تتويج الملك تشارلز



أقيمت اليوم السبت مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، الملك 40 لبريطانيا، في احتفالات رمزية تجمع بين المراسم الدينية ومظاهر الأبهة.
أقيمت المراسم في كنيسة وستمنستر .
الإحتفال شهد احياء تقاليد وعادات تعود إلى أكثر من 1000 عام مضى. وفيما يلي مجريات ذلك اليوم كما هو متوقع.
- بدأت الاحتفالات الرسمية بموكب من قصر باكنغهام إلى كنيسة وستمنستر، حيث سمح لعامة الشعب بدخول مناطق مشاهدة الموكب في الساعة السادسة صباحا.
حيث اصطفت الحشود على جانبي طريق "ذا مال" (The Mall) المقابل للقصر، وتم توجيه الناس إلى المواقع الرسمية التي وضعت بها شاشات عرض كبيرة لنقل الاحتفالات في متنزهات هايد بارك وغرين بارك وسانت جيمس.
ونُصبت أمام قصر باكينغهام مقاعد مخصصة للضيوف المدعوين، بمن فيهم قدامى المحاربين وعاملون بخدمات الرعاية الصحية الوطنية ورعاية المسنين وذوي الإعاقات.
وشارك نحو 200 من أفراد القوات المسلحة، أغلبهم من وحدة سلاح الفرسان الملكية في الموكب من كنيسة وستمنستر.
واصطف 1000 آخرون من أفراد القوات المسلحة على جانبي الطريق.
بدأ الموكب من قصر باكنغهام ويسير عبر "ذا مال" باتجاه ميدان الطرف الأغر، ثم طريق وايتهول وشارع البرلمان، إلى أن وصل إلى الباب الغربي لكنيسة وستمنستر.
وجلس الملك تشارلز في عربة اليوبيل الماسي الملكية وليس في العربة الذهبية الملكية الأقدم.
وصل الموكب إلى الكنيسة ما يقرب من الساعة 11 صباحا ويرجح أن يرتدي الملك زيه العسكري بدلا من السراويل القصيرة والجوارب الحريرية التقليدية التي ارتداها الملوك في السابق.
وسار الملك تشارلز من الباب الغربي ، عبر صحن الكنيسة إلى أن وصل إلى قاعتها الوسطى، يتقدمه زعماء دينيون وممثلون عن بلدان الكومنولث يحمل كل منهم علم بلاده، ويرافقه رؤساء وزراء من بينهم رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك، وممثلو التاج البريطاني ببلدان الكومنولث.
بدأالاحتفال في الساعة 11 صباحا،تخللته مقطوعات موسيقية اختارها الملك بنفسه، منها 12 مقطوعة كتبت خصيصا لهذه المناسبة، بما في ذلك مقطوعة للفنان أندرو لويد ويبر، وموسيقى أرثوذوكسية يونانية إحياء لذكرى والده الأمير فيليب.
وتم تقديم الكرة الذهبية الملكية والصولجان الذهبي الملكي والصولجان الذهبي الملكي ذو الحمامة وغيرهما من الرموز الملكية في مراحل مهمة خلال الاحتفال إلى الملك تشارلز.
وتم تقديم الملك تشارلز إلى "الرعية" - وهو تقليد يعود إلى العصور الأنغلو- ساكسونية.
ووقف جاستين ويلبي كبير أساقفة كانتربري إلى جانب كرسي التتويج الذي يبلغ عمره 700 عام، ويلتفت إلى جانبي الكنيسة معلنا أن تشارلز هو "الملك بلا ريب"، وطلب من الحضور أن يعربوا عن ولائهم له. وهتف الحضور: "فليحفظ الله الملك!"، وتعزف الأبواق بعد كل هتاف.
كرسي التتويج، الذي يعرف أيضا بكرسي الملك إدوارد أو كرسي القديس إدوارد، هو أقدم قطعة أثاث لا تزال تستخدم لغرضها الأساسي في المملكة المتحدة. وقد تُوج على ذلك الكرسي 26 ملكا. وصنع الكرسي بناء على أوامر الملك إدوارد الأول ملك إنجلترا لكي يوضع به "حجر القدر" الذي أُخذ من مكان بالقرب من بلدة سكون الاسكتلندية. وأعيد الحجر - وهو رمز عتيق للملكية الاسكتلندية - إلى اسكتلندا في عام 1996، ونقل إلى لندن لاستخدامه خلال الاحتفالات.
وأثناء مراسم التتويج، وضع الكرسي المصنوع من خشب البلوط (السنديان) في منتصف الأرضية التاريخية المصنوعة من الفسيفساء التي تعود إلى العصور الوسطى ويطلق عليها اسم "الرصيف الكوزماتي"، في مقابل مذبح الكنيسة الأعلى، تأكيدا على الطبيعة الدينية للاحتفال.
وقام كبير أساقفة كانتربري بتلاوة قسم التتويج، وهو شرط قانوني. ثم طلب من الملك تشارلز أن يؤكد التزامه بالقانون وتعاليم الكنيسة الإنجليزية خلال عهده، ووضع الملك يده على الكتاب وتعهد "بتنفيذ تلك العهود والوفاء بها".
وخلع الملك عباءة التشريفات وجلس على كرسي التتويج كي يُمسح بالزيت للتأكيد على المكانة الروحية للملك الذي يعد أيضا رأس الكنيسة الإنجليزية.
وصب كبير الأساقفة زيتا خاصا من قارورة ذهبية يطلق عليها اسم "الأمبولة" في ملعقة التتويج ويمسح به رأس الملك وصدره ويديه.
كانت "الأمبولة" قد صُنعت لاستخدامها أثناء تتويج الملك تشارلز الثاني، لكن الشكل الذي صنعت به يعود إلى عصور سابقة، ويرتبط بإسطورة من القرن الثاني عشر يعتقد بها البريطانيون.
الزيت استخرج خصيصا من أجل التتويج من ثمار أشجار الزيتون في اثنين من بساتين جبل الزيتون بالقدس، وتم تكريسه (مباركته) خلال مراسم خاصة أقيمت بكنيسة القيامة بالمدينة.
التنصيب
لحظة التتويج، عندما ارتدى الملك تاج القديس إدوارد للمرة الوحيدة في حياته. ويحمل التاج اسم تاج آخر أقدم بكثير كان قد صنع للملك والقديس الأنغلو-ساكسوني إدوارد المعترف، ويقال إنه استخدم في مراسم تتويج الملوك بعد عام 1220، إلى أن أمر كرومويل بصهره.
وصنع التاج الجديد للملك تشارلز الثاني، الذي أراد تاجا مشابها للتاج الذي ارتداه إدوارد، بل وأكثر فخامة منه.
والملك تشارلز الثالث سابع ملك يرتدي ذلك التاج بعد تشارلز الثاني وجيمز الثاني وويليام الثالث وجورج الخامس وجورج السادس وإليزابيث الثانية التي كانت آخر من ارتداه خلال مراسم تتويجها في عام 1953.
وتم تقديم بعض رموز الملكية إلى الملك مثل كرة الملك الذهبية وخاتم التتويج والصولجان.
ووضع كبير الأساقفة التاج فوق رأس الملك، وعزفت الأبواق وأطلقت الأعيرة النارية الاحتفالية عبر أنحاء المملكة المتحدة.
وأطلقت 62 عيارا ناريا من برج لندن، وست طلقات خلال موكب لضباط سلاح الفرسان الملكي. كما أطلق 21 عيارا في 11 موقعا آخر عبر البلاد، بما في ذلك مدن إدنبره وكارديف وبلفاست، وكذلك على متن سفن البحرية الملكية.
المرحلة الأخيرة، جلوس الملك على العرش.
تقليديا، قام عدد من أفراد الأسرة المالكة وأعضاء مجلس اللوردات بالبرلمان واحدا تلو الآخر بأداء قسم الولاء.
بعد ذلك، تم مسح الملكة كاميلا بالزيت وتتويجها، ثم جلوسها على العرش خلال مراسم أكثر بساطة، كما أنه لن يتعين عليها الإدلاء بالقسم.
ووضع على رأسها تاج الملكة ماري - الذي كان قد صنع من أجل حفل تتويج الملكة ماري إلى جانب الملك جورج الخامس - ولكن تم تعديله وإزالة بعض أقواسه وترصيعه بماسة كلينان الثالثة وماسة كلينان الرابعة وماسة كلينان الخامسة.
وفي المرحلة الأخيرة؛ وقف الملك والملكة تاركين عرشيهما.
وعاد الملك والملكة إلى قصر باكنغهام عبر نفس الطريق الذي سلكاه راكبين العربة الملكية الذهبية التي يبلغ عمرها 260 عاما والتي استخدمت في جميع مراسم التتويج منذ الملك ويليام الرابع الذي توج عام 1831.
وشهد الحشود أمام القصر اختتام احتفالات التتويج الرسمية بتشكيلات جوية حلقت فوق القصر على مدى خمس دقائق، وعرض جوي لطائرات السهام الحمراء.
