وش تشجع ؟!

news image


كتب - عبدالله العميره
ينتشرفي الوسط الرياضي شائعة زاحفة طائرة، بأن الهلال هو الفريق المدلل عند الحكومة.
شائعة تراكمت منذ سنوات طويلة؛ حتى صدّقها كثير من جمهور الأندية الرياضية!
من متابعتي، وخبرتي في الإعلام؛ أؤكد أن هذه الشائعة التي أراد مُطلقها أن تكون حقيقة؛ هي شائعة غير صحيحة.

الهلال نادي كبير، ويمتلك مجموعة لاعبين رائعين؛ ولكن هناك أندية كبيرة، ربما بعضها أكبر منه ، وقد أضر السفهاء بالهلال بتضخيمه وجعل البقية يكرهونه .

من قوة الشائعة؛ صار بعض المسؤلين يهابون من نقد الهلال!!

هناك فرق بين جمهور المدرجات، وبين الشخصيات الإعتبارية المؤثرة، في الإعلام أو غيره.
تجربتي في الصحافة ، تقارب الـ 40 سنة.
في جريدة الرياض؛ بدأت مراسلاً  للقسم الرياضي عام 1403هـ
ثم قسم المحليات، وكانت جريدة الرياض في أوج عزها، بقيادة الأستاذ تركي السديري - رحمه الله.
وكانت الشائعة المنشرة؛  آنذاك،  وصدقها الناس؛ أن جريدة الرياض، هي الصحيفة المدللة عند الحكومة!
الحقيقة، هذا غير صحيح.. فالرياض والجزيرة وعكاظ وبقية الصحف السعودية، هي في منزلة واحدة عند القيادة والحكومة.
إلا أن جريدة الرياض، استثمرت في نجاح الشائعة!
كان رئيس التحرير، رجل قيادي متعقل، وذكي، يعرف كيف يدير القطيع بمختلف ثقافاته وطريقة تفكيرهم (!)، كما يدير العقول الذكية المتميزة ، لصالح الجريدة.
كان فيها - آنذاك: مجموعة من الصحفيين البارعين،  وفيها من المتعصبين للهلال، بخاصة القسم الرياضي؛ متطرفون في التعصب - إلا قليل جداً منهم - وكانت تربطني علاقة أقوى بالمتعقلين، حتى بعد انتقالي من القسم الرياضي ( أمضيت فيه سنوات قليلة ) إلى قسم المحليات ..  90% من عملي في  قسم المحليات ( 25 سنة )  وواصلت ممارسة العمل الصحفي في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، مديراً للتحرير بجريدة الإقتصادية، ثم رئيساً لتحرير لإحدى مطبوعات الشركة، ثم الإنتقال للعمل في المكتب الخاص بإمارة الرياض ( عندما كان الملك سلمان - الله يحفظه، اميراً على الرياض -  وكنت رئيساً لتحرير مجلة الإمارة ). 
ومازلت أمارس العمل الصحفي  في وكالة "بث" للأنباء، وقريب من الأحداث.
أردت القول ؛ أن تجربتي طويلة ، وعندما أتكلم، فإنني أنقل بعضاً من واقع، وهناك الكثيرأعرفه، ولم أظهره، إلا قليلاً؛  فيه دروس مفيدة في عملي ، أو ما أقدمه من دورات تدريبية، من منطلق إيماني:  "تقديم تجارب مفيدة للمتدربين من الشباب والشابات المحتاجين لطرق مواجهة الصعاب ، ومن أجل عمل صحفي مميز مفيد للوطن بالدرجة الأولى.
_____
البعض يقول أنني أميل للنقد.. نعم.
ما يفهمه الصحفيون والنقاد المحترفون أن مهمة الصحفي بالدرجة الأولى، هي "النقد".
النقد "السياقي الذاتي" ، الإستراتيجي، البناء..
والتركيزعلى السلبيات لمعالجتها، هي في صلب النقد البناء.
يعني: معرفة المحاسن، والعيوب؛ بهدف تحسين قبيحها.
وأهم مرتكزات النقد : العمل.
من لا يعمل؛ لا يخطئ.
الخطأ طبيعي، ولكن:
لاتخطئ في أمر كبير( الوقوع في الخطأ الكبير؛ يعني أنك لم تدرس مهمتك) ولا في أمر صغير - لا أحد يخطئ فيه. ولا تكرر الخطأ.
وعلى أية حال؛ يجب معالجة الخطأ والرجوع إلى الصواب.
ولكن ما يحدث في الشأن الرياضي، لايدخل في هذا الميزان. لأن المعايير في الرياضة مقلوبة - أرجو تعديلها وتصحيحها قريباً.
ترتكز الإدارة ( العميقة ) في الرياضة - على وجه الخصوص - على توظيف من تجمعهم ميول واحدة، وتكون القرارات فيه، وكأنها قرارات وزارة، أو حكومة!
سيدخل من يسأل: لماذا الحكومة ساكته عن أولئك المتعصبين؟
أولاً، اهتمامات الحكومة أكبر بكثيرمن مباريات.
ثانياً، الإدارة العميقة في الرياضة ، قديمة متراكمة، والحل في الطريق، وتحتاج لمشرط جراح محنك، واجراء العملية بدقة وتروي، لأن المهم أن تكون الإدارات البديلة تتميز بعقليه ناضجة، متعلمة، تجعل خدمة الوطن فوق كل شئ.
ولي رأي في هذا الجانب، يتعلق بالجمهور. لايحب السكوت عنه.
العلاج يحتاج أن يسير في خط متواز مع التصحيح في الخطاب الإعلامي، ليتوافق مع عصر الرؤية الوطنية (2030).
لأن أخطر الجماهير، هي الجماهير الرياضية ، أغلبهم يدخل في إطار العقلية (المترددة).
وعقلية المتردد تحركه المشاعر، بالحب إلى درجة الهيام غير المتزن، أو الكراهية الشديدة. وبينهما قليل من المعتدلين.
وقد طال أمد الضغط على جماهير الأندية المنافسة للهلال.
وهذا يجب أن يؤخذ في الإعتبار، لأنه لايمكن السيطرة على الجماهير ، بعد أن صار التعصب سمة يغذيها إعلام لايرى غير ناديه المفضل عنده، ولا سواه يستحق. 
هذا الزمن يختلف.
الآن كرة القدم احتراف، وتكلف الأندية ملايين. ثم يأتي من يسلبهم حقهم بصافرة أو فأر أوقرار منحاز لنادي بعينه ضد أندية أخرى.
هذا ليس هو وقت أهل التعصب، وأهل العصبة لنادي واحد.
_____
أؤكد من معرفتي وتجربتي، أن كل أندية الوطن سواسية ، ويكذب من يقول أن الحكومة تدلل الهلال.
من يدلل؛ هم عصبة من المتعصبين، الذين لايراعون مصلحة الوطن. وقد وضعوا في المسؤولية الوطنية.. أولئك استطاعوا أن يبنوا شبكة نافذة في بعض الجهات الرياضية / صاحبة قرار - لايوظفون إلا من يتوافق معهم، وإن كان مختلفاً في الميول، فإن وجوده صوري - القرار عند المتعصب من يدير (الإدارة العميقة).
أجزم؛ أن عاصفة التغيير ستطال هذا القطاع المهم.
سيتم اجتثاث  التعصب، وفي وسائلهم غير الأخلاقية، التي تتعارض مع المنافسة الشريفة، بل تتعارض مع توجهات الوطن، وسمعة قطاع مهم له ضرورة؛ ووجود مهم في استراتيجية "القوة الناعمة".
_____
المتعصبون المتطرفون يتدخلون؛ لإفساد كل شئ.. يتدخلون لإفساد صفقات الأندية، بالدخول على الخط من الباب الخلفي لإحباط أية صفقة، أو تكليف النادي المنفس أموالاً طائلة.!
يساهمون في قتل المواهب، بركتها حتى تنتهي، بعد الإستحواذ عليها - لمجر النكاية بالأندية المنافسة!
 يدخلون؛ بكل ما يستطيعون - إعلامياً، وعملياً في الخفاء للتأثير على الفرق الأخرى والنتائج!
كل أنواع الأعمال الفاسدة المفسدة بطرق غير شريفة .
لابد من نهاية لكل هذا العبث. لتكون إنطلاقة الرياضة السعودية أكبر ، ولتتناسب كرة القدم مع  الإبداعات في النشاطات الكبرى الأخرى، وتتناسب مع المشروعات الضخمة المقبلة.
وبالأخص؛ تتناسب مع سمعة المملكة وقوة وتأثير "القوة الناعمة".

_____

بُعيد نشر المقال بقليل؛ وصلتني رسالة من عزيز، من كلمتين:
" فالج لاتعالج".
وهي عبارة كان يُرددها الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر سابقاً - غفر الله له  ..
الفالج في اللغة: "مَرَضٌ يُحْدِثُ شَلَلاً فِي أَحَدِ شَقَّيِ الْبَدَنِ يُفْقِدُ الإِحْسَاسَ".
وأقول: كل شئ له علاج.
وأعتقد؛ لم نصل إلى درجة الإصابة بالفالج!

   الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله؛ كلامه حكم، ويعرف ما يدور منذ زمن بعيد.