قبسات من ديني - واقتباسات

news image


كتب - عبدالله العميره

(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)

 ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)  

( لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ )

( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ )

( وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ )

( إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ)

( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ)

( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )

( وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ)


_________

أتوقف كثيراً عند هذه الآيات عند قرائتي للقرآن الكريم.
أرى فيها خلاصة الإيمان بالله، وقدرته ..
آيات دالة على أن الله تعالى هو الفعال لما يريد، الهادي من يشاء، المضل لمن يشاء، بعلمه وحكمته وعدله.
إذا كانت هذه إرادة  الله سبحانه وتعالى.
فلماذا كراهية الآخر ؟
لماذا لانبقى أقوياء بتمسكنا بآخر وأتم الشرائع، وأكملها الصالحة للبشرية في كل زمان ومكان؟
عود؛ إلى ذي بدء، إلا الآيات السابقات.
فيها العلم والإعجاز، وفيها الدليل على عظمة الإسلام.
عندما نتعمق قليلاً ، سنجد عظمة الدين الإسلامي.
لقد أنزل الله سبحانه وتعالى الديانات كي يرشد الناس للطريق الصحيح، لذا لابد من معرفة مفهوم الدين الإسلامي، وأركان الدين الإسلامي، ومعلومات عن الدين الإسلامي، والإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية وربط به هدايتهم.
قال الله تعالى: 
( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ)
( وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ)
( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
لاحظ؛ درجة التناغم والتوافق بين الآية الأخيرة وجميع ما قبلها من آيات.
لاحظ؛ حكمة الله وعدله.
لاحظ تشريعات الإسلام والأحكام المتعلقة بحياة الإنسان وحقوقة.
ولاحظ؛ أنه لا يوجد في الإسلام ما يسمى بـ "رجال دين" كاليهودية أو النصرانية، وغيرهما.
المسلم يعرف الطريق، وقد يبتعد قليلاً عن جهل ببعض الضوابط، فيأتي دور علماء ( لا يُسمون برجال دين). ممن منحهم الله على عمق التفسير والدلالات التي تؤكد على الآيات الكريمة الواضحة كالشمس في القرآن الكريم.
المسلم، لايحتاج إلا من يخلق من نفسه عقيدة أو منهج.
القرآن واضح جداً، والسنة النبوية واضحة، والأحاديث الصحيحة تحقق مبتغى آيات القرآن الكريم.
القرآن الكريم؛ هو كلام الله، المنزل على محمد ﷺ ، المتعبد بتلاوته ، الذي أعجز البشر أن يأتوا بمثله ، بل ولا بسورة من مثله ، أنزل إليها ليكون منهاج حياة، وطريق عزّ ، وسبيل رفعة.
القرآن الكريم؛ محفوظ من التحريف والضياع، والزيادة والنقصان.
ومحمد ﷺ لاينطق عن الهوى.

__________
ونلاحظ؛ أن الخوف على الإسلام؛ ليس من الأخرين ؛ بل من أهله.. الخوف على الإسلام من المسلمين أنفسهم.
بأخلاقهم، وفهمهم لدينهم.
وبسوء أخلاقهم بينهم ومع الآخرين، وعدم الفهم للدين الإسلامي.
الحمد لله الذي ارتضى لأمة محمد ﷺ دين الإسلام، وجعل شريعة محمد ﷺ خاتمة الشرائع وأكملها، وأرسل بها أفضل خلقه محمدا ﷺ.
__________
مازلت أتذكر قصة ذلك الشيخ الدكتور الأزهري، الذي وجهت له إحدى الجامعات الأمريكية دعوة ليلقي محاضرة عن الإسلام، وأخلاق المسلم، ونظافة المسلم، وحياة المسلم .. وعن تعاليم الإسلام التي أثرت في الحضارة الإنسانية.
ويوم سفرة؛ أطرق يفكر.
ولاحظ أحد المرافقين له، شرود ذهن  الشيخ. فسأله عن ما يشغله؟
قال الشيخ: أخاف بعد أن أنهي محاضرتي أن يسألني طالب : " مادام الإسلام هكذا فلماذا أنتم هكذا ".
وقصة الشيخ يوسف (الأمريكي ) الذي طاف بمجموعة من الشباب الأمريكي الذين أعلنوا إسلامهم حديثاً؛ وزار عدداً من  بلاد المسلمين.
وبعد العودة إلى أمريكا، سألهم الشيخ يوسف عن إنطباعاتهم؟ فأجابوه إجابه واحدة:
" لو كنا سافرنا قبل أن نسلم؛ لما أسلمنا " !
_________
في إحدى المناسبات بدولة عربية، كانت مناسبة فكرية حضرها مجموعة من دعاة ما يسمى بـ " الحرية " في العالم.
التقيت بإمرأة (داعية ) إلى ذلك الفكر، أسمها سونداري .. ودار حوار بيني وبينها:
مما قلته لها : أنكم تركزون في دعواتكم على الشباب في الدول ذات الأغلبية الإسلامية؟
وقلت : هل هدفكم تحويل الشباب إلى معتقدات أخرى؟
قالت لي ( معترفة بدون مواربة) :  لا..
لانريد الشباب المسلم أن يصبح مسيحياً أو يهودياً.
نريده بلا دين .. ولا يتمسك بالأخلاق.
نريده كالعجينة !!
وقالت: نحن نعلم أن المسيحية واليهودية (الآن) مجرد هرطقة  وانغلاق  وجهل.. لانريد أن يصبح الشباب مهرطق ومنغلق على نفسه، إلا من بعض حركات تافهة تتشكل بين بعض الشباب في بعض المواقع.
وقالت: أعرف أن الشباب المسيحي واليهودي، معظمهم فاسدون، وبلا أخلاق .. ولكنهم مازالو يعلقون الصليب والنجمة على صدورهم، ويؤدون طقوس دينية في المناسبات..
فارغون إلا من حركات فارغة، وهؤلاء منتهين منهم، ولا خوف منهم.
وقالت، بصراحة، الخوف من المسلمين، لو تمسك الشباب المسلم بالإسلام، لما استطاع أحد مواجهتهم، سيصبحون قوة، لايمكن كسرها.
قلت : ولكنهم سيصبحون قوة لخير العالم ، سيساهمون في الحضارة الإنسانية، ويملؤون حياة الإنسان بالعمل الجاد، وبالأخلاق الحميدة.والسعادة الحقيقية.
شاحت سونداري بوجهها، وأومأت بيدها، بما يدل على معارضة فكرها للحضارة الإنسانية الخلاقة!!
ختمت معها بالقول: إذا تريدون مجتمعات بلا دين.. بلا أخلاق.. تريدون مجتمعات لا اهم لها إلا الجنس واللبس، والأكل ، كالحيوانات .. تريدون تحويل المجتمعات إلا مجاميع ممزقة تتسافد كتسافد القردة، وتتغذى كالذباب؟
إبتسمت.. وقالت، هذا ما سيحدث في النهاية!
قلت: هذا تدمير، ومخالفة لناموس الحياة على الأرض..
هذا لصالح من؟!

ولم أعد أرى سونداري بعد ذلك النقاش.. ولكن ألمس إرادتها وقد تحقق بعضها في بلاد كثيرة.
في ذات الوقت؛ أجزم أنها لن تمضي أكثر من ذلك، سينتهي فكرها - كما انتهى سابقها من أصحاب المخططات السابقة.
وأود أن أستشهد بآية كريمة، تتعلق بكل حرب تخلف فساداً.أو فساداً تقام من أجله الحروب - والله أعلم.
 يقول تعالى : 

(كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)  
__________
في نهاية هذا الموضوع؛ سأستبق أسئلة أو افتراضات، ربما يقول قائلها:
هل تحولت إلى داعية ؟!
أقول: لا.
والمسلم الحقيقي يعرف أن عليه واجبات، بخاصة من يستطيع أن يكتب المفيد، بما يتوافق مع تعاليم الإسلام الصحيحة. وأرجو أن يكون ما فكرت فيه وأكتبه مفيداً. وأعلم أنني أكتب لمن يفكر، ولا يقرأ ما على القشرة ، بل عليه أن يقرأ في اللحاء. 
وأرى أن المسلم يختلف عن معتنقي الديانات الأخرى.
فالمسلم يمكنه أن يعرف دينه بنفسه، ويدعو الله مباشرة بدون وسائط. والمسلم لايحتاج لمخلوقات يقدسها ويرى فيها الرب ( أعوذ بالله ).
وعلى كل الأحول؛ إن كنت أخطأت فمن نفسي، وإن أصبت فمن الله.