#القداحة_العجيبة !
كتب - عبدالله العميره
في مرحلة الطفولة - ومن هو في سني أوقريب - تغذى فكره على مكتبة المدارس الغنية بالقصص المفيدة..
كنت أحرص على قراءة القصص التي تنتجها المكتبة الخضراء للأطفال..
بين هذه القصص :
القداحة العجيبة، عقلة الإصبع، الأقزام السبعة ، الفأرة البيضاء، أطفال الغابة...الإبداع.
وانتقلت إلى مرحلة متقدمة ؛ بقراءة الروايات والقصص الطويلة، والكتب العلمية.
وهكذا كان ومازال كثير من الناس يحرصون على العلم وتحصيل الشهادات العليا، وعلى التعلّم، وبلادنا مليئة بالعقول الناضجة المواكبة لرؤية المملكة العظيمة. .
وكون أحد من الناس أقل من ذلك ؛ ويحاول تصدر المشهد بالجهل في الكلام والأفعال، لايعني إلا أن للزمن أحكام. ولا يصح إلا الصحيح.
__________
قصة القداحة العجيبة..
عن شاب فلاح يعيش فى قريته الصغيرة ويعمل مع أبيه فى حقول أحد الأغنياء يزرع ويحصد ويرعى الماشية ، وحين بلغ الثانية والعشرين من عمره قامت الحرب وإشتركت فيها بلاده ، فذهب إلى ميدان القتال، وعاد بعد خمس سنوات، فوجد والديه قد توفاهم الله، فترك البلدة، واتجه إلى الغابه ليقابل إمرأة ( عجوز )..
القصة فيها من العبر الجميلة.
القصة مليئة بالخيال، الموسّع للمدارك..
الحكمة؛ هي نتاج " العلم، والخيال الواسع، والخبرة " ، والعقل هو ميزان الحكمة ، والتربية هو سياجها الواسع.
(يمكنكم الضغط هنا لقراءة القصة كاملة )
ما مناسبة هذه القصة في مقال اليوم ؟ ولماذا اخترت هذه القصة دوناً عن غيرها؟
لابد من الإحاطة؛ إلى أن هناك فارق كبير بين معاني وأهداف القصة المفيدة، وبين سبب إختياري !
فقط هو توافق في الحروف :
بين عنوان القصة " القداحة العجيبة" و بين " قدح " أحد رؤساء الأندية الرياضية!
أبدأ بمعنى القدح في اللغة العربية. بحسب معجم المعاني الجامع :
القِدْحُ : قطعةٌ من الخشب تُعرَّض قليلاً وتُسَوَّى، وتكون في طول الفِتْر أو دونَه، وتُخَطُّ فيه حزوزٌ تميِّزُ كل قِدْح بعددٍ من الحزوز، وكان يستعمل في المَيْسِر، وقد يكتب على القِدح: لا أو نعم، أو يُغْفل لِيُقْرَعَ به ويُستقْسَم.
وَسْمَ قِدْحِك : اعرِفْ نفسك.
والقِدْحُ :سَهْم المَيْسِر.
ولتكون الكلمة " القدح " مُفسرة ( علمياً ) لابد أن تكون قارئاً مثقفاً؛ لا ختيار الكلمة ووضعها في مكانها، وإلا ارتدت إلى معاني سلبية وتحرق صاحبها!
يقول ألبرت أينشتاين في الحكمة: "يستمر الغضب فقط مع الجهلة".
__________
التصقت كلمة "القدح " أو "القداح" برئيس أحد الأندية الرياضية، مع كثرة تصريحاته المناوئة غير الحكيمة، والتي استدعت - تلك التصريحات - مفاهيم جاهلية، وأساليب قديمة ، لاتتوافق مع المعنى اللغوي، ولا مع المرحلة التي تتطور فيها الرياضة، واتساع مدارك المتلقي / الجمهور .
وصار " قدح" الرئيس محط تندر!
ويزداد تندر الجمهور العارف بأسباب "القدح" المناوئ لنادي عاصمي عالمي شهير.
وصار ذلك الرئيس؛ يلقب بـ " القداحة العجيبة " ، وبطل التصريحات.
وكما أشرت في مقال سابق:
"أرى أن المملكة تقدمت مراحل كبيرة في التطور .. في كل شئ، والرياضة ضمن ذلك. رغم محاولة (البعض) في استمرار جرها إلى الوراء، بالإستمرار على الأساليب القديمة!".
وتصريحات " القداحة العجيبة"، وقراراته؛ تندرج ضمن الأساليب القديمة، التي تؤثر على سمعة الرياضة السعودية..
الرياضة التي صارت من عناوين القوة الناعمة السعودية، بالتنافس الشريف الحضاري، وبالحضور الجماهيري المميز.
قرارات ذلك الرئيس - وأمثاله - أقل ما يقال عنها ؛ أنها غير موفقة البته.
فالبطولات لاتتحقق بـ " القدح " الفارغ.. ونتائج محاولة النيل من الأندية الأخرى؛ تؤكد أن الإدارة ؛ هي؛ علم وعمل وحكمة..
وأرجو إبعاد مثل أولئك عن المشهد الرياضي الحضاري، فزمن " الشو" الفارغ قد انتى.. الآن مرحلة عمل وابداع وانتاج - وأفعال، وليست أقول و" هباط " فارغ.
هؤلاء لايصلحون للمرحلة الحالية والمستقبلية، ويسيرون في الإتجاه المعاكس لأهداف المملكة الرائعة.
ومن حسن الطالع؛ أن العاملين بجد وإخلاص وصمت في الأندية وغيرها، أكبر ممن أقصى طموحهم؛ البقاء في المشهد الصاخب المسئ.