العالمي والقوة السعودية الناعمة
كتب - عبدالله العميره
رؤية المملكة 2030؛ ركيزة أساسية تنطلق منها #القوة_الناعمة_السعودية..
منذ إعلان سمو #ولي_العهد الأمير محمد بن سلمان في ابريل 2016 عن رؤية 2030.. الخطة الطموحة التي تضم إصلاحات واسعة تهدف لتحويل المملكة إلى قوة عالمية، والعمليات التطويرية في المملكة السعودية تتحرك بسرعة مذهلة. يعمل على تنفيذها شباب وشابات؛ في داخلهم شغف عظيم ، وإبداع مُبهر.
اليوم وقد اقتربنا من إكمال العام السابع من إطلاق الرؤية؛ يشهد العالم بوادر ضخمة وقد ظهرت على الأرض وبشكل مُدهش.
_____
لدي في هذا المقال ثلاث ملاحظات:
الأولى: تتعلق بالرسالة الإعلامية، وطريقة إيصالها للعالم.. يجب أن تتضمن شرح لمضامين الرؤية، وما تم من إنجازات، والمشروعات المستقبلية ، والإستثمارات في المشاريع. وأن يتم إيقاف كل من يسئ لهذه الرسالة. أو بمعنى أدق، الإستعانة بالخبرات الوطنية الفاهمة في الإعلام وتأثيراته لإيصال الرسالة.
الثانية: رسالة خاصة، تتعلق بأدوات تعزيز القوة الناعمة .. ومن أدوات التعزيز: الثقافة، والفنون، والترفيه، والرياضة. لابد من التكامل والتناغم بينها.
ونحن نرى إبداع في رسائل الثقافة والفنون والترفية. إلا الرياضة.
الثالثة: الرياضة، وهو ما أنا بصدد الإسهاب فيه.
لايتناسب الإعلام الرياضي الحالي مع الإنجازات.. بل على العكس؛ يتم التعامل مع قوة المملكة الرياضية بشكل سلبي، إذ أن التعصب الرياضي المقيت؛ يقتل هذا النشاط. إلا من برامج يجتهد مقدموها، ولكن الإجتهاد مازال قائم على عروض وأساليب تقليدية : ضعف في التحليل، وقلة في التقارير المميزة .. واشهار السلبيات وعلى الصورة السيئة أكثر من الإيجابية، وعلى نقل سئ للمباريات.
لأوضح:
الدوري السعودي زادت قوته..
علينا أن نجيب: كيف تم ذلك؟
أذكر مثال:
عندما تم التعاقد مع النجم العالمي كريستيانو رونالدو، في يناير 2023 كان الهدف، أن يكون رونالدو ذلك النجم المحبوب والمتألق في العالم؛ أداة من أدوات تحقيق قوة ناعمة( طالع هذا التقرير ). .
لكن؛ الملاحظ - خلال ثلاثة أشهر؛ أنه ، وناديه النصر ، يواجه أساليب غير نظيفة لقتل هذه القوة.
من إعلام رياضي، وبعض إدارات، وجماهير أندية، إلى درجة أن التعصب والكراهية لوجود رونالدو؛ أظهرت تحالفات بغيضة ضد النصر ورونالدو. وهو تحالف شيطاني يسئ لسمعة الرياضة في السعودية.. وهذا لم نتعود منهم الإهتمام بالسمعة، فهم ينظرون أن أنديتهم أهم من المنتخب ومن سمعة المملكة.
رغم أن رونالدو حقق مع النصر ما لم تحققه الأندية الأخرى..
وسأذكر بعضاَ من مكاسب رونالدو - رغم الحرب عليه وعلى ناديه النصر:
- أصبح الدوري السعودي مشاهداً في العالم.
- المملكة أصبحت مقصداً لشباب العالم، وأكثر الدول تواجداً في محركات البحث.
- إرتفاع نسبة الحضور في المدرجات، وجلب النصر للأندية أموالا، من دخل المباريات.
يجب حماية رونالدو من العابثين في المدرجات، ومن الخارجين على قوانين كرة القدم.
_____
العالم يبحث عن المملكة، الأيقونة الحضارية في هذا العصر، وإعلامنا المتعصب ومن أنديتنا وجماهيرها يحاربون التميز، ولايركزون على التنافس للأفضل!
ولا أحد من المسؤلين يتحرك لوقف الحرب على واحدة من أهم أدوات القوة الناعمة السعودية!
_____
ماهو المطلوب، في حالتنا اليوم؟
تدخل من الجهات ذات العلاقة، وفي مقدمتها وزارة الرياضة لإيقاف وسائل التخريب في القوة الناعمة:
- إبعاد كل من لايفهم في التعامل مع القوة الناعمة في الإعلام الرياضي. من الجهلة والمتفذلكين والمستذكين المسيئين.
- معاقبة الأندية على سوء سلوك جماهيرها مع اللاعبين وبخاصة المسيئين للنجوم الفذة التي تم التعاقد معها وساهمت في اتساع المتابعة العالمية ( لا أستطيع أن افهم سلوك جماهير الإتحاد مع اللاعب رونالدو في مباراة النصر الأخيرة) إلا أن التعامل يظهر جهل كبيرمن الجماهير، وسوء ردة فعل من إدارة نادي الإنحاد، وتقصير كبير من تلك الإدارة في تثقيف الجماهير.. وعدم إدراكهم أن هذا السلوك المشين يراه العالم، وهو يمثل تشويهاً كبيراً للدوري السعودي وللمملكة.
-لابد من عقاب يطال النادي وجمهوره، ويطال المدرب الذي يحرض لاعبيه على التعرض للنجوم للحد من قوتهم بالخشونة المتعمدة، وعقاب أي لاعب يتقصد إرتكاب جريمة إصابة لاعب. ليس بالبطاقة الحمراء، بل يجب محاكمته وتطبيق العقوبات عليه.
- وإفهام الأندية لدورها في التثقيف.
- وأقترح رصد جائزة مالية أو كأس، أو الإثنتين؛ للجمهور الراقي، ولرابطة المشجعين المتميزة بحسها الوطني و التوعوي العالي.. تمنح للأندية التي تتميز بجمهور عالى الأداء، راقي في التشجيع، حضاري في المدرجات. له مساهمات واضحة في تعزيز القوة الناعمة.
والنقطة المهمة التي أحب أن أطرحها اليوم، هي في دور وزارة الرياضة المهم جداً بالتأكيد على الأندية عند اختيار نجوم أجانب:
- أن يكون النادي بحاجة لهذا النجم، وليس لمجرد التعاقد للنكاية، أو المباهاة، أو عدم الإستثمار فيه كما يجب.
- إختيار اللاعبين من العالم المعروفين بأخلاقياتهم وحب الجماهير لهم، وليس لهم تاريخ مضاد للنزاهة مع أندية أخرى.
وأن لايُبنى التعاقد من منظور التعصب والمناكفة.. مثلاً : أجلب مسي نكاية بالنصر، أو أقف أمام نادي حتى لايجلب لاعب، أو أزاود على استقدام لاعب، لحرمان نادي منافس منه!
( هنا نخلق صورة سلبية ، وسبب رئيسي من أسباب الإبتزاز لأنديتنا، والضحك علينا.. في النهاية؛ نخلق لنا صورة غير جيدة بين نجوم العالم، والأندية العالمية، وفي الإعلام العالمي، وحتى عند حكام كرة القدم).
هذا موجود فعلاً، عند قصيري النظر، ممن مازال التعصب والفساد متغلغلا فيهم.
كل تلك الأفعال هي ضد السمعة الطيبة للمملكة والقوة الناعمة.
يجب أن لاتترك القرارات للمتعصبين، بل يجب إبعاد المتعصبين وأصحاب العقول التي لاتجيد الإبداع.. إبعادهم عن المشهد تماماً.
يجب أن يكون هدف التنافس الرياضي المصلحة العليا.. مصلحة الدوري وسمعة المملكة ، واستخدام النشاطات الرياضية كنافذة مهمة للتعريف بالمملكة ورؤيتها ومشاريعها الضخمة، وحضارتها المتنامية، بذكاء.
لا يجوز السكوت على مجموعة من الجهلة المخربين، يفسدون ما يبنيه المبدعون والمبدعات.
ولا يجوز السكوت على انتشار المنشطات.. هذا فساد مكين، يجب أن يحاسب الفاعلون بأقسى وأقصى العقوبات.
_____
أعلم علم اليقين، أن الفاسدين والمفسدين، لن يوقفوا الحركة النهضاوية والحضارية السعودية، ولكنهم إن تُركوا في عبثهم، فإنهم يؤثرون، ويخلقون ربكة في أذهان المتلقين بالعالم، ويرسمون علامات تعجب - بين ما يرون من خلال برامج ومؤتمرات إقتصادية وترفيهية، وتناقض ما يقدم من صورة تعرضها برامج رياضية عن المجتمع، أو مشاهد المباريات المنقولة للعالم!
_____
قد يقول قائل: كرة القدم لايوجد فيها مثاليات100%.. وقد يعتقد هذا القائل، أن المثالية في كرة القدم تقتل متعة الحماسة في التشجيع.
ردي : ومن قال أن المتعة في تشاحن الجماهير وشحنهم.
ما تفعلونة ليس إثارة إيجابية بها تنشغل الجماهير بمتعة المشاهدة. بل إثارة سلبية نتائجها مُضرّة.
ولا يخلق السلبيات ويبني عليها إثارة إلا جاهل أو مغرض.
أما خلق الإثارة الإيجابية فلا يستطيع عليها إلا المبدعون.