مَعالِمُ الجولةِ الثانية من الانتخابات التركية.. كَيفَ تتقاربُ الحظوظ بين الحزبِ الحاكِم و المعارضة؟ و كيف سيحسِم أصغرُ حِزب تُركيّ نتائج الجولة الثانية؟


تقرير - مروة شاهين - بث:
لأول مرة في التاريخ، تستعد تركيا لأول "جولة إعادة" في الانتخابات الرئاسية، بعد منافسة انتخابية حامية شهدت تقدم الرئيس رجب طيب اردوغان على منافسه كمال كليجدار أوغلو دون أن ينجح في تأمين ما يكفي من الأصوات لتأكيد فوزه في الجولة الأولى.
و ينص قانون الانتخابات الرئاسية في تركيا، أنه إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية في الدورة الأولى، يتم الدعوة لدورة ثانية لتحديد الفائز.
و يتم تحديد الدورة الثانية بالمرشحين الأول والثاني اللذان حصلا على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى، للتسابق في الجولة الثانية، ويفوز المرشح الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الثانية.
يطبق نظام الانتخاب على مرحلتين في الأنظمة ذات الأكثرية المطلقة، يتنافس المرشّحان اللذان حصلا على أكبر عدد من أصوات الناخبين، في دورة اقتراع ثانية لتحديد الفائز. وهو يُعرف أيضا باسم الدورة الثانية أو نظام الإعادة.
و يجوز لأكثر من اثنين من المرشحين أن يشاركوا في الإعادة، إلا أنه في الغالب فإن المرشح أو المرشحين الذين لم يحققوا نتائج مشجعة في الدورة الأولى، ينسحبون مع دعوة مؤيديهم لتأييد أحد المرشحين المستمرين.
و تجدر الإشارة إلى أن جولة الإعادة ستكون يوم 28 مايو الجاري، بعد أسبوعين من الآن تحديدا.
و يتبين كليتشدار أوغلو يُراهِن على الجولة الثانية للتغلّب على منافسه أردوغان،إذ هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها حزب الشعب الجمهوري من الاقتراب من الوصول إلى السلطة منذ ما يقارب ثلاثة عقودٍ من الزمن.
إذ تعهد رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو منافس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالفوز عليه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أن أظهرت النتائج شبه الكاملة أن أيا من المرشحين لم يحقق نسبة 50% زائد صوت المطلوبة.
وأكد أوغلو للصحافيين أنه "إذا كان قرار أمتنا إجراء جولة ثانية، سوف نفوز بها حتما"، مضيفا أن "إرادة التغيير في المجتمع أعلى من 50%".
و قال أردوغان في أول ظهور إعلامي له بعد الانتخابات، إن تركيا أكملت "بنجاح عيد الديمقراطية مرة أخرى بانتخابات 14 أيار/مايو" وأضاف "رغم أن النتائج الدقيقة لم تتضح بعد إلا أننا في الصدارة بفارق كبير" بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
و قال أردوغان إنه وصل إلى السلطة من خلال الديمقراطية وسيعمل بما يتماشى مع العملية الديمقراطية.
وأضاف: "إذا اتخذت أمتنا قرارا مختلفا، سنفعل ذلك بالضبط مهما كانت الضرورة الديموقراطية، لا يوجد شيء آخر نفعله".
وعن هذه النتائج أضاف "نعتقد أننا سننهي هذه الجولة بمعدل تصويت أكثر من 50 بالمئة". وقال إردوغان إن الفائز هو بلدنا، أمتنا، بخلاف الأرقام التي ستظهرها جداول الانتخابات، مشيراً إلى أن نسبة المشاركة هي "واحدة من الأعلى" في تاريخ البلاد وإلى أن التحالف الحاكم حقق "الغالبية" في الانتخابات البرلمانية.
وفي خطاب قصير للغاية قال زعيم المعارضة إن حزب العدالة والتنمية الحاكم أعاق عمليات الفرز من خلال تقديم اعتراضات على النتائج حيث حصل كيليتشدار أوغلو على عدد أكبر من الأصوات.
وأردف قائلاً "لا تحجبوا إرادة الأمة. دعوا النتائج تأتي ويعرف الجميع النتائج". ثم أضاف "لم يعد لدى الشعب أي صبر على عدم الاستقرار. لا يمكنك إدارة الوضع بالتلاعب، فلا تخافوا من إرادة الشعب".
وأشار كيليتشدار أوغلو إلى أنه "كانت هناك اعتراضات متكررة في 300 صندوق اقتراع في أنقرة و 783 في إسطنبول"، داعياً متطوعي الحزب ومسؤوليه مرة أخرى إلى مواصلة مراقبة عمليات الفرز.
وكان المرشح الرابع في الانتخابات الرئاسية، محرم إنجه، قد انسحب من السابق الخميس اي قبل ثلاثة أيام من التصويت، وذكر إنجه، وهو زعيم حزب "البلد"، أنه اتخذ قراره لأنه لم يعد يتحمل الاتهامات التي تلاحقه مثل تشتيت أصوات المعارضة.
وبقي في المنافسة أوغان الذي قال في تصريحات صحفية لدى الإدلاء بصوته في أنقرة إنه يطالب المواطنين الأتراك بالإدلاء بأصواتهم.
و كشف أوغان أن هدفه من الترشح ليس الفوز بالرئاسة، و إنما محاولة أخذ مكان في صنع القرار من خلال التأثير على مجرى التصويت في الانتخابات الرئاسية.
لكن ما كان لافتا في أحاديثه الأخيرة تأكيده أن هدفه الحالي هو ألا تحسم الانتخابات من الجولة الأولى، إنما دفع البلاد نحو جولة ثانية.
وردا على سؤال بشأن خطته في حال الانتقال إلى الجولة الثانية من الانتخابات، أجاب بأن تحالفه سيناقش الأمر مع الأحزاب الأخرى، مؤكدا أن الأمر يتعلق بالمبادئ لا بالمكاسب مثل الوزارات.
لكن مراقبين يرون أنه يسعى بالفعل لتحقيق مكاسب مقابل دعم أي مرشح.
وفي الجولة الثانية، يستطيع فيها مساومة المرشحين الآخرين للفوز بتأييده مقابل الحصول على مكاسب سياسية مثل المناصب الوزارية.
و لم يعلن سنان اوغان، الذي فاز بنسبة ٥ بالمئة و ما فوق من مجموع الأصوات عن اسم المرشح الذي سيدعمه، و يبقى هذا القرار مفتوحاً حتى الأسبوعين القادمين، إذ سيلعب اوغان دور "صانع الرئيس" حيث ان احتمالية الفوز للمرشح الذي سيدعمه سنان اوغان يفترض أن تتعدى ال ٨٠ بالمئة.