بعض من تجربتي (40 سنة ) في الصحافة
عبدالله العميره
ترددت كثيراً في كتابة هذا الموضوع..
فمن الأصدقاء من يحثني على الكتابة حول تجربتي.
ولا شك أن 40 سنة مليئة بالتجربة.
ومنهم من يطلب مني الترجل، والتواري، إذا شعرت أن هناك من لايقدر !
ويقول الأول، أنني أنتقد أكثر مما أثني، وهذا ما لايفهم الكثير الهدف.
أقول، تعلم؛ أن لي في هذا وجهة نظر، ربما تكون مثيرة.
من السهل أن أمدح، وفعلاً أفعل ذلك حينما أرى إنجازاً إيجابياً، من شخص يحتاج المزيد من التحفير لمزيد من الإبداع.
في المديح لغير المبدعين؛ أو من توقفوا عن الإنتاج، أمرين:
- عدم قدرة على رؤية الطريق من بعيد.
- أو أنني أريد القول ؛ لقد وصلنا للكمال .
الواقع؛ أنتقدك لأنني أرى أنك تعمل (وكل عمل فيه إيجابيات وسلبيات)ـ و أمامك نجاح، تسئ له بالأخطاء، ويمكن أن تكون أكثر تميزاً - لو تجاوزت الأخطاء، وتركت مسببات الفشل.
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه في أول خطبه له بعد توليه الخلافة: "إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة..".
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " رحم الله من أهدى إليّ عيوبي".
_____
إنني لا أنتقد، أو أشيد من فراغ..
يحق لي أن أتحدث عن نفسي، وتاريخي في الإعلام الذي لايمكن لأي كائن أن يحجبه.
ولست مع من يقول لي، عليك أن تتوارى عن الأنظار، ما دام؛ يوجد من لايحترم تاريخك.
عملت 40 سنة في الإعلام ..
بصحيفة الرياض أكثر من 25 سنة.
مدير تحرير بصحيفة الإقتصادية.
رئيس تحرير لمجلة parents
رئيس تحرير لمجلة "إمارة " إمارة الرياض.
من محرر ميدان، إلى الديسك، إلى إدارة تحرير، ورئيس تحرير مجلة منفتحة تترجم من الإنجليزية إلى العربية، إلى مجلة؛ الأكثر رصانة بين كل ما سبق " مجلة إمارة".
وتجارب عدة في المجال التلفزيوني ، والكتابة.
الآن رئيس تحرير وكالة "بث" الإعلامية. أول وكالة أنباء سعودية خاصـــة مرخصة من وزارة الإعلام السعودية (الوحيدة المرخصة).
وهنا؛ أكشف؛ أن الأفضل في أيام عملي، آخرها .
في مجلة "إمارة"، الصادرة عن إمارة الرياض ، لأنني كنت أعمل بكامل الحرية، وأدركت معاني الحرية الحقيقية في الإعلام بالقرب من الملك سلمان (عندما كان أميراً على الرياض ).
الملك سلمان - الله يحفظه - رجل دولة من طراز فريد، من أعمدة الحكم في المملكة العربية السعودية منذ أن شب على الإدارة في إمارة الرياض، وقد ظهر نبوغه باكراً. هذا يعرفه الجميع.
ما لايعرفه إلا القليل، أنه - الله يحفظه - يمتلك حساً إعلامياً فريداً، لم أر مثيلاً له قي حياتي.
وأعتقد؛ قليل ، من يعرف درجة عمق وفهم سلمان بن عبدالعزيز للإعلام وحرية الإعلام.
من أقواله التي لا أنساها:
" خذ حريتك، وتحمل مسؤليتك".
أي حريتك مطلقة معك كما تريد، ولكن؛ كن مسؤولاً.
وقوله - الله يحفظه : " لانحاسب من يخطئ ، من لايخطي؛ هو من لايعمل ، ولكن لاتقع في خطأ كبير، ولا في خطأ صغير، ولا تكرر الخطأ ".
تجربة سنوات قليلة في الإمارة، تساوي كل ما سبق..
أو بعبارة أخرى " تتويج لكل ما سيق" .
والآن في "بث" أعطي خلاصة تجربتي، وتأثير الثقة في المراحل السابقة على مستقبل العمل في وكالة عالمية.
_____
من يخطئ خطأ كبيراً أو صغيراً، هذا لايفهم في الإعلام وليس بمهني ولا علاقة له بالحرفية الصحفية.
ومن يكرر الخطأ ، أسوأ .
والسوء الأكبر، في عدم محاسبة من يكرر الأخطاء، أو أخطاء فاضحة سيئة مسيئة .
ومن أكثر الأسئلة التي يتم طرحها عليّ:
لماذا لم ترافقه - حفظه الله .
لا أود التعمق في الإجابة، لأن الإجابة بديهية.. ولكن لابد من الإشارة إلى أنه - حفظه الله ، غادر الإمارة وزيراً للدفاع في نوفمبر من العام 2011م، كانت الوزارة مكتملة بعناصرها - وكلهم من العسكريين .. ثم أن عملهم مختلف - إلى حد ما.
ولو رافق كل القريبين منه - حفظه الله - في الإمارة ، لكان المرافق كبير على حساب من هم على وظائفهم في الوزارة والديوان.
ثم صار - حفظه الله، ولياً للعهد، ثم ملكاً .. الوضع يختلف في الديوان الملكي .
وأؤكد دائماً، أنني بالخدمة في أي مكان.
قبل مغادرته - حفظه الله - ، ومغادرة الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله؛ الإمارة، كنت طلبت تأسيس وكالة أنباء خاصة، وتم منحي الترخيص لها ، في عهد وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه، وعملت عليها، وجهزتها للإطلاق، أطلقتها للعالمية في يناير 2013، بعد أن تمت التغذية الأولى ورسم هيكلها ، و الشعار الـ Slogan (الرسالة والمنتجات)،ورمزها الـ Logo.
وكانت المهمة صعبة، ومازالت. ولكنني أحمد الله تعالى، منحني الله الحافز الرئيسي ( وهي الثقة التي منحت إياها )، والخبرة . والإستمرار في الإطلاع على كل جديد في عالم الإعلام والصحافة.
واليوم، ندخل العام الحادي عشر ، وفي تصاعد من ناحية أداء الرسالة الإعلامية العالمية.
ولابد من تقديم الشكر لمعاليى الوزير الحالي الأستاذ سلمان الدوسري الذي منح الوكالة أول دعم (معنوي) كبير منذ التأسيس بعد الدعم الأول من معالي الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجه، ووكيل الوزارة - آنذاك - الدكتور عبدالرحمن الهزاع.
تفرد الوزير سلمان الدوسري بمنح الوكالة ترخيصين، وليس ترخيص واحد ( نشر، وصناعة) .
هذا مصدر إعتزاز. وأطمح بالمزيد من الدعم (العمل على الوكالة في مشروعات إعلامية عالمية)..
لاننسى أن "بث" خاصة، ولا ينظر إليها كحكومية مقولبة.. ريما تقدم وجبات متشابهة مع الحكومية، ولكن ( من تجربة ) قبول الأطراف الأخرى ل، "بث" أكثر أريحية وسهولة.
لولا ننسى أيضاً أن "بث" هي وكالة الأنباء العربية الوحيدة المرخصة.
"bet" لايماثلها، إلا الوكالات العالمية " Reuters، AFP، dw..." .
ولا نؤمن بالتوقف عند مستوى معين.
نرسم طريق طويل أمامنا .. وندرك أن أمامنا عقبات لابد من تخطيها.. وأمامنا خطة تسويقية.
ليعرف ( من يتجاهل بث ) أو يجهلها، أن "بث" وكالة عظيمة، تقوم بأدوار وطنية؛ أكبر مما يتوقع الجميع.
أمامي شخصياً تحدي للوصول إلى الغاية التي أنشئت من أجلها "بث"، وللأسف هناك من يحاول تجاهل الوكالة - حتى من بعض المسؤلين في الإعلام ، بعدم وضع اعتبار لوكالة بث، ولا لرئيس تحريرها .
هذا لن يغير من الحال وتقدم الوكالة، ولا من نشاطها الذي يفوق بكثير مما يفكر فيه البعض!
عدم دعوة "بث" للمناسبات المتعلقة بالإعلام، لاينقصها، بقدر ماهي منقصة في حق من يتولى المسؤلية في تلك الجهة أو تلكم.
فهم - قطعاً - لايرون إلا من يصرخون ويثرثرون بدون عمل، وبدون نتيجة مفيدة.
وقد يسمعون لمن لايفرق بين وكالة وصحيفة.
أولئك لا قيمة لرأيهم.
إنما؛ لا أعذر من يدرك ، ولا يهتم، وبقصر في السؤال والدعم .. كما لا أعذر، ولا أجد تبريراً لمن يكرروا الوعود، ولا ينفذون منها شيئاً !
هل تستوعبون معنى ودرجة الثقة والأهمية في الترخيص لوكالة أنباء خاصة ( غير الوكالة الرسمية واس). ولا أعني بالرسمية أن "بث" ليست رسمية ولا يعتمد عليها . بل "بث" أشد رسمية من ناحية الموثوقية وتطوير العمل بما يجعلها في المقدمة من ناحية صناعة العمل الإعلامي المتطور. وفي إيصال رسالة المملكة إلى العالم بأقصى درجات المصداقية، وبلغة خطاب تناسب العالم ، وبما يريده الإعلام الخارجي، من معلومات وأرقام وصور وفيديوهات، يتم صناعتها في "بث" وإرسالها .. وبالمناسبة ، ليس كل ما ترونه في مواقع بث الثلاثة على الإنتر نت، هو كل عملنا. ماترونه ، لايمثل أكثر من 20%. وعادة ما ننشره على المواقع هو نتيجة تعاون بين "بث" والمؤسسات والشركات التي تطلب النشر.
ولكن أكبر عملنا، صناعة، بطلب العملاء، أو صناعة وتزويد وسائل إعلام عالمية . ولتكون الموثوقية أعلى، فمن نصنع له "باتفاقيات" لاننشر الإنتاج لبتفردوا بالخصوصية . وهذا مطلب أساسي لأي وسيلة من عملناء "بث".
الإعلام، تحديداً " المنافذ الإعلامية" محطات تلفزيونية أو صحف، أومواقع إحترافية تهتم جداً بـالعمل الحصري Exclusive ، وهذا هو عمل "بث" الأساسي.
أما النشر، فهذا شغل التلفزيونات أو المنافذ الورقية أو الإلكترونية.
هذا بعض ما وددت إيضاحة للأحبة ممن يسأل عن "بث" والفرق بينها وبين عمل الصحف.
وأحببت أن تصل هذه الرسالة إلى بعض من يتجاهل بث وأهمبتها، والقائمين عليها.
أكرر؛ أعذر عدم التميز وعدم معرفة الفرق بين صحيفة ووكالة، عند غير المتخصصين في الإعلام.
مع يقيني، أن كثيراً من المتلقين، وغير متخصصين في الصحافة، لهم رؤية وقراءة أفضل من بعض من يقول أنه متخصص.
وشخصياً، أرى أن المتخصص ؛ هو من يمتلك معلومة أو ممارس، أو من الفئة (أ) من تقسيمات الراي العام ، ولديهم الثقة في أنفسهم بتلك المعلومة، أو المنصب الذين يتولونه !
الجملة الأخيرة ، يفهمها من يدرك معوقات الفهم والإنتاج الإبداعي. ومن يملك عمقاً كبيراً في المهنى ، أو قراءة أهميتها (؟!)