رونالدو والإعلام المعاكس
كتب - عبدالله العميره
منذ تعاقد #نادي_النصر مع النجم العالمي #رونالدو؛ هذا اللاعب صاحب المكانة في قلوب عشاق كرة القدم بالعالم، والمكسب الكبير؛ ليس لنادي النصر فقط؛ بل للمملكة العربية السعودية، بما أحدثه اللاعب، ويحدثه من متابعة على مستوى العالم.
تسألت؛ ومازلت :
كيف يتعامل الإعلام السعودي مع الحدث؟
بعد مراقبة، لم يكن صعباً معرفة ضعف التعاطي الإعلامي الرياضي - توقعت أن يتغير بعد أن صارت الرياضة السعودية تحت الأنظار ( كل ما تغير أن تم تكثيف البرامج الرياضية، ونقل برمج من قناة أقل مشاهدة، تخاطب نوعية من الجمهور؛ إلى قناة واسعة الإنتشار.. المضمون لم يتغير.. تم معها نقل نفس التسطيح وأساليب الإستفزاز، والصراخ !).
بمعنى؛ إتاحة الفرصة للتسطيح والزعيق أن ينتشر.
نقل صورة سلبية للعالم !
لا أطالب مدح رونالدو، أو الثناء على النصر ومبارياته في الدوري، بل أطالب بعمل إعلامي احترافي يثير الإعجاب في البرامج الرياضية السعودية، وقدرتها على نقل الواقع السعودي الحضاري العظيم.
هي فرصة - حتى الآن. لم تحسن التعامل معها تلك البرامج ولا ضيوفهم. ولا المحسوبين على الرياضة السعودية في مواقع التواصل.
مازالوا منغمسين في التعصب الأعمى. وفي إدارة الجماهير بأساليب مؤذية .
لايوجد نقد أو تحليل علمي مقنن، يهدف إلى مصلحة عامة.
_____
رونالدو لايمكن مقارنته بأي لاعب محترف في الأندية السعودية، رونالدو له قيمة لايعرفها إلا من يعرف تأثير النجوم الكبار أصحاب الجماهيرية الكبيرة جداً في العالم.
أحسبوها ببساطة.. ماذا فعل إسم رونالدو لنا في المملكة منذ توقيعه العقد مع النصر؟
وما هو أثر وجود بعض اللاعبين الآخرين؛ إلا الإستهزاء بالجماهير، وإثارة الكراهية.
رونالدو نقل الإعلام إلى مرحلة جديدة ..
رونالدو لا يلعب ليستفز الجماهير المنافسة لناديه؛ الجمهور بالتمثيل.. لم نشاهده يتوجه إلى الجمهور بحركات مهينة.
رونالو ليس لاعباً متغطرساً فارغاً.
رونالدو لاعب عالمي، جاء، أو جئ به ليُفيد.
وجوده بيننا يعني "قوة ناعمة " للمملكة، يجب أن نحسن استثمارها.
رونالدو أوجد مساحة عريضة من تحفيز الأندية واللاعبين في الدوري السعودي.
ووجه أنظار العالم (القنوات والجماهير) إلى الدوري السعودي، وإلى المملكة.
ووجود رونالدو بدأ يسهل على الأندية التعاقد مع لاعبين دوليين؛ لم يفكروا بالمجئ إلى المملكة .. إلا أن رونالدو حوّلهم من غير راغبين، إلى متمنين اللعب في السعودية.
برامج وصحف محلية مازالت تجتر الماضي.. وبعض من المتطرفين في التعصب، تحولوا إلى الفضائيات . مع استمرار محاولات الإقلال من النصر، وقتل المواهب في الأندية التي ترى أن رونالدو قدوة في الإلتزام والعطاء لهم.
مازالوا يقدمون الصورة والحوار السلبيين عن الرياضة السعودية.
لكي يقدم رونالدو كل مالدية، وما نريد منه؛ يحتاج إلى :
أن يعرف الاعلام الرياضي قيمة اللاعب، ويمنحه التحفيز المستحق.
والأمرالأهم؛ أن تتعاقد إدارة النصرمع عناصر تدعم رونالدو.. النصر مازال يعاني - بوجود عناصر محلية، على وجه التحديد يصر عليها المدرب، تزحف بالفريق إلى الوراء، وشديدة الضعف في التحرك والحماس داخل الملعب، وعدم القدرة على فهم رونالدو وتاليسكا، وعلى تغذيتهم بما يحقق النتائج.
وعدم وجود خطة لمواجهة إستئساد الفرق الأخرى أمام النصر. والذي تغذيه الأساليب المتعصبة المتخلفة.
( الإستئساد أمام النصر، له أسباب عدة: لمكانة النصر وقوته المخيفة.. وعالمية النصر؛ إذ أصبحت عيون العالم عليه بشكل أكبر بعد انتقال النصر إلى العالمي، وكل يود أن يأخذ له نصيب من الشهرة).
هذا كله جيد، ولكن الإعلام لا يتحدث إلا عن أبعاد غير مفيدة، والتركيزالجوانب السلبية والشحن، حتى صار لدى الرأي العام تصور؛ أن مواجهة النصر ورونالدو كموقعة حرب، يجب كسبها ، ولو بـ " الإنبراشات" والإستفزازات اللا أخلاقية. أو أن رونالدو لم يغير في النصر شئ!
لكي نحقق الغاية من وجود رونالدو.. وما قد يأتي من نجوم، ولنفهم الغاية من الحراك السعودي العالمي الرياضي؛ لابد من فهم مايدور، ومعالجة القصور. وأن توضح وزارة الرياضة خططها العليا بشأن" قوة الرياضة السعودية الناعمة"، وأن تتدخل لاختيار الرجال والنساء القادرين على التعامل الراقي مع الرياضة السعودية، القادرين على إرسال الرسالة بإبداع إلى العالم.
يجب طي صفحة التعصب للأندية ، وابعاد المتعصبين من الظهور.
لابد من حل ..
لابد من إيجاد إعلام رياضي متطور، وبأساليب حديثة، فيها من الإثارة الإيجابية، والنقل الممتع المثير للإعجاب.
المرحلة تتطلب أكبر من أولئك.. المرحلة تتطلب إعلاميون يفهمون نتائج ما يقدمونه. وضيوفاً جدير المجئ بهم ليحللوا بعمق ويحلقوا بالمشاهد والمتابع إلى عالم جديد من الفهم . وعلى مقدرة وكفاءة على تغذية الجمهور بالمعلومة المفيدة، وتثقيفهم بأساليب التشجيع الراقي الممتع - بعيداً عن التعصب.
هناك فرق كبير بين أساليب التعصب المقيت، والإثارة الإيجابية.