النصر العالمي في السعودية العالمية
كتب - عبدالله العميره
تعاقد #النصر مع النجم العالمي #كريستيانو_رونالدو، ليس مكسباً كبيراً للنادي العالمي النصر، والرياضة السعودية ؛ فقط.
مكاسب التعاقد مع هذا النجم؛ أكثر مما وصفه المتابعون.
يدل على ذكاء في التخطيط وبراعة في التنفيذ.
إنني أنظر للحالة من منظور إعلامي.
الإعلام سلاح مهم (يمكنني وصفه بالخطير)..
تلك القوة الناعمة؛ أمضى وأكثر أثراً من سلاح الطيران والمدرعات.
إذا كانت أسلحة القتال؛ تدمر البشر وتنشر الرعب، وتكرس الكراهية والعداوات بين الدول والشعوب؛ إلا أن الإعلام سلاح يدخل القلوب ويستقر في العقول.
المهم؛ كيف يتم التعامل معه؟
أعني كيف نصنع الحدث، ونتابع الأثر.. ونواصل.
وجلنا تابع ردود أفعال العالم بعد إعلان تعاقد نادي النصر السعودي مع واحداً من ألمع نجوم العالم في كرة القدم هذا العصر.. كرة القدم الساحرة للشعوب!
لا أرى خسارة في المبالغ التي منحت لهذا اللاعب؛ مقابل الأثر.
الإعلام = التأثير والأثر.
ملايين، بل تصرف مليارات على سائل إعلام لاتبث إلا موضوعات بأساليب بائدة محدودة الأثر. بل كثير منها يترك أثراً عكسياً.
في اعتقادي أن التعاقد مع ذلك النجم، لايشكل إنقلاباً في مفهوم الإستثمار.
هنا؛ الإستثمار في فرد يعادل صفقات ناجحة من ضخ الأموال على وسائل إعلام لاتواكب العصر - لاتحسن النخاطب مع العالم قي زمن إنفتاح الفضاء.
التعاقد مع كريستيانو رونالدو، هو إنقلاب في مفهوم الإعلام.. وأعتقد أن الحدث يعطي إنطباعاً عن الإستراتيجية الإعلامية السعودية - وتطور كبير في مفهوم "القوة الناعمة".
هذا الحدث جعلني - وقد أمضيت 40 عاماً في العمل الصحفي.. جعلني أفكر - بجد - في تغييرمفهوم التعاطي مع الرسالة الإعلامية.
إذا لم يفكر الصحافيون والإعلاميون في المملكة - ملياً - في ذلك ، سنجد أننا سنتأخر سنوات عن ما تخطط له وتفكر فيه القيادة السعودية.
كنت أناشد - منذ زمن بعيد - بتطوير الإعلام السعودي، وهذا الحدث يؤكد وجوب السرعة في التطوير؛ وإلا سنصل لمرحلة تغيير كبيرة في منهجية وأسلوب التعاطي مع الأحداث والتطور السريع والكبير في المملكة العربية السعودية. ولن يجد - الصحافيون - الحاليون، ولا الصحافة لهم مكان.
ستندثر الأساليب التقليدية التي مازالت تمارس، وسينتهي تلك الأساليب والقائمين على الإعلام الحالي، ويحل مكانه إعلام جديد من نوع جديد.
ليس التطوير في الأخذ يوسائل الإعلام الحديثة وتقنياتها المتطورة.. المهم هو تطوير في الرسالة والهدف.
لا أعني مواكبة التقنية.. فالتقنية بدون محتوى وأسلوب، لاتفيد.
التعاقد مع لاعب واحد؛ ترك أثراً سريعاً، أكثر من أي أثر تركه العمل الإعلامي السعودي في كل السنوات الماضية.
صحيح أن المملكة بحاجة إلى استمرار وسائل إعلام. ولكن؛ الحاجة أكثر إلى إعادة تقييم وإعادة رسم خطط، وإعادة تفعيل.. والإبقاء على الأفضل ودعمه الدعم المستحق ليكون مؤثراً في الداخل والخارج.
الكل يتابع؛ الفوضى في التعاطي مع الإعلامن حتى أصبح البسطاء ممن لايفهمون في العمل الصحفي والإعلامي، يسمون بالمشاهير المؤثرين.. هذا عمل آثاره السلبية أكبر وأخطر.
يجب التوقف، وإعادة برمجة الإعلام.. تخيط استراتيجي - يحدد الأثر والهدف - والبناء على الأثر الإيجابي.
المتعصبون لأنديتهم لايفهمون أبعاد التعاقد مع مثل هذا اللاعب، ولا ما سيتبعه من تعاقدات أو أحداث لصالح جميع الأندية ، وللمملكة.
السعودية أولاً وآخراً..
وأتمنى - بل أرجو - فالتمني مستحيل، ولا مستحيل في قاموس السعودية وقيادة المملكة ورجالها ونسائها المخلصون والمخلصات للوطن قبل الأندية. وقبل أي شئ آخر.
وأتمنى أن يغير الجمهور الرياضي من ثقافة التعصب، إلى ثقافة وطنية أشمل وأوسع، وهذا دور الإعلام.
وبدأت أشاهد برامج الرياضية كانت تبث التعصب والتحزب، وتحولت إلى برامج أكثر وعياً وأشمل في الرؤية.
وإلى الأمام.