط، حيث سجلت في 22 يوليو 2016 درجة حرارة بلغت 53.9 درجة مئوية. ويعيش في المدينة الواقعة على نهر شط العرب أكثر 1.5 مليون شخص.
المرتبة السابعة: تربت-باكستان
وصلت أعلى درجة مسجلة في المنطقة لنحو 53.7 درجة مئوية في 28 مايو 2017. وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن درجة الحرارة التي سجلت في تربت كانت رابع أعلى درجة حرارة تم تسجيلها على الإطلاق في ذلك الوقت.
تُعرف توربت بأنها واحدة من أكثر المدن سخونة في آسيا وتقع في الجنوب الغربي من منطقة بلوشستان على نهر كيش.
المرتبة الثامنة: بوابة الجزيرة الحدودية-الإمارات
سجلت أعلى درجة حرارة في المنطقة في يوليو 2002 وبلغت حينها 52.1 درجة مئوية.
وفي يوليو 2013، كانت درجة الحرارة القياسية في المنطقة متطابقة تقريبا مرة أخرى حيث وصلت إلى 51.2 درجة مئوية أيضا.
المرتبة التاسعة: مكسيكالي- المكسيك
تم تسجيل درجة حرارة 52 درجة مئوية في وادي مكسيكالي في 28 يوليو 1995، وهذا يجعلها تاسع أعلى درجة حرارة مسجلة في أي مكان على وجه الأرض.
وتشتهر المنطقة الواقعة في شمال ولاية باها كاليفورنيا المكسيكية بالحرارة ولديها واحدة من أكثر المناخات تطرفا في المكسيك.
المرتبة العاشرة: مكة المكرمة- السعودية
احتلت جدة هذه المرتبة في قائمة أكثر الأماكن سخونة على وجه الأرض بعد أن سجلت فيها درجة حرارة بلغت 52 درجة مئوية في 22 يونيو 2010.
وسجلت الحرارة رقما قياسيا في منطقة مكة المكرمة، متجاوزة 51 درجة مئوية المسجلة هذا العام في أيام الحج. وشهد موسم الحج بعض الوقيات نتيجة التعرض المباشر للشمس.. مع مخالفات صريحة من بعض الحجاج للتعليمات في الموسم الأكثر تجمعاً بالعالم، وضعف التوعية في بلدانهم قبل المجئ، وعدم التعاون والتقيد بالأعداد المقررة.
لأشعة الشمس مباشرة . وهو ما يتطلب تعاون دولي لمواجهة تزايد إرتفاع درجات الحرارة على كوكبنا.
ودول أخرى في الشرق الأوسط تعاني من نفس معدل الحرارة: مصر، دول الخليج، مناطق في ليبيا والجزائر .. وأخرى.
عالم يعاني
أعلن هذا الأسبوع من يونيو 2024 في كل من:
- المكسيك تسجيل 155 حالة وفاة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة .
- أعلنت وزارة الصحة الهندية تسجيل وفاة أكثر من 100 شخص بسبب موجة الحر المستمرة في البلاد، وأكثر من 40 ألف إصابة بضربة شمس خلال الأشهر الثلاثة والنصف الماضية.
- كشفت هيئة الأرصاد الجوية المصرية، أن منخفض الهند الموسمي يضرب مصر خلال هذه الأيام . ويتمركز هذا المنخفض في جنوب آسيا ويمتد إلى شبه الجزيرة العربية وآسيا الصغرى وشرق البحر المتوسط، مما يزيد من الحرارة الشديدة.
- الصين تصدر إنذارًا باللون الأزرق للطقس شديد الحمل الحراري.
- ارتفاع درجات الحرارة تفاقم معاناة الفلسطينيين، ما يهدد بانتشار الأمراض .
- تشهد العديد من الدولة العربية ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة خلال الفترة الحالية، وينصح خبراء الأرصاد الجوية المواطنين بالابتعاد عن أشعة الشمس، وأخذ الاحتياطات اللازمة. وسجلت منطقة العقبة، جنوبي الأردن، درجة حرارة عظمى بلغت 47.8 درجة مئوية بحسب محطات الرصد الجوي ، وتقع درجة الحرارة هذه ضمن المرتبة الأعلى الأولى على مستوى مناطق الأردن.
- علماء الغرب يؤكدون أن الزعماء الغربيين الذين كانوا وراء ظاهرة الإحتباس الحراري، يبدون خائفين أكثر!
خائفين من ظاهرة الاحتباس الحراري ، ودول الغرب تقود العالم إلى كارثة، دون العمل على علاج، أو المشاركة في مكافحة الإحتباس الحراري .
كيف تدمر ضربة الشمس الجسم في دقيقة ؟
خلال فصل الصيف، يميل الكثيرون إلى قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق لفترات أطول، لكن الطقس الحار خطير في الواقع بقدر ما هو مبهج.
ومع ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي خلال هذه الفترة، يحذر الخبراء من مخاطر ضربة الشمس القاتلة، والتي يمكن أن تبدأ في التطور بعد 10 دقائق فقط من الجلوس في الهواء الطلق، ما يمكن أن يسبب "الفقدان الكامل لوظائف الجسم" وحتى الموت.
وهنا ما يحدث بالضبط في جسم الشخص العادي منذ اللحظة التي يخرج فيها إلى الحرارة الحارقة إلى أسوأ سيناريوهات الإصابة بضربة الشمس:
في غضون دقيقة واحدة
بمجرد خروجك من المنزل، يتعرض الجلد المكشوف إلى أشعة الشمس، ومن المحتمل أن تبدأ بالتعرق على الفور، وهي طريقة الجسم لتبريد نفسه.
وعندما يستشعر الجسم درجات الحرارة المرتفعة، فإن منطقة ما تحت المهاد، وهو جزء من الدماغ الذي ينظم درجة الحرارة، تخبر الغدد الموجودة على الجلد بإفراز العرق.
وقال الدكتور زاكاري شليدر، الأستاذ في قسم علم الحركة في كلية الصحة العامة بجامعة إنديانا إن العرق الذي يتكون في الغالب من الماء، ولكنه يحتوي على كميات صغيرة من الملح المرطب، يزيل الحرارة من الجسم ويبرده عندما يتبخر على الجلد. ومع ذلك، فإن الرطوبة تجعل من الصعب على العرق أن يبردنا، كما أن البقاء خارجا في درجات حرارة عالية جدا يؤدي إلى فقدان السوائل بشكل أكبر مما يستطيع الجسم مواكبته.
في حالات الحرارة الشديدة، يمكن أن يتبخر العرق من الجلد في أقل من دقيقتين، حيث لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من العرق لتبريد الجسم في الوقت المناسب.
وفي محاولة للمواكبة، يبدأ الجسم عملية تسمى توسع الأوعية، حيث تنفتح الأوعية الدموية ويزداد تدفق الدم إلى الجلد.
وقد يؤدي هذا إلى إطالة التعرق لبضع دقائق إضافية، وبعد ذلك يتوقف التعرق عادة.
من 5 إلى 10 دقائق
تقول الدكتورة كريستي صهيونتز، الرئيس والمدير الطبي لطب الطوارئ في مركز هاكنساك ميريديان بايشور الطبي في نيوجيرسي: "سيبدأ القلب في النبض بشكل أسرع خلال خمس دقائق". وذلك لأنه عندما يتم إعادة توجيه تدفق الدم إلى الجلد، فإنه يتحرك بعيدا عن الأعضاء الحيوية الأخرى مثل القلب، وينخفض ضغط الدم، ويضطر القلب إلى الضخ بقوة أكبر.
وأشارت إلى أن "أماكن أخرى، مثل الدماغ، لا تتلقى الدم". وعندما يغادر الدم الدماغ لينتقل إلى الجلد، قد يواجه الفرد الذي يعاني من ضربة الشمس من أعراض مثل الدوخة والارتباك وقد يكون عرضة للإغماء.
وتسمى عملية سحب الدم بعيدا عن الأعضاء الحيوية بتضيق الأوعية. وبحسب الدكتور شليدر: "يُعتقد أن هذا التضيق الوعائي هو أحد المحفزات، التي تبدأ في النهاية سلسلة يمكن أن تتحول إلى ضربة شمس".
10 إلى 15 دقيقة
وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن 10 إلى 15 دقيقة هي الوقت الذي تبدأ فيه ضربة الشمس فعليا، إلا إذا اتخذت خطوات حيوية مثل شرب الماء والمشروبات الرياضية، والحد من التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتجنب الأنشطة المجهدة مثل ممارسة الرياضة.
ولكن إذا وجدت نفسك دون ماء أو منطقة مظللة، ففي هذه المرحلة، يمكن سحب الدم والأكسجين بعيدا عن الأمعاء، ما يجعلها أكثر عرضة للخطر، حيث أن السموم والبكتيريا التي تبقى عادة في الأمعاء تتسرب إلى الخارج وتدخل إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى تنشيط خلايا الدم البيضاء، وفقا للدكتور شلادر.
وعندما تهاجم خلايا الدم البيضاء التلوث، تتشكل جلطات الدم، ما يزيد بسرعة من خطر فشل العديد من الأعضاء.
بعد أكثر من 30 دقيقة
توضح الدكتورة صهيونتز أن "هناك فشلا كاملا لوظائف الجسم"، وعند هذه النقطة، تصل درجة الحرارة الداخلية للجسم إلى 41 درجة مئوية (106 فهرنهايت).
ويقارن الأطباء سلسلة الأحداث هذه بالإنتان، وهو رد فعل الجسم المفرط تجاه العدوى التي يمكن أن تؤدي إلى فشل كامل للأعضاء.
وأشار الأطباء إلى أنه من الصعب تحديد الترتيب الذي تتوقف فيه الأعضاء عن العمل، ولكن في هذه المرحلة، يعد طلب الرعاية الطارئة أمرا ضروريا لعكس الضرر.
وقد يعاني المريض من انحلال الربيدات (أحد الاضطرابات التي تحدث نتيجة تحلل خلايا العضلات بشكل حادّ ما يسبب إطلاق محتوياتها إلى مجرى الدم)، وانهيار العضلات واحتمال موتها.
ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض، عندما تموت الأنسجة العضلية، يتم إطلاق الشوارد والبروتينات في مجرى الدم، ما يسبب عدم انتظام ضربات القلب، والنوبات، وتلف الكلى.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب الحرارة في تحلل أغشية الخلايا وإطلاق البوتاسيوم في مجرى الدم. ويمكن للمستويات العالية من البوتاسيوم أن تتداخل مع الإشارات الكهربائية في القلب وحتى تسبب السكتة القلبية والوفاة، بحسب الأطباء.